Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


رأي الجزيرة
شارون يسبق الأسد إلى موسكو!

يسافر الصهيوني العتيد أريل شارون اليوم إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة تستغرق يومين هدفها المعلن هو تحسين العلاقات الروسية الإسرائيلية لكي لا تعود إلى ما كانت عليه من خصومة إبان عهد الحرب الباردة,,إلا ان من الواضح أن لزيارة شارون اليوم لروسيا هدفاً أو أهدافا أخرى أهم من الهدف المعلن (تحسين العلاقات) والدليل القوي على ذلك هو أن شارون يسبق زيارة الرئيس السوري حافظ الأسد لروسيا والتي من المقرر أن تبدأ غدا الاثنين.
والمعروف أن الرئيس الأسد يزور روسيا لهدف معلن ولم يعد سراً وهو الحصول على أسلحة دفاعية روسية متطورة لمقابلة ما حصلت وما زالت تحصل عليه إسرائيل من أسلحة هجومية بالغة التطور من الترسانة الامريكية خصوصا.
ولعرقلة اتمام أي صفقة أسلحة بين روسيا وسوريا، يزور شارون موسكو اليوم,, وقد نسبت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله بالحرف الواحد: (ان رحلة شارون لها هدفان: هما منع نقل تكنولوجيا الصواريخ الروسية إلى إيران وتسليح سوريا من ناحية ومن ناحية أخرى تحسين العلاقات بين روسيا وإسرائيل).
والمؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية فتحت أبواب ترسانتها التي تضم أكثر الأسلحة في العالم حداثة وتطوراً أمام جميع المطالب الإسرائيلية وآخر ما وصل إسرائيل منها جزء من (56) طائرة حربية مقاتلة قاذفة (اف 19) الشهيرة والتي تمثل العمود الفقري في سلاح الجو الامريكي.
ومع ذلك فإن الولايات المتحدة الامريكية لم تتردد في فرض عقوبات على ثلاث شركات روسية قيل مجرد قيل أنها باعت لسوريا أسلحة دفاعية، وكأنما تريد الولايات المتحدة الامريكية أن تظل الأجواء والمياه والاراضي العربية وخاصة للدول المجاورة مباشرة لإسرائيل مكشوفة امام كل القوات الإسرائيلية الهجومية من جوية وبرية وبحرية ودون أن تكون للدول العربية التي تتعرض لأي عدوان إسرائيلي أي قدرة دفاعية للتصدي للعدوان ورده.
إن الولايات المتحدة الامريكية دولة صديقة لمعظم إن لم يكن كل الدول العربية وحتى تلك التي بينها معها توترات أو خصومات لم تسقط من اعتبارها ما يربطها بالولايات المتحدة من صداقة يمكن بها تجاوز كل حالات التوتر والخصومة,, ومن هنا فإن جميع الدول العربية تشعر بخيبة أمل ,,, عندما ترى هذا الانحياز الأمريكي الصارخ لجانب إسرائيل، وعندما ترى التحرك الامريكي الذي يظاهر إسرائيل في جهودها لعرقلة أي تحرك عربي بهدف الحصول على أسلحة للدفاع عن الأرض والحقوق.
إننا نأمل أن يفشل شارون في مهمته في موسكو، كما نأمل ان تنجح زيارة الرئيس الأسد في تحقيق هدفها فروسيا دولة صديقة لسوريا وعريقة الصداقة ومعظم السلاح السوري من مصانع روسيا التي تحتم عليها صداقتها لسوريا وللعرب كما تحتم عليها مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية ان تتجاوب مع المطالب السورية خصوصا وأن تعاونها مع سوريا تحديداً في مجال التسليح أمر مشروع ولا يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved