كنت اظن ان الكآبة تتصل فقط بالحالة النفسية ولا علاقة لها بالجسد الى ان قرأت خبراً بثته وكالة رويتر يقول ان خفة الدم وتقبل المرح يتفاوت بين الناس لاسباب تتعلق بتركيبة الدماغ فالذين يعانون من تلف في خلايا الفص الايمن من المخ لا يفهمون النكات المركبة وبالتالي لا يستجيبون للمرح الحقيقي, فهم مثل الاطفال في تقبلهم للنكت اي يجب ان تكون النكتة مباشرة وحركية وصريحة حتى يتسنى لهم فهمها, الغريب في الأمر ان هذا التقرير صادر من امريكا, والذي يتابع البرامج الكوميدية الامريكية سيلاحظ انها قائمة على النكتة الساذجة والمشاهد الطفولية (يزلق، يطيح، يخبطه على وجهه بصحن كيك فتسيح الكريمة على كرفتته الخ) فينفجر الامريكاني من الضحك حتى انه يمسح دموعه من الضحك وتسمعه يردد (آثمتونا حسبي الله عليكم), وأسوأ من هذا ان هذه المشاهد تكرر يومياً في كل البرامج الكوميدية وما زال الامريكان يضحكون ويستمتعون بها اباً عن جد.
ولا اعرف هل هذا يعني ان الامريكان بلا فصوص في ادمغتهم نهائيا, واذا كان الأمر كذلك فهذا قد يطمئن ثقيل الدم الوطني, ويؤكد ان المسألة لا تتعلق بالذكاء والغباء, فالأمريكان ليسوا اغبياء وانما يعانون من نقص في الفصوص كما اشار التقرير, لا اعرف كم فص في رأس الانسان فالتقرير تحدث عن الفص الواقع على يمين الرأس ويمكن ان نفهم من التقرير ان هناك فصوصا اخرى في الدماغ لها وظائف اخرى ربما تتعلق بخفة الدم ولكن مع الاسف فان الاختبارات اجريت على الامريكان وحددت المشكلة بالفص الايمن فكما نعرف فان الامريكي ثقيل الدم يعرف انه ثقيل دم ولا يمكن ان يجرؤ على رواية النكت واشاعتها, فهو يستمع للنكتة فاذا فهمها ضحك من كل قلبه وافرغ مخزونه من الضحك على اعتبار ان النكت المناسبة لفص رأسه قليلة, ثم بعد ذلك يعود الى صمته طافحاً على دمه الثقيل, بينما ثقيل الدم الوطني بعكس ذلك يمكن ان يعد اكبر موزع للنكت بين كافة الفئات, فهو بزعمه يرى ان رواية النكت تخفي ثقل الدم, ثم يكرّهك للنكتة والنكت حتى انك تتمنى ان تقشع فصك الايمن وتصبح مثله, واظن ان ثقيل الدم السعودي لا يعاني من نقص او خدش في فص رأسه الايمن فقط بل ربما يعاني من خدوش في اكثر من فص من فصوص رأسه فتلاحظ انه يجزىء النكتة الى عواملها الاولية ويستخرج منها ما يجلب الغم لنفسه وللناس فعقله لا يقرأ الأشياء المركبة فاذا نظر الى الشجرة لا يستطيع ان يربطها ببعض (اغصانها وأوراقها وجذعها) فلا يقرأ هذا الجمال الساكن في تركيب الشجرة الكلي وعندما تشير باصبعك الى النجوم لا ينظر الى النجوم وانما الى اصبعك.
هل لهذه الحالة علاج؟ لم يشر التقرير الى ذلك ولكننا في المملكة لا نسمح لأنفسنا الاعتماد على الطب الحديث, فالطب الشعبي موجود ولله الحمد ولكن قبل اللجوء الى المعالجين علينا ان نشخص الحالة بثلاث نكت متدرجة، وعلى القارىء الكريم ان يختبر بها معارفه فالذي يفهمها فلا مشكلة فصوصية لديه ومستوى الدم لديه جيد, اما الذي لا يفهمها كلها فيمكن ان يذهب الى طبيب شعبي ينفث عليه ثم يصبخ على رأسه لتعود فصوصه للعمل مثل التيار الكهربائي بالنسبة للقلب.
اليكم الآن النكت الاختبارية مع الاشارة الى ان النكتة الاولى ليست نكتة بالمعنى الحرفي وانما هي كاريكاتير نشر في مجلة كاريكاتير المصرية حيث تشاهد في الكاريكاتير رجلاً شعبياً يلبس الجلابية ويقف على سلم في سطح المنزل ويطل برأسه على صحن دش فضائي منزلي وهو يصرخ بأعلى صوته: شايفني يا حسنين.
النكتة الثانية:
ذهب غبي الى طبيب وقال له: الناس تتهمني بالغباء وبأنني لا افهم هل هناك علاج لذلك؟ فأعطاه الطبيب قطعة نعال قديمة وقال له تنقع هذه القطعة في كأس ماء وتشرب منها كل صباح رشفة وتراجعني بعد شهر, وبعد شهر عاد المريض الى الطبيب فسأله الطبيب: هاه بشر, فقال المريض الحمد لله خلصنا العلاج بانتظام كما امرت، ولكني في الاخير بدأت اشعر يا دكتور ان في هذا الدواء رائحة نعال قديمة, فقال له الدكتور: الآن بدأ العلاج يعطي مفعوله.
تقول النكتة الثالثة: ان العلماء في نفس الشركة التي انتجت الفياجرا استطاعوا ان يخترعوا دواء يعطي نتائج عكس ما تعطيه الفياجرا ولكنه ما زال تحت التجربة في البيت الابيض.
وبامكاننا اعادة بناء هذه النكتة بالصورة التالية: عندما اخترع العلماء هذا الدواء المعاكس للفياجرا اعطوه لخطيب مونيكا لونسكي ليتناوله ليلة الزفاف ونحن في انتظار النتائج.
لمراسلة الكاتب:
E-Mail:albakeet@suhuf.net.sa
|