الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد اطلعت في جريدة الجزيرة في عددها الصادر يوم الجمعة 23/12/1419ه في صفحة: آفاق اسلامية على مقالة قصيرة لفضيلة الشيخ مناع خليل القطان تحت عنوان: المرأة المسلمة, قال فضيلته فيه: والمعتمد في فقه الحنابلة أن أركان النكاح ثلاثة: أحدها: الزوجان - هكذا قال: والذي في كتب الحنابلة: الزوجان الخاليان من الموانع فحذف كلمة: الخاليان من الموانع - وهذا الحذف يترتب عليه خلل كبير في الحكم كما هو ظاهر - والمفترض في الناقل عن أي مذهب الأمانة في النقل - ولكن لعل ذلك وقع من باب الخطأ المطبعي، ولكن القراء الذين لا يعرفون الحكم يغترون بهذا الكلام فيجب التنبيه عليه - وأيضاً قال فضيلته: والايجاب هو ما صدر أولاً من أحد العاقدين - والقبول ما صدر ثانياً من العاقد الآخر: فاذا قال رجل لامرأة بالغة عاقلة رشيدة تزوجتك على مهر كذا, فقالت: قبلت التزويج منك كان قول الرجل هو الايجاب, وكان قول المرأة هو القبول، وهذا الكلام فيه خلط وخطأ - اما الخلط فجعله الايجاب هو اللفظ الصادر من الزوج - والصواب ان الايجاب هو اللفظ الصادر من الولي أو وكيله والقبول هو اللفظ الصادر من الزوج أو وكيله كما هو موجود في كتب الحنابلة الذين نسب اليهم اصل هذا الكلام, واما الخطأ فلأنه يلزم في هذا تصحيحه النكاح بلا ولي حيث جعل العاقد الثاني هو الزوجة، وقد جاء في الأحاديث ان النكاح بلا ولي باطل باطل باطل,, والله سبحانه قد خاطب الرجال بإنكاج الأيامى فقال تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) الآية.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه) مخاطبا بذلك الرجال الذين هم أولياء النساء ونهى الأولياء عن عضل مولياتهم إذا تقدم لهن أكفاء من الخاطبين.
هذا ما أردت التنبيه عليه وازالة اللبس والله الموفق والهادي الى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد.