Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


نوافذ
(كشتة,,بر)

لم تعد اماكن التنزه والترويح من حولنا عبارة عن (كشتة) بر نأخذ فيها قدورنا وطعامنا و(ترامس) الشاي والقهوة,, ونرتدي ثيابا كيفما اتفق لاننا في,, البر.
ولكن يصر الكثير على ان يتعامل مع الاماكن العامة بنفس اسلوب كشتة البر.
فمثلا على طاولة المطعم الاصوات مرتفعة وصاخبة ومشاجرة حادة بين الابوين والاطفال حول نوعية الطلبات، الاطفال يتحركون في المطعم كيفما اتفق محكومين بعادات (كشتة) البر، ولا يلقون بالا بأنهم محدودون في مكان ضيق وزبائن يريدون نوعا من الخصوصية والهدوء الذي يصحب وجبة خارج المنزل.
عند بوابة المطعم يندفعون في كل اتجاه الى الداخل ليختاروا الطاولة التي تروق لهم ولا يبالون ان كان فوقها كلمة (محجوز) فالذي سيقول لهم هذا هو (النادل) الآسيوي المرتبك والمذعور والذي سيناديه ابو العائلة عندما يجلسون: هيه,, يا صديق ياهيه,, (لا اعتقد ان هناك شعبا من شعوب العالم ينادي الغرباء بهذا الاسلوب!!) هات (المنية) لا تصابوا بالذعر لا اظنه يقصد بالمنية,, الموت ولكن على الاغلب هو يطلب قائمة الطعام الذي ستتشاجر حوله العائلة.
اشكر هذه العائلة لانها تحاول ان تمتع اطفالها ولكن من واجبها ايضا ان تخرجهم للاماكن العامة بهندام لائق وليس (شباشب) البيت البلاستيكية اما الطفلة الصغيرة ذات الثلاث سنوات فكانت ترتدي البيجاما (شاهد عيان) ويبدو ان فكرة الام ان تنقلها رأسا من المطعم الى السرير دون مجهود.
عادات كشتة البر ما برحت تتحكم في سلوكيات الكثير منا، لا نبالي كثيرا بمن حولنا وان الاماكن العامة لها سلوكيات لابد ان تتبع وتراعى قد يكون من اهمها المحافظة على راحة وخصوصية من يشاركوننا هذا المكان، على حين اننا نجد الاغلبية تبدي استعدادا وافرا للعراك اذا حدث اي اصطدام او احتكاك وكأنهم تملكوا المكان بصك شرعي.
طبقة الصوت يجب ان تنخفض عن تلك الطبقة التي تستعمل في (الشعيب او مسيل السيل).
- عندما اخالف أنظمة مكان ما سواء في الصفوف او الالتزام بالتعاليم او انعدام الكياسة والتهذيب في الاماكن العامة فهذا لايدل على انني (شاطر) او (فتك) بل ببساطة يدل على انني متخلف حضاريا!! ولو وصلت قبل الآخرين او اكلت قبلهم او قدم لي خدمة مميزة من منطلق الخوف ودرء الشر وليس من منطلق التهذيب.
الاماكن العامة تحتاج الى الكثير الكثير من الذوق الجمالي سواء في تعاملنا مع مرافقها على مستوى النظافة او على مستوى هندامنا الشخصي الذي يشير بوضوح عن ذائقتنا الجمالية, فالهندام الجميل اللائق (ولا اقول هنا المسرف في اناقته) هو بصمة حضارية تجعلنا نعي انه من المزري ان نرتاد هذه الاماكن بأثواب البيت المقلمة,الاماكن العامة تستنجد بكم,,
ترجوكم,, فالجميع هناك في (كشتة) بر.
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved