عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
حمل الينا عدد الجزيرة ذو الرقم 9676 الصادر يوم عيد الاضحى المبارك مقالا عظيما اقترح فيه كاتبه (الاخ المهندس عبدالعزيز السحيباني) عدة اقتراحات قيّمة لها ثقلها وجديرة بالطرح,, توج مقالته تلك بعنوان عظيم (لماذا لا نجعلهم يتعلمون لغتنا؟!) سؤال عظيم حقا يحتاج من كل مسلم ان يجيب عليه بصراحة خالية من الدخن.
ولقد كان للاخ محمد بن محيس العتيبي من مكة المكرمة مخالفة ورد على مقالة الاخ المهندس السحيباني في عدد الجزيرة ذي الرقم 9682 الصادر يوم الجمعة 16/12/1419ه علل مخالفته وعدم موافقته باننا امة رسالة ومكلفون امام الله بتبليغ هذه الرسالة فاذا نحن تخلينا عن تعلم اللغة الانجليزية والتي هي اللغة الاولى لشعوب العالم والجميع الآن يتجه الى تعلمها فاننا بذلك لا نبلغ الرسالة حق التبليغ.
فأقول للاخ محمد لقد أبعدت النجعة وضللت الطريق وذلك من وجوه عدة:
1- لا يخفى على الجميع ما يلاقيه غالبية الطلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية من صعوبة في مادة الانجليزي فلو سئل الطلاب او وضع استفتاء بينهم حول تعلم اللغة الانجليزية لكانت الغالبية تمانع تدريس اللغة الانجليزية, فيتبقى نسبة قليلة ان لم تكن ضئيلة توافق على تدريسها,, واني لأعرف اشخاصا تركوا الدراسة هربا من هذه المادة، واشخاصا تأخروا في دراستهم بسببها ايضا رغم تجاوزهم ونجاحهم في غيرها من المواد الدراسية وبنسبة عالية ايضا,, فيعني هذا ان تدريس اللغة الانجليزية وعن طريق الاجبار اجحاف في حق ابنائنا الطلاب.
2- كانت ومازالت اللغة الانجليزية تدرس في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولكن بعد ما بدأ من يرى ويقترح تدريسها في المرحلة الابتدائية بدأ الحديث على اشده فكان الأجدر بنا في حق ابنائنا الطلاب ألا نلزمهم دراسة امر اصبح بعبعا يهددهم ويهدد مستقبلهم او على اقل تقدير يؤخر سيرهم, فكان اقتراح الاخ المهندس السحيباني اقتراحا وجيها وله ما يؤيده من الواقع.
3- ان الدعوة الى دين الله القويم وتبليغه الناس في كل مكان وبكل لغة لواجب محتم على طائفة متفقهة من المسلمين,, وليس بالضرورة ان يلزم ابناء المسلمين كلهم بتعليم لغة غير العربية لأجل ان الدعوة لا تكون الا بتلك اللغة,, فيكفي فئة منهم يتعلمونها ليبلغوا الرسالة فما الفائدة اذاً من إلزام الجميع بتعلمها وفي سن حديثة كما هي اعمار طلاب المرحلة الابتدائية؟؟!!
4- قال شيخ الاسلام ابن تيمية يرحمه الله: (ومازال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات وهو التكلم بغير العربية الا لحاجة,, سوغوها لحاجة وكرهوها لغير حاجة لحفظ شعائر الاسلام فان الله انزل كتابه باللسان العربي وبعث به نبيه العربي وجعل الأمة العربية خير الأمم فصار حفظ شعائرهم من تمام حفظ الاسلام,,) (1) فهل حالنا الان حال القوي العزيز العارف بلغته المتقن لها فيتعلم اللغة الانجليزية ولأجل الدعوة او لبلوغ علم او فن لا يتوصل اليه الا بها؟! ام حالنا حال الضعيف الذي يرطن برطانة الاعاجم مع اخوانه وابناء لغته؟؟! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تعلموا رطانة الاعاجم) (2)
وفي الختام تقبلوا كل تحية واحترام والسلام.
(1) فتاوى ابن تيمية ج،3 ص255.
(2) فتاوى ابن تيمية ج25 ص 325.