Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


ديوان الأم والابن - 1
(تغريبة فلسطينية, إلى أمي,, ومنها إلى أبي,,)
إبراهيم نصر الله

* في حديثها عن عرسها
من بعيد سمعتُ خطاكَ
عرفتك من بينهم
حين جاؤوا الينا مساء
وفي اثرهم شمسهم
من بعيد عرفتكَ
قلت لقلبي كلاما كثيرا
ومرجحته في شحوب الظلام
وفي صمت خيمتنا الداكنة
كنت اضحك تنهرني شمعة
ثم تصرخ أمي اجلسي ساكنة
,,,,.
وقدمتُ شايا لهم
فلمحتكَ
كيف تصبب برد على جبهتي
وعروقي ليس بها غير سيل من النار يجري
وكيف وقفتُ امامكَ ثانيتين
وادركتُ اني نهر وانكَ بحري
قلت: قد جاءني زمن
سوف ارتاح فيه
من الحزن
والليل
والتعب
وفي يوم عرسي قلتُ لاهلي:
هو الآن أهلي
وقلتُ لأمي
: هو الآن أمي,, أخي,, وأبي
ليس في دمعتي الآن شيء سوى انكَ الآن متَّ
ويتّمت ياسندي سحبي
ليس في دمعتي الآن شيء
سوى
انها عتبي
* في حديثها عن يومها
في دروب الحصى
للجبال صعدنا
نفتش عن نصف جحر
لنستر عرسا تفتح في ساحة للبكاء
انتعلتُ حذاء من الجيش
ثوب السواد
الذي لم يكن هكذا
مذ عرفت صباي هنالك بين النساء
على الرأس صرة خبز
لحاف
وفرشة صوف اتيتُ بها
حين قال ابي: سوف تكفيكِ
حتى عبور الشتاء
وحين اتوا بالخيام أبى ان تظلله خيمة
قال: ارحم منها العراء
في دروب الحجارة
نبحث عن نصف جحر
لاصبح زوجك
تصبح زوجي
هذا المساء!
صرتي اصبحت تحت إبطي
وخلفي يجري العواء
كنتَ تجري امامي
ويجري
على
ظهركَ
الماء
من قربة الماء
كل هذا الشقاء ولكنني قد تبسمتُ
ثم
ابتدأتُ الغناء!
قلتَ لي يومها: هل جننتِ؟!
ولكننا فرحين صعدنا
كأنا سنزرع ابناءنا في الاعالي
هنالك قرب السماء
* في حديثها عن حلمه
كان يهمس لي:
ان هذي المنافي,.
كما الحزن تمضي
وكان يقول:
:انها غيمة وتزول
ويهمس:
انك اجمل من ان تعيشي بعيدا
بلا وطن طيب وخيول
***
,, لم اطوِّف هنالك في اي ارض
لأعرف معنى الرحيل
واظمأ عند الوصول
ولم اصل البحر اكثر من مرتين
فقد كان لي في التلال سماء
وكانت فصول
ركضتُ الى جانب الغيم حتى
سبقتُ السهول
وعدت وفي اثر خطوي ضباع
وعشرون غول!!
ويضحك، كنتُ صبيا،
ولم أك اعرف اني سأكبر خارج حلمي
وروحي ستغدو رياحا وجسمي طلول
كان يهمس لي: ان هذي المنافي
كما الحزن تمضي
وكان يقول:
انها غيمة وتزول
كيف تعرفنا الارض من غيره
قل,.
ولو,.
كلمة,.
ويحق الوصول.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved