توقعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان يصل عدد الالبان المسلمين اللاجئين من اقليم كوسوفو تحت ضغط عمليات التطهير العرقي التي يقوم بها الجيش الصربي ضدهم الى (900) ألف لاجىء في وقت قريب,, وقالت ان العدد الحالي للاجئين يقارب (700) ألف لاجىء!.
وفي مثل ظروف جرائم التطهير العرقي في كوسوفو يمكن ان يفهم الرأي العام العالمي ظهور مشكلة لاجئين تزداد حدتها مع تزايد اعدادهم.
كما يمكن ان يفهم الرأي العام هذه المشكلة ويدعو لحلها في ظروف العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي من اجل ارغام القيادة السياسية والعسكرية للصرب في يوغوسلافيا على وقف جرائم التطهير العرقي وقبول خطة السلام التي وضعت في محادثات رامبوييه لحل ازمة سكان الاقليم الذين تنازلوا مكرهين عن مطلب الاستقلال التام من الهيمنة اليوغوسلافية وقبلوا بحكم ذاتي موسع طرحته خطة السلام كحل للمشكلة.
ولكن!.
ما لا يمكن فهمه ويصعب قبوله هو ان يعجز حلف شمال الاطلسي بكل قوته الجوية والصاروخية الضاربة عن ان يوقف تدفق سكان اقليم كوسوفو وهم فقط من العرقية الالبانية المسلمة لتستقبلهم مقدونيا وألبانيا ثم تعلن الدولتان الجارتان الفقيرتان عجزهما عن استيعاب المزيد من اللاجئين لكي ينفتح اخطر باب امام هؤلاء اللاجئين وهو باب اللجوء الى دول اخرى بعيدة في اوروبا او عبر المحيط الاطلسي الى الولايات المتحدة الامريكية الامر الذي يغري هؤلاء اللاجئين وهم اصلا فقراء طردوا من ديارهم وهم لا يملكون غير ارواحهم - بالبقاء حيث استقبلوا في تلك البلدان التي تنعم مجتمعاتها بمستويات من الرفاهية المعيشية حيث ينعمون بالطعام والملبس والدفء بما يمكن ان ينسيهم فكرة العودة الى ديارهم في كوسوفو.
وهذا الاحتمال الاقرب الى الواقع سيحول من يبقى من الالبان المسلمين في كوسوفو او يعودوا اليه - الإقليم - من مقدونيا وألبانيا، سيحولهم الى اقلية عرقية ودينية في الاقليم، الامر الذي يحقق لقادة صربيا ويوغوسلافيا اهم اهدافهم وهو تحويل الاقلية الصربية في الاقليم الى اغلبية بحكم الأمر الواقع وبذلك يسقط حتى مجرد الحق لسكان الاقليم في حكم ذاتي ولو كان محدوداً!.
ونخشى حقيقة من ان يتحقق ما دعا له ماري لوبين زعيم الجبهة الوطنية اليمينية العنصرية المتطرفة في فرنسا وهو قيام دولة صربيا القومية التي تمتد من صربيا الى كوسوفو الى السنجك الى الجبل الاسود وإلى - أخيراً - صرب البوسنة!.
كما يخشى ان يحقق تشتيت الاغلبية الالبانية المسلمة في كوسوفو بين دول اوروبا وامريكا، أن يحقق ذلك تحذير اريل شارون وزير خارجية اسرائيل من السماح بقيام دولة مسلمة في اوروبا!.
ومعنى هذا التحذير بالضرورة منع عودة اللاجئين الالبان المسلمين من كوسوفو الى وطنهم وديارهم فيه.
الجزيرة