Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


تهنئة من أردن العروبة إلى المملكة في احتفالها المئوي

لقد تأسست المملكة العربية السعودية على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي وحّد اجزاء البلاد وجمع شتات أهلها واعلن قيامها دولة موحدة في عام 1351ه (سبتمبر 1932م) متخذا من الشريعة الاسلامية دستورا لها.
ففي الخامس من شوال 1319ه الموافق 15 يناير 1902م تمكن الملك عبدالعزيز من فتح الرياض واستعادة ملك آبائه وأجداده ائمة وأمراء آل سعود الذين أسسوا منذ اكثر من من 250 عاما دولتين امتد نفوذهما في بعض الفترات الى ارجاء شاسعة من شبه الجزيرة العربية وما جاورها وعلى مدى 31 عاما جاهد في سبيل توحيد اجزاء هذه البلاد التي كانت تعيش حالة من الفوضى والاضطراب حتى تم له تأسيس المملكة العربية السعودية على أسس عصرية حديثة.
ثم امضى الملك عبدالعزيز اكثر من 21 عاما كرس خلالها جهوده للنهوض بالبلاد في كافة الميادين والمجالات وتوفي - رحمه الله - في الثاني من شهر ربيع الاول من عام 1373ه الموافق للتاسع من نوفمبر 1953م بعد ان أرسى دعائم الامن والاستقرار في البلاد وبنى قواعد الاصلاح والتطور، وتسلم مقاليد الحكم من بعده ابناؤه البررة الذين ساروا على نهج والدهم العظيم من حيث التمسك بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف ومواصلة مسيرة البناء والتعمير، وشهدت البلاد نهضة شاملة، وعم الرخاء جميع انحائها وأصبحت المملكة تتمتع بمكانة دولة مرموقة واقتصاد قوي في الوقت الذي تضاعف دخلها من البترول الذي تم تسخير موارده لتطوير البلاد وتعليم ابنائها.
وبعد وفاة الملك خالد - يرحمه الله - بايعت الاسرة المالكة والشعب السعودي ولي العهد فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملكا على البلاد وسمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز وليا للعهد وذلك في يوم الاحد 21 شعبان 1402ه الموافق 13 يونيو 1982م.
وقد عرف الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين بإسهاماته المتعددة في نهضة البلاد وتقدمها في مختلف المجالات وهو علاوة على ذلك يتمتع بصفات قيادية فريدة أكسبته محبة شعبه وإخلاصه وتفانيه في العمل معه على النهوض في مختلف الميادين، ويحظى خادم الحرمين الشريفين باحترام وتقدير شعوب العالم لما تنهض به المملكة بقيادته الحكيمة من دور رائد على مختلف الصعد العربية والاسلامية والدولية.
وقد أحدث الملك فهد نقلة نوعية في اسلوب الحكم بعد إصداره اربعة انظمة جديدة هي:
النظام الاساسي للحكم، نظام مجلس الشورى، نظام المناطق، نظام مجلس الوزراء.
هذه الانظمة أصبحت التشكيلات للسلطتين التنظيمية والتنفيذية في الدولة مقيدة بفترة زمنية محددة يتم بعدها التجديد او التعيين كل أربع سنوات للاستفادة من الكفاءات الوطنية الشابة وتفعيل مشاركتها في النهضة التي تشهدها البلاد يوما بعد يوم.
وترتكز سياسة المملكة الخارجية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز على مبادئ وثوابت راسخة مستمدة من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف والتقاليد العربية الاصيلة ومن اهم ملامح السياسة الخارجية السعودية:
* العمل على دعم التضامن العربي والاسلامي والدفاع عن القضايا العربية والاسلامية العادلة.
* خدمة الاسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على الاستقرار والسلام العالميين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وبالمقابل عدم السماح للغير بالتدخل في شؤون البلاد.
وتعتز المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا بخدمة الحرمين الشريفين,, بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
ومنذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وجهود المملكة تتضاعف عاما بعد عام للعناية بالاماكن المقدسة وتوفير الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وليس ادل على ذلك من مشروعات التوسعة المستمرة التي تعد اكبر توسعة يشهدها الحرمان الشريفان في تاريخهما.
وقد زادت التوسعة مساحة المسجد الحرام من 193 ألف متر مربع الى 356 ألف متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من 410 آلاف مصل الى 773 الف مصل وتتيح هذه التوسعة استيعاب أكثر من مليون مصل في أوقات المواسم وبخاصة موسم الحج ورمضان من خلال استخدام الساحات المحيطة بالمسجد والاسطح.
كما زادت مشاريع التوسعة مساحة المسجد النبوي الشريف من 16,500 متر مربع الى 165,500 متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من 28 ألف مصل الى 700 الف مصل وفي المواسم يصل عددهم الى أكثر من مليون مصل، وبلغت تكاليف مشاريع توسعة الحرمين الشريفين اكثر من 70 بليون ريال سعودي اي ما يزيد عن 22,5 مليار دولار.
وكان لإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين عام 1985م صداه العميق لدى المسلمين كافة وينتج هذا المجمع نحو 10 ملايين نسخة سنويا ضمن 51 إصدارا تشمل مصاحف كاملة واجزاء وترجمات معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات وتسجيلات وكتب السنة والسيرة النبوية المطهرة.
وبما ان محدثكم هو عضو هيئة تحرير مجلة الشريعة التي تصدر في عمان، فإنني ألمح اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة بهذا الجزء من الوطن العربي الكبير، بل واهتمامهم بأهله وأبنائه ومستقبله,, وأعني به الاردن فهذا سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يقول في لقاء خاص مع مجلة الشريعة: لن نسمح بأي اعتداء اسرائيلي على الاردن، وان السعودية ستحافظ دوما على موقفها الثابت والأكيد الذي لا يتغير مهما كانت الظروف المحيطة بالمنطقة تجاه العدوان الصهيوني على الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني المسلم وعدالة القضية العربية,, كما اشار سموه الى ما قاله خادم الحرمين الشريفين في وقت سابق بأنه لو بقي في السعودية رغيف واحد من الخبز لتقاسمناه مع الاردن,, كما أكد سموه على الثوابت التي تعتز بها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يدي المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، وعلى العلاقات الاخوية التي كانت تربط الملك عبدالعزيز بالمغفور له الملك عبدالله بن الحسين، مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية,, (أنظر مجلة الشريعة ، العدد 300 جمادى الأول 1411ه).
كما قال سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام: ان الاردن كسواد العين بالنسبة للامة العربية وذلك في معرض لقائه مع جلالة الملك عبدالله بن الحسين وتهنئته له بولاية العهد,, وأشار سموه الى ان امتنا العربية ما زالت قوية وتستطيع ان تضمد جراحها، وتعود الوحدة الى الصف العربي.
وقد استقبل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في اثناء زيارته للاردن/ ربيع الأول 1419ه استقبالا متميزا يليق بالمقام السامي، وذلك على الصعيدين الرسمي والشعبي، وقال سموه: نخطو الى آفاق العالم العربي والاسلامي حاملين رحابة الصدر التي لا تضيق بكلمة الحق,.
والاستقبال الرسمي الذي لقيه من اخيه الملك حسين - رحمه الله - وولي عهده والحكومة الرشيدة تأكيد على أن الاردن ملكا وحكومة وشعبا يكنون للعاهل السعودي كل احترام وتقدير، كما انه تأكيد على ان الاردن يرحب بإعادة الصف العربي واللحمة العربية التي سعى اليها الامير عبدالله بن عبدالعزيز المعروف بعروبته وتوجهه الاسلامي، وتطلعاته لوحدة الصف العربي، وترتيب هذا البيت الذي ننتمي اليه، وينبغي ان نعتز بالانتماء اليه.
وفي خطب الاردن الجلل,, فقدان مليكه المفدى الحسين بن طلال - رحمه الله - جاء الى الاردن وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة سمو ولي العهد.
وقد أكد سمو الامير عبدالله وقوف المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا مع المملكة الاردنية الهاشمية واشار سموه الى العلاقات المتينة بين البلدين حيث قال: العلاقات متينة، وستكون الآن أمتن، ولن نفرط بالاردن، لأن الاردن ورجالات الاردن عزيزون علينا، ونفدي الاردن بالارواح,, الحسين أخي وصديقي وعزيزي، ولكننا الآن نسأل الله له الرحمة,, وهذا قضاء الله وقدره,
وفي رسالة سموه الى الاردن قال: سنكون معكم في يسر الأيام وعسرها، كما ارسل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز برقية تعزية الى الملك عبدالله بن الحسين أعرب فيها عن حزنه وألمه لوفاة الملك حسين الذي كان نعم الاخ والصديق، فهو ليس فقيد الاردن فحسب، بل فقيد العالم العربي والاسلامي,,, كما اشار الى عمق الروابط الاردنية السعودية,, حيث قال جلالته في برقية ارسلها الى الملك عبدالله بن الحسين:
ببالغ الحزن والاسى تلقينا نبأ وفاة أخينا جلالة الملك الحسين بن طلال وقد فقدنا بوفاته اخا عزيزا عاش معنا وعشنا معه بالقلب في صحته ومرضه وباسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية واسمي شخصيا نبعث لجلالته وإخوانكم الاعزاء وكافة افراد العائلة المالكة الكريمة والشعب الاردني الشقيق بالغ التعازي والمواساة في الفقيد الراحل.
وعزاؤنا ان جلالتكم ستعملون - بإذن الله - على ملء الفراغ الذي تركه والدكم الراحل في هذه الظروف التي تواجه فيها أمتنا العديد من التحديات وان بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية ليؤكد على عمق الروابط ومتانة العلاقات الاخوية بين بلدينا الشقيقين,.
ولا يسعنا الا ان نسأل المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويشمله برضوانه وان يوفقكم في مسيرتكم لخدمة بلدكم الشقيق والمساهمة في خدمة قضايا امتكم العربية والاسلامية.
إنا لله وإنا إليه راجعون ,, وهنا يحضرني بيت شعر قاله تيسير ظبيان
إذا ما التقى التاجان تاج ابن هاشم
وتاج سعود فالعروبة تظفر.
وبعد فهذه شذرات من علاقة الاردن مع المملكة العربية السعودية ازجيها الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبداالعزيز,, وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته, داعيا الله سبحانه ان يعيد هذه المناسبة الغالية على الشعب السعودي الشقيق وقيادته الملهمة باليمن والبركات والسؤدد والعز والفخار إنه سميع الدعاء.
د, أسامة يوسف شهاب
مركز اللغات/ الجامعة الأردنية - عمان

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved