Sunday 11th April, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 25 ذو الحجة


نص ورسالة
الى: ابي يعرب
جبير المليحان

كالغيم ، امطرني محمود درويش، وانا أقرأ ديوانه: (سرير الغريبة),, بغنائه الفاجع، كتبت المقطع الثاني من قصيدته البهية كشعر: (ربما، لأن الشتاء تأخر)، ص 93:
شمالية هذه الريح
فليكتب العاطفيون، أهل الكلام الجريح، رسائل أخرى الى ما وراء الطبيعة أما انا،
فسأرمي بنفسي الى الريح,,
حضر كثير من اصدقائي (القدامى) وهم ينثرون اغاني الحياة من اعينهم الندية، ويفردون غنى قلوبهم العامرة بالحب، والوجد، والهم,, جاءوا مع رياح الشعر, اقتعدنا زاوية دافئة كالملاعب ، وانا (اشب) لهم نار المودة بين المسافات, استمعنا الى صوت درويش، غير المستقر معنا.
غادر,.
واخذت اطياف اصدقاء ، لم يحضروا - مثلهم مثل الشتاء الذي لم يأت! - ترفرف في جوانحنا!
عدت محاورا صديقي الابيض فؤاده: الذي غمرني بأشياء كثيرة، ووجدته يقر لي بحاتمية يملكها هو، معتقدا انني مثله، وانا لم اكن كما ظن! هذا الراكض ، وفي قلبه ارجاء الوطن: صغيره، والكبير.
يا أبا يعرب: لم ارد - الآن - ان اتحدث عن اشياء بعيدة، وشخصية، وتتعلق بأحبة، واصدقاء ، وزملاء عمل، حتى لو كان ما كتبته، عني ايها الابيض: غير دقيق في اجزاء منه، وغير صحيح في بعضه,, وانت تحدثت عما رغبته انت لا انا!
انت - ايها الصديق - سارد تاريخي كبير لذاكرة جيل.
اما انا فشاعر اضاع كتابة قصائده منذ زمن بعيد، ولم يبق غير ان اتذكر الرياح الشمالية، ومنها: ريح محمود دوريش؟
ماذا تنتظر يا درويش من الشمال؟ اسأله فيقول:
لعل خيالي اوضح من واقعي والرياح شمالية, .
واقعنا هو الأشد غرابة!!
حلق في قصيدتك ، يادرويش:
ماذا سنصنع بالأمس؟ قلت ونحن نهيل الضباب على غدنا والفنون الحديثة ترمي البعيد الى سلة المهملات, سيتبعنا الأمس ،
هل رأيت ياصديقي!، انه يغني لألمه، وامله، وآلامنا، وآمالنا! لكل شماله الذي يصنعه، واسمه الذي يتبعه!
قل لي اي شمال انت,, احدثك عن مواجعي!
تعال نرى: كيف تلتقي مواجعنا اذا كان غدنا ابن (الامس)؟!
انظر: وحدثني عن طبقات المواجع,, (والحديث هنا يطول!)
الآن: ايها الصديق - (الاصدقاء): لم اجد افضل من ان اقدم لكم، نص قصة صغيرة، كتبته بتاريخ 22/10/1997، بعنوان (رثاء) انه قهوتكم الاخرى، ان رغبتم في ذلك ، تفضلوا,, فربما شب لنا احدكم نار الحروف، وقدم لنا قهوة من حديث.
* منذ زمن سحيق:
وأنا أراه من نافذة مكتبي،
اراه كل يوم جالسا على الرصيف، وفي يده مسبحة الزمن، والنخلة تظلله ودوامات الضجيج:
(الشارع المباح,, الناس المتقاطعون,, السيارات الجهمة,, القطط الطويلة,, الاشجار الباكية,, ضوء الشمس الساخط,, السماء,,)
من حوله تدور ، وهو لا يأبه,.
وعندما يؤذن الظهر يقوم، ويمشي ، منحدر الظهر، الى المسجد.
* امس:
مشى وحبات المسبحة تتساقط من خلفه!
* وقبيل اذان ظهر اليوم:
امسكت مسبحتي، وتوجهت الى الرصيف، وجلست تحت ظل النخلة، وسط الدوامات!

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved