Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


بدون ضجيج
الدجَّال والطبيب
جار الله الحميد

عندما كتبت في زاويتي هذه (في الخميس قبل الفائت) عن تدني مستوى الخدمة العلاجية والانسانية التي تعامل بها (فئة) غالية من المواطنين الذين يعانون (مرضاً نفسياً أو عقلياً) في منطقة (حائل) حيث تتواجد مساحة سكانية موزعة على المدينة وقرابة (400) مركز او بلدة او محافظة, كنت لا أشهر بأحد، من جهة، ولا أنتقم من احد، ولا مصحلة لي خاصة سوى انني حين ساءت الحال ورأيت بأم عيني وسمعت بأذني ما يتعرض له هؤلاء من (مرمطة) بين العيادات الخاصة والمجمع الحكومي خارج البلد لختم (وصفة) طبية, ثم بعد ذلك يفاجأ المريض بعد كل هذا العناء وال(100) ريال التي دفعها - والمائة ريال هي الأجرة المتعارف عليها هنا بين الأطباء مهما كانت درجتهم العلمية وهم جميعاً لا يتعدون البكالوريوس وبخبرة شبه معدومة - بأن الدواء غير موجود, (أرسلنا طلبية وستصل بعد يومين), فإذا وصل الى هذه الحافة اضطر للذهاب الى ما يسمى ب(مستشفى الصحة النفسية) الذي (طهره) احد مسئوليه السابقين من المهدئات الصغرى, ولا يصرف الا ال )Triptizol( وال )Larjaktile( واشباههما مع العلم بأن الطب النفسي الجديد يسمي هذه الأدوية بال )Old Generation( فقد ظهرت بعدها اجيال جديدة من الأدوية تباع من دون وصفة, وأسعارها تتراوح بين (125 و338) ريالاً,, لما وصل الحال الى هذا المآل قررت طوعاً ان اكون صوتا لذوي الأصوات المبحوحة من الذين قدر الله عليهم الاصابة وليس كما قال لي طبيب (خاص) بعد المقالة الآنفة الذكر (انني استغل الجريدة لأغراضي الشخصية او احقد على فلان او لأنني اريد الحصول على مهدئات فلما عجزت لجأت للكتابة وأن الاطباء الذين جمعهم مدير عام الشؤون الصحية لهذا الغرض اجمعوا على ذلك!) لانني (ليزداد طمأنينة) املك ملفاً في (مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تحت اشراف استشاريين كبار وذوي خبرة ولا يصرفون عشر حبات بمائة ريال), لذلك اؤكد ان ما قلته كان تكليفاً من ضميري الديني والوطني, لأنني اعرف ان حكومتنا الرشيدة تشجع المواطن على النقد الهادف واعطتني انا كصحفي هامشاً جميلاً من الحرية, فهي تؤمن بأن المديح سهل وغير مسؤول الا عندما يجيء في مكانه, وسأكمل الموضوع بحكاية اخرى اضيفها لما ذكرت سابقا من التردي وهي ان من المتعارف عليه طبياً ان من حق المريض الشخصي ان لا يعرف بمرضه احد ومع ذلك فإن الطبيب عندما يتكرم ويكتب عشرة الاقراص ويحرضه على شراء مضاد كآبة معها لكي (لترتاح جيداً واكثر - ملاحظة: راجع الأسعار الواردة اعلاه - ويجيب العلاج نتيجة) يرسله الى المجمع الحكومي (خارج البلد) ليختم الوصفة من مديرية الشؤون الصحية: قسم الرخص الطبية/ السيد المدير, فيصير المريض منتهك الاسرار, ثم لماذا مدير الرخص الطبية خاصة هو الذي يختم الوصفة؟! ام ان (الربع) يتصورون ان وظيفته هي ان (يرخص) للمريض بتناول الدواء؟! يا له من سؤال!, وهناك (اللجنة) وهي مكونة من طبيب نفسي حكومي ومندوب من الشؤون ليجردوا على الطبيب (الخاص) ويفتشوا ملفات المرضى مع ان هناك قراراً وزارياً نافذاً بعدم السماح بفتح ملف المريض حتى للمريض نفسه والوحيد الذي يملك هذا الحق هو الطبيب الذي سيكشف عليه الآن!.
إن وطننا الكريم بقيادة فرسانه من آل سعود الشرفاء يخوض معركة تنمية ضد التحلف) و(الجهل) ويحرض أبناءه على ابداء آرائهم الصريحة في اية وسيلة نشر ولو حتى في مجلس احد اصحاب السمو الملكي الامراء الذين يحسون بمشاركة الشعب من اعماقهم.
ولأنني اثق بالله ثم بمعالي الدكتور (اسامة بن عبد المجيد شبكشي) وزير الصحة المتفتح المتخصص النشط الذي انهى عهد الردود المحفوظة على كل الكتاب دون تمييز بين كاتب وآخر, لأنني اثق به فإني اطلب منه ان يكون حكما بيني وبين هؤلاء.
وهو جدير بذلك!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved