Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


مستعجل
العرب,, في الفضاء,,!!

** كنا في السابق نسمع ونقرأ عن شيء قادم مخيف اسمه البث المباشر وكان هذا الشبح المخيف مجرد لغز لا يعرف الكثير كيف سيكون وكيف سيدخل البيوت وكيف سيغزو المجتمعات,, بل إن هناك من استبعد هذا الأمر وظنه ضرباً من الافتراضات والتوقعات التي قد لا تصدق.
** كان هذا الكلام قبل سنوات ليست بعيدة,, ربما 15 سنة او اقل او اكثر بقليل.
** ولكن في كل سنة,, تزداد جرعات الكلام عنه من خلال وسائل الاعلام,, ومن خلال الكتيبات والنشرات ومن خلال الندوات والمحاضرات فزاد حجم خوفنا,, وزادت رهبتنا من هذا القادم المرعب.
** أوليس هذا القادم سيهدد أعز ما نملك,, وقد يزلزل ثوابت الأمة في نفوس الضعفاء منها؟.
** كنا نرقب هذا القادم المرعب,, وكنا بين مصدق وخائف ومكذب وواثق,, بل ومترقب بشوق,, كل هؤلاء موجودون حتى وقع الفأس في الرأس.
** وبدأ البث المباشر,, ووقع اسوأ مما كنا نخشاه,, وبدأ الارسال التلفازي من كل مكان,, وامتلأت البيوت بالمحطات,, واستسلم الكثير لهذا الغازي الكريه,.
** وكنا نقرأ قبل ذلك من خلال كتابات وكتيبات,, ونسمع محاضرات وندوات تنادي في الدول الاسلامية والعربية بسرعة اعداد العدة وانشاء محطات مضادة ومصادمة السلاح بالسلاح,, حتى اكتشفنا ان سلاحنا أسوأ من سلاحهم,, وان عدتنا مجرد شوكة في نحورنا,, وأن أغلب المحطات العربية مجرد صورة مكررة للمحطات الأخرى,, بل هي أبشع وأسوأ منها,.
** نعم,, وقع البث المباشر ولم تكن مصيبتنا ومشاكلنا من الآخرين,, بل كانت من أبناء جلدتنا,, وممن يتحدثون بلساننا,.
** لقد حوَّلوا حياة الناس الى لعب ولهو ورقص وغناء,, وهذا رغم سوئه ربما يكون أهون من مصائب أخرى لن نذكرها.
** في دول الغرب والشرق,, يلجأ بعضهم إلى منع هذه المحطات من بيته,, بل ربما يلجأ بعضهم الى إلغاء أكثر المحطات حفاظاً على أخلاق أولاده من الضياع,, مع بعض هؤلاء لا دين لهم,, فكيف بأبناء الاسلام الذين يخسرون ويخسرون من أجل جلبها؟!.
** لقد قرأت اكثر من دراسة,, وأكثر من بحث عن المحطات الفضائية العربية وعن الوجود العربي في الفضاء,, فكان كما قرر هؤلاء الخبراء وجود مخجل مضحك مبكٍ .
** محطات أسوأ من المحطات الغربية,, ووجود ضار سيىء ليتنا نرتاح منه.
** ويبقى تلفازنا دوماً,, الوحيد في الساحة,, الذي ينشر الفضيلة والخير,, ويحتضن الدعوة والكلمة الصادقة والبرنامج النزيه والعمل الطيب,, والوجود الاسلامي الأمثل,, ليظل هو الأوحد في الساحة.
** يجاهد لوحده,, مسجلاً حضوراً فريداً,, وتميزاً لا يقارن,, جعله يحتضن ملايين المشاهدين من اصقاع المعمورة,, بل جعل بعض المقيمين في امريكا واوروبا,, يطالبون بتقوية ارساله ليصل الى هناك بكل قوة ووضوح.
عبد الرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved