** أعرف فضيلة الشيخ صالح بن علي بن غصون قبل أكثر من 40 عاماً ,.
** عرفته قاضياً مشهوراً,, ومفتياً,, وخطيباً,, وداعية,, ومسلماً يحمل هم الدعوة الاسلامية حيثما حل,.
** وعندما عرفنا قبل سنوات أن فضيلة الشيخ تعرض لمشاكل في الكبد,, تأثرنا تأثراً بالغاً,, ولكن الله سلمه,, حيث زرع لفضيلة الشيخ كبد وتعافى بفضل الله لعدة سنوات,, وواصل عطاءه في الفتيا والدعوة والدروس العلمية,, وتحلق حوله طلبة العلم لسنوات,, الى أن مرض مرضه الأخير فلازم المستشفى لعدة أشهر حتى لاقى وجه ربه - رحمه الله -.
** وعندما ذهبت للصلاة على الفقيد عصر يوم الأحد الماضي,, وجدت أن المداخل حول المسجد كلها مغلقة بالازدحام,, وبعد الصلاة,, أغلق الحي كله والأحياء المجاورة لعدة ساعات بسبب تزاحم الناس,, وهو ما يعكس حجم مكانة ومحبة الشيخ في نفوس الجميع.
** وكلنا يعرف من هو الشيخ الجليل صالح بن غصون,, وهل نجهل نبرته ومفرداته الشهيرة المحببة للجميع من خلال برنامج نور على الدرب هذه النبرة الجميلة التي تعلو كلما أراد اظهار الحق وزجر الباطل وأهله,, وقد ينفعل الشيخ في حديثه ليرد على أولئك المتجاوزين الذين يحاولون إباحة حرمات الله فيعلو صوته,, ويبين الحكم الشرعي,, ويورد الأدلة بكل تفصيل,.
** عشقنا هذا البرنامج الذي يعتبر الشيخ صالح بن غصون أحد ابرز فرسانه فكان هذا البرنامج من ابرز الآثار العلمية التي تركها فضيلة الشيخ,, وكم كنا نتمنى أن يتصدى أحد طلبة العلم المؤهلين لجمع فتاوى الشيخ في نور على الدرب على الأقل ثم ينشرها للناس للاستفادة منها,,وليكن ذلك حفظاً لبعض آثار وبصمات الشيخ.
** وكنت قبل شهرين تقريباً,, قرأت مقابلة مطولة مع فضيلة الشيخ نشرتها احدى المجلات,, وكان فضيلته في المستشفى,, فوجدت فيها سيرة عطرة وكلاماً يشرح الصدر لانسان عايش القضاء والافتاء والدعوة لفترة جاوزت نصف قرن,, وكانت حياة حافلة بالعطاء والانجاز في المجالات العلمية المختلفة,, كما كانت حياته وكفاحه درسا,, بل دروسا لطلبة العلم اليوم,.
** لقد تيتم وفقد والده وهو صغير,, وكف بصره وهو صغير,, ولم يمنعه ذلك من الترحال لطلب العلم في كل مكان,, فكان بشهادة الجميع,, أحد أبرز طلبة سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي المملكة - سابقاً - وفور تخرجه من دروس سماحة الشيخ,, عينه في القضاء,, لما وجد فيه من غزارة العلم والفراسة وبعد النظر,, فتنقل بين المحاكم,,وعين في اكثر من بلد حتى استقر به المقام عضوا في مجلس القضاء الأعلى,, وهو منصب قضائي كبير جداً,, لا يعين فيه الا الندرة من الرجال.
** كما ان فضيلة الشيخ قد أعطى في هيئة كبار العلماء كعضو فيها لعدة سنوات حتى مرض مرضه الأخير,, وعندها طلب اعفاءه من هذا العمل الشاق.
** ان الحديث عن سيرة فضيلة الشيخ يطول ويطول,, لأننا إزاء سجل حافل بالعمل والعطاء,, في القضاء والافتاء والدعوة والخطابة,, فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
** نسأل الله تعالى,, ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه,, وأن يلهم الله ذويه الصبر والسلوان.
عبد الرحمن سعد السماري