لاأدري كيف اجيب، هل بطلي شخصية ذاتية مستقلة؟,, أم انه متلبسني؟ احيانا احس اننا صنوان، واحيانا ارى بطلي يهرب مني ويكتب نفسه، يتجول ضمن قلمي ويعبث بأوراقي، وانا انظر اليه، فرحة كفرح ام بخطى اطفالها,, احيانا يتوالد ابطالي ويتكاثرون,, فيكونوا من الحجر والنبات والارض والكماء,, كلهم يتحركون وينطقون يرسمون احداثا لم افكر بها,.
كم من مرة كان بطلي حبيباً ودوداً، وكم من مرة كان زنديقاً شرساً، فأحيناً يأتي كطائرة القُبرة وأحياناً يأتي كالصقر، وقلمي وورقي فريسته,.
رغم هذا وذاك أنا احب أبطالي,, ليس كحب أبنائي ولكنه كحب آخر يمتزج به الفرحة والدهشة والإثارة,, إنهم يزوقون أحلامي,, ويرقدون على مخدتي، ويعبثون معي,, هل أنا مسكونة بهم، أم هم المسكونون بي,, لاأدري لكني أحبهم، واستمتع بهم، ربما أعيش قضاياهم,, وقد اجدهم في عملي أو في الشارع أو في قصاصة دفتر ابنتي,, أتذكر ذات مرة كتبت قصة اسمهالولو كانت على شكل مقاطع، وكانت قصة طفلة تكبر,, في كل مقطع كانتلولو تلعب بي,, أطاردها وتختبىء كأنها تلعب معي لعبة الغميمة ,, ورغم اني أنهيت القصة منذ زمن طويل، لكنها كثيراً ماتظهر أمامي بجدائلها المربوطة بشرائط بيضاء,, ثم تجر شرائطها وتنثر شعرها وتخرج لي لساناً أحمر قانياً,,، هنالك قصة أخرىهي وحكاية التمر التي تركتها مفتوحة النهاية,, وهي طفلة تحرك الشاي، وتدور في عقلها الحكايات، وكأنها تصرخ بي,, أطلقيني تمللتُ,, وأحياناً اجدها قد كبرت وبنت بيتاً ولها أطفال يذهبون إلى المدارس، وهي قد تعلمت وعملت عندما تركتها كانت تفكر في المدرسة.
هذه علاقتي مع أبطالي، متداخلة، مندمجة، ثائرة، منفصلة، لا أدري كيف اصفها، وأنني لا أرسمهم قبل أن أمسك القلم، لكنهم يرسمون خطاهم ويرسموني معهم,.
سأختار لك قصة أغنية الزمن ,, حيث يتداخل الأبطال بين الزمان والمكان,, ولعل الزمان هو السيد هنا.