عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتميز جريدة الجزيرة الغراء باقبال القراء واعجابهم واستباقهم على اخبارها واهتمامهم بما ينشر عبر صفحاتها وبين طياتها سيما انها تتيح للقارىء فرصة ابداء الرأي والمناقشة ومبادلة الخبرة.
ومن خلال تصفحي للعدد 9663 الصادر بتاريخ الاحد 26 ذي القعدة 1419ه الموافق 14 من مارس 1999م لفت نظري ما شارك به الفنان (الماضي) في لوحته التي تتصدر صفحة (المجتمع) وهو رسم لاحد المعلمين يحمل درة غليظة بيده اليمنى وهو يخبئ في جانب لباسه اداة اعتداء وقتل في الوقت الذي يشير اليه مدير المدرسة بعدم التعامل بمثل ذلك.
واود ان اشير في هذا الصدد إلى ان الماضي وضع عنوانا للوحته قائلا: (اعتداءات المدرسين على الطلبة) لا حظوا ايها المنصفون (اعتداءات المدرسين) ولم يقل بعض المدرسين ولم يجعل في الامر تلطفا مع معلمي الاجيال والمربين الذين يعملون على تنشئة الابناء وتحمل مسؤولية اعدادهم.
ولكن هذا يسهل عند اتهامك عزيزي (الماضي) للمعلمين جميعا بتكرر الاعتداء، حيث جمعت الكلمة (اعتداءات) وكأن المعلم يذهب للمدرسة ليعتدي على ابناء غيره وليس له هم او عمل الا الاعتداء المستمر.
المعلم يا عزيزي (الماضي) ليس عدوا بل هو اب للطالب الصغير واخ للطالب الكبير يمر عليه يوميا من المواقف والمشكلات والامور المعقدة ما الله به عليم ويتعامل معها تعامل الجندي المجهول والمؤمن المحتسب والرجل الصابر الذي لا تهزه رياح العابثين ولا تغير اتجاهه سخرية الساخرين.
وليت (الماضي) اخذ بحكمة المتنبي حين قال
فلم يستعجل حكمه على المدرسين الا بعد زيارته لاحدى المدارس ومشاهدته بأم عينه كيف تخلو من ادوات الضرب والمحاكمة الجافة التي كانت من قبل وكيف استبدل ذلك بوسائل التشجيع المختلفة كالجوائز والحوافز التي يتسابق فيها المعلمون لدفع الطلاب الى الامام وإذكاء هممهم ورفع معنوياتهم,.
ولعلك اخي القارىء تلاحظ في الآونة الاخيرة كثرة الانتقادات على المعلم وهضم حقه وحسده احيانا على مكانته الاجتماعية والمادية ولكن الجبال الصامدة لا تحركها الاعاصير مهما كان اتجاهها.
والله المستعان,.