بروكسل- أ,ش,أ
يجري الان الاعداد للمؤتمر الثالث لوزراء خارجية دول الشراكة الاوروبية المتوسطية المقرر عقده في مدينة شتوتجارت الالمانية يومي 15 و 16 ابريل الحالي تحت رئاسة المانيا بوصفها الدولة التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية.
ويشارك في الاعداد لهذا المؤتمر مئات من الدبلوماسيين والسياسيين والاقتصاديين والاكاديميين والخبراء الذين يمثلون الدول السبع والعشرين الاعضاء في الشراكة الاورو متوسطية بالاضافة الى اللجنة الاوروبية.
ووفقا لتقرير اللجنة الاوروبية فإن وزراء الخارجية سيحددون في مؤتمرهم معدل سرعة تحقيق الشراكة الاوروبية المتوسطية خلال السنوات الاولى من الالفية الثالثة.
ويقول باتريك لورينت منسق اللجنة لعملية برشلونة المسئول عن عملية التخطيط والتعاون الاقتصادي في اطار الشراكة الاورو/ متوسطية ليس سرا ان مؤتمر شتوتجارت سيعقد في وقت حرج على حد ما وربما في وقت يتسم بالغموض بالنسبة لعملية السلام في الشرق الاوسط وذلك من حيث مقارنته بمؤتمرات برشلونة ومالطا وباليرمو السابقة.
ويوضح لورينت قائلا انه بالنسبة للمؤتمر الاول الذي عقد في برشلونة خلال عام 1995 واطلق شرارة البدء في عملية الشراكة الاوروبية المتوسطية فانه استفاد كثيرا من موجة الحماس التي اعقبت اتفاقات اوسلو,, اما اليوم فان النظرة اصبحت مختلفة خاصة اذا اخذنا في الاعتبار احتمال اعلان السلطة الوطنية الفلسطينية عن قيام الدولة الفلسطينية يوم الرابع من مايو القادم ذلك بالاضافة الى ان الجولة الاولى من الانتخابات الاسرائيلية ستجرى يوم 17 من الشهر نفسه.
ويؤكد منسق اللجنة الاوروبية لعملية برشلونة ان الاتحاد الاوروبي في ظل الرئاسة الالمانية له يعطي اهمية خاصة للعلاقة بين عملية برشلونة وعملية السلام في الشرق الاوسط وذلك في اطار الفصل الاول من اعلان برشلونة وهو الفصل السياسي والامني .
وتجدر الاشارة هنا الى ان اعلان برشلونة يتكون من ثلاثة فصول تشكل دعامات اساسية بالنسبة لعملية برشلونة وهي الفصل السياسي والامني والفصل الاقتصادي والمالي والفصل الاجتماعي والثقافي والانساني.
وتوقع ان تلعب المانيا واللجنة الاوروبية دورا اكبر في اطار الجهود الرامية لحل ازمة الشرق الاوسط, وقال ان مؤتمر شتوتجارت سيحاول ان يثبت ان عملية برشلونة بوصفها عملية متعددة الاطراف ذات اتجاه اخلاقي يلتزم به كافة الشركاء فيها.
ويضيف لورينت قائلا ان مؤتمر شتوتجارت يهدف الى مناقشة القضية باسلوب موضوعي حتى يكون مؤتمرا بناء وسيسعى الجميع بجدية من اجل تحقيق ذلك الغرض, موضحا انه ستتم مناقشة قضية الشرق الاوسط وليس التفاوض بشأنها في هذا المؤتمر وبناء على هذه المناقشات ستقوم الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي بصياغة استنتاجاتها على اساس الاجماع في الرأي.
واشار باتريك لورينت الى ان المشاركين في مؤتمر شتوتجارت سيضعون في اعتبارهم النتائج الايجابية التي كان قد توصل اليها وزراء خارجية دول الشراكة الاوروبية المتوسطية في المؤتمر الذي عقد في باليرمو خلال شهر يونيو عام 1998.
وكانت الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي في ذلك الوقت قد اصدرت بيانا في باليرمو اكدت فيه مجددا ان الدعم الذي يمكن ان تعطيه عملية برشلونة لعملية السلام هو دعم يشارك فيه الجميع.
واكد منسق اللجنة الاوروبية ان عملية برشلونة لاتزال تعتبر المنتدى الوحيد الذي يمكن ان يجتمع فيه كافة الشركاء بما في ذلك الاطراف المعنية بعملية السلام وان يتحدثوا ليس بشأن القضايا السياسية فقط بل بشأن التعاون الاقليمي والاقتصادي والمالي والاجتماعي والثقافي ايضا.
وفي هذا الاطار يقول لورينت انه تمت اقامة العديد من الشبكات لتسهيل عملية الحوار ومن بينها على سبيل المثال شبكة يوروميسكو التي اعلنت خلال عام 1996 لتكون بمثابة منتدى لممثلي معاهد السياسة الخارجية المستقلة لتبادل الاراء وطرح المقترحات,, وعلاوة على ذلك فان الشركاء في عملية الشراكة من دول منطقة البحر المتوسط يتفاوضون او يشاركون في مفاوضات من اجل توقيع اتفاقيات انتساب.
وفيما يتعلق بالمجال السياسي ذكر لورينت ان هناك اهدافا اخرى تتعلق باعداد ميثاق للسلام والاستقرار, وتوقع ان يتحرك الوزراء في هذا الاتجاه خلال مؤتمر شتوتجارت مضيفا ان رئاسة الاتحاد عرضت وثيقة شاملة يمكن اعتبارها بمثابة خطوط عريضة لميثاق من هذا النوع في المستقبل.