Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


رحمك الله يا أبا بداح

عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
الموت حق على كل انسان ,, يمضي الانسان الى رحاب ربه فلا يبقى له سوى الذكرى الحسنة وصالح الاعمال فاذا كان كريما صادقا خلوقا نقيا صالحا فان هذه الصفات الحميدة تبقى في ذاكرة اهله وعشيرته وهكذا كان عميد اسرة ال البداح وفقيد القويعية الشيخ عبدالله بن سعد البداح,, فقد مضى الرجل الى رحاب ربه وترك لدى اسرته وعشيرته ومجتمعه اكرم الذكريات حيث يتناقل الناس سواء كان اهله او من الاخوة من البلدان العربية صفاته الحميدة وروحه الطاهرة وبعده عما يشين والتزامه طاعة الله ومرضاته ولقد كنت انا واحدا من هؤلاء الذين خدمتهم الظروف وعملت مع هذه الاسرة الطيبة وكنت قريبا من هذا الرجل انقله الى مجالس الذكر وكم تعلمت منه الصبر والطاعة والعبادة والمثابرة لله عز وجل فقد كان لسانه - رحمه الله - لا ينفك للحظة واحدة الا بذكر الله والسؤال عن مواعيد الصلاة والتبتل الى الله عز وجل حتى وهو في آخر لحظات عمره وكان يقضي كل عام شهر رمضان المبارك في رحاب بيت الله العتيق يفترش مكانا فيه ويصر عند أذان الغرب ان يقدم التمور والقهوة العربية والطعام لمن جاوره في بيت الله الحرام وكان سعيدا بهذا العمل وآخر شهر قضاه في مكة المكرمة كان في شهر رمضان الماضي وكنت معه في أواخر هذا الشهر كان مريضا وأثر فيه كبر السن حيث تخطى الثامنة والتسعين كان يقول لنا رحمه الله ان اسعد لحظات حياته هي ان يكون في بيت الله الحرام وان يختم القرآن مع المصلين في العشر الاواخر منه, كان الرجل رحيما لم نسمع منه كلمة نابية وانما كان هادىء الطباع قليل الكلمات كثير الاعمال في مجالات الخير ولذلك احبه كل من عرفه او عمل معه او كان بالقرب منه,, حيث ان حب الناس والثناء عليه من قبل الجميع قد تجلى حتى آخر لحظات حياة الرجل بالدنيا عبر تلك الجموع الغفيرة التي حضرت بالمسجد للصلاة عليه ثم وداعه الى مثواه الاخير,, ان كل هذه الدلائل تشير الى رضى الناس وحب الناس وهو ما يجعلنا نتعشم وندعو ان يتقبله الله قبولا حسنا وان يجعله من المرحومين ان شاء الله.
امين عبدالله شاكر
مكتب الجزيرة والمسائية بالقويعية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved