Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


مشاعر متنوعة ووقفات مع العيد

للشاعر العربي الفصيح والشاعر الشعبي المليح وقفات مع العيد، فمنهم من أشاد بفرحة العيد أعظم إشادة معبراً عنها بالبهجة الخالية من الكدر، والابتسامة الخالية من الحزن في ذلك العيد,, هذه أحوال بعض الشعراء، أما البعض الآخر فعبر عن تلك البهجة وتلك الفرحة، بابتسامة مصطنعة تحمل بين جنباتها الكثير من علامات الاستفهام محملة بالأحزان مثقلة بالهموم.
ومما يدل على ذلك التصنيف في أحوال الشعراء، ما قاله شاعر الفصيح أبو الطيب المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟!
في يوم العيد يقف المتنبي كالذاهل والساخر بنفسه يخاطب العيد فيسأله سؤالا حير الكثير الكثير من الشعراء هذا السؤال ومما لا شك فيه لن يجد له جوابا لدى العيد!!
ياعيد: هل عدت عليّ كما عهدتك من قبل تحمل بين ثناياك الهموم والأحزان؟
أم هل عدت عليّ هذه السنة بعيد جديد طابعه الفرح والسرور؟
ومصداقا لذلك التصنيف يقول الشاعر صالح بن حمدالمالك
عيد بأي جديد أنت آتينا؟؟
بسعدنا أم بنحس ظل يشقينا؟
ويتضح من قول أبو الطيب المتنبي وصالح المالك بأن أحوال الشعراء في نهار العيد على صنفين:
الصنف الأول:
الصنف الذي تبدلت أحوالهم وانقلبت رأساً على عقب انطلاقا من مقولة الحكماء خالف تعرف فجاءت أحوال شعراء هذا الصنف مخالفة للعادة في نهار العيد فجاء الحزن وحل محل الفرح، وجاء الهم فحل محل السرور، ومن هؤلاء الشعراء أبو الطيب فقال مبينا بأن أحواله نهار للعيد يخالطها الهم والغم والحزن وسبب ذلك كله بعده عن الأحبة حيث أن بينه وبينهم الفيافي والصحاري فيتمنى من كل قلبه أن تحول الفيافي والبيد بينه وبين العيد، ما دام الأحبة بعيدين عنه:
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيداً دونها بيد!
ويقول شاعر المليح: علي القحطاني، سائراً على حذو المتنبى، ومبيناً بأن أحواله نهار العيد يخالطها الهم والغم والحزن
كل نهار العيد عايد حبيبه
والتم شمل أهل القلوب المواليف
وأنا حبيبي غايب الله يجيبه
يا حسرتي كان انتهى العيد ما شيف
ويقول شاعر المليح الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري مبينا أحواله نهار العيد، عندما حل عليه وهو وحيدا أثناء غياب عائلته خارج البلاد:
العيد ياسلمان قربت حراويه
الناس فرحوا به، وأنا مازهالي
الناس فرحوا به واشفقوا لطاريه
وانا الليل اطريته يزود اجتوالي
إلى أن قال
كل نهار العيد خله ايسليه
وأنا نهار العيد واعز تالي
واعزتا للحال من فقد غاليه
يارب تلطف به أو تلطف إبحالي
ومن ذلك الصنف الذي يكدر عليهم العيد الشاعر نمر بن عدوان فعندما أشرقت عليه شمس العيد أصبح يئن تحت وطأة الألم والحزن بسبب فقد زوجته وضحا نهار العيد فقال
جاه القضا من بعد شهر الصياما
صافي الجبين بثاني العيد مدفون
وممن عاش الهموم والأحزان نهار العيد الشاعرة مريفة فعندما حل عليها أحد الأعياد طلبت من زوجها أن يشتري لها ثوبا تلبسه نهار العيد، فقابل هذا الطلب بالرفض القاطع ولو اقتصر على ذلك لهان الأمر، ولكن وعلاوة على ذلك حثا في وجهها التراب وقال لها: هذا ثوب العيد فغضبت غضبا شديداً فحل عليها العيد وهي تعيش أصناف الهم والغم فقالت
كلٍ نهار العيد يلبس جديده
وانا نهار العيد كوّح ملدي
ومن الشعراء الذين كدر عليهم العيد وكان مجيؤه على تلك الصورة لم يخطر له على بال الشاعر خلف أو زيد
كلٍ نهار العيد عايد وديده
وأنا نهار العيد عيدي ادموعي
وقال شاعر واصفا أحواله نهار العيد
هنيكم ياللي ضحى العيد سالين
وانا نهار العيد تدارك بي همومي
وقال شاعر المليح مشيرا إلى أن أحواله نهار العيد تتخللها الهموم، والأحزان: شبلي الأطرش:-
العيد عاد، وعيدنا هم وغبون
دمعي نهار العيد عالخد سكاب
وقال شاعر الفصيح أبو الطيب المتنبي مبينا بأنه في نهار العيد الكل مجتمع مع الأحبة والأهل إلا هو فبعيد كل البعد عن الأهل والأحباب، وزيادة على تأكيد انقطاع الأمل وأن الوصل أصبح من المستحيلات مثل على ذلك بوجود العنقاء فوجودها كما هو معلوم من الثلاث المستحيلات:
يضاحك في ذا العيد كل حبيبه
حذائي، وأبكي من أحب، وأندب
أحن إلى أهلي وأهوى لقاءهم
وأين من المشتاق عنقاء مغرب!!
وقال الشاعر يوسف المطلق واصفا حاله نهار العيد وهذه لا تحتاج منا إلى تعليق ونترك التعليق للشاعر حيث قال
كل يبارك وسط الأفراح بالعيد
وأنا أشوف الموت بأفراح عيدي
صار الفرح هم وحزن وتنكيد
هذا نصيبي بالزمان العنيدي
أمشي مع العالم وأبارك لهم بيد
واخفي هموم القلب لكن تزيدي
إلى أن قال
وأنا أسير الحب والهم يا عيد
ساكت على جرحي بقلب حديدي
وتقول شاعرة المليح واصفة أحوالها نهار العيد، ونترك التعليق لها في صوف ذلك الحال
كلنٍ نهار العيد طربن بوادي
على مظنة خاطره سمح الاقبال
وأنا تكسر عبرتي في فؤادي
ماكني إلا واحد يشد بحبال
عندما قرب حلول العيد تذكر الشاعر محمد بن راشد الهزاني أولاده وهو يعيش الغربة في طلب الرزق، ففاحت قريحته قائلاً
وجاه العيد في دار بعيدة من غرابيله
ولا عارف ولا معروف كنه فيه قوماني
ويقول الشاعر طلال السعيد، رافعا كل العتب إلى محبوبته التي تناست وتجاهلت معايدته نهار العيد فحل الهم والغم والحزن عليه فقال:
كيف حتى نهار العيد ما أرسل يعايد؟
يا عذاب المولع لا تردي نصيبه
وقال كذلك مظهرا عدم رغبته في حلول العيد، من دون رؤية خله
باكر العيد وكلن به يعايد حبيبه
بس أنا دمعتي من فوق خدي تهلي
يا حلالاه يا خلٍ زعل من حبيبه
أربع أعياد وشوف صويحبي ما حصلي
إلى أن قال
كن الأعياد عني يا جماعة غريبه
مابي العيد ياهل العيد من دون خليّ
وقال الشاعر نمر بن صنت العتيبي:
جيته نهار العيد ثم قلت يا صاح
بين لي الغاية وكنه أخجله؟
وعودت أكن الغيض والغيض ذباح
باغ رضاه، وخايف من زعله
وقال الشاعر/ عبدالله بن حمير الدوسري، راثيا نسيبه المغفور له بإذن الله عز وجل ناصر بن حمد آل وثيله الدوسري الذي وافته المنية خامس أيام عيد الفطر المبارك
العيد يا بوزيد ماهوب لي عيد
العيد للي بالفرح طاب عيده
كل تعيد هاني عيده سعيد
وأنا بصدري الهم يغلي وقيده
صكتني الدنيا على غير ما أريد
والله ينفذ كل شيٍ يريده
فجيعة جتني على موت صنديد
رمية قدر ما اخطت بقلبي مجيده
مات النسيب الغالي ابن الأفاهيد
أنا اشهد أن موته علينا فقيده
الصنف الثاني:
أما فيما يتعلق بأحوال هذا الصنف من شعراء الفصيح وشعراء المليح فهو من أشرقت عليه شمس العيد وعلامات وإمارات البهجة والفرح والسرور تعتلي الوجوه، فدام لهم العيد فرحا وسرورا ففاحت قريحتهم الشعرية بأجود الشعر في استقبال العيد بإطلاق تلك الفرحة وإعلان تلك البهجة، فكم يحمل العيد لشعراء الفصيح وشعراء المليح من معان سامية، جديرة بالتبصر والتأمل,,
يقول شاعر الفصيح ابن الرومي رافعا تهنئة بعيد الفطر
قد مضى الصوم صاحبا محموداً
وأتى الفطر صاحبا مودوداً
ذهب الصوم وهو يحكيك نسكا
وأتى الفطر وهو يحكيك جودا
ويقول الشاعر عبدالله بن سعود الصقري
العيد شرف مرحبا حي ذا العيد
عيد ارمضان اللي على الحول عايد
عيد سعيد بعد صوم وتحاميد
الله يعيده بالسعد والفوايد
وقال كذلك
العيد شرف والمدافع رموابه
عيد سعيد عاد مع داير الحول
ويقول الشاعر عبدالله بن حمير الدوسري معلنا فرحته بقدوم العيد
ألا يا عيد عدت وعادك الله بالهناء والسرور
تعود بخير وأفراح على السعودية
وقال الشاعر جلعود بن لافي الشمري مشيرا إلى أن أيام العيد ولياليه كلها رخاء وسعادة بجمع الأحبة واجتماع الشمل
العيد جاء عادت علينا لياليه
بالخير وأيام الرخاء والسعادة
بالعيد كل ينتظر شوف غاليه
وغالي يجي غاليه عقب ابتعاده
العيد حل وحل بالذوق حاليه
وفيه التسامح بين الاخصام عادة
ويقول الشاعر سعد السهلي معبرا عن تلك الفرحة وتلك البهجة بابتسامة تدل على صفاء الذهن ونقاء القلب
العيد عمت فرحته كل الأوطان
كل يقول العيد مبروك يا فلان
ثم اشرقت شمس المحبة سناها
الله يعيده رب الأرض وسماها
يهدي من الفرحة تغاريد والحان
ويجمع قلوب عقب فرقا وهجران
ويرسم على البسمة حلاوة شفاها
وعلى الفرح: طيب يكسب رضاها
وقال الشاعر راضي بن دحيم بن راضي مبتهجا بحلول العيد وقد اجتمع شمل المواليف
العيد هذا نافلٍ كل الأعياد
حيث القرائب تجتمع من سفرها
تجمعوا شيبانهم هم والأولاد
أولاد عم وحق نعرف أذررها
وقال الشاعر منديل الفهيد معلنا عن أيام العيد ولياليه كلها فرحات وسرور فطوبى للسعداء بجعل أيامهم أعيادا ومسرات
هذي ليالي العيد فرحات واسعاد
من له قريب من بعيد عناله
تزاور الأصحاب يمحون الأحقاد
أيام عيد فيه بسط وعدالة
وقال الشاعر متعب العتيبي
أقبل نهار العيد ينفح نسيمه
تظهر به الفرحة على روس الأشهاد
عيد ينادي كل نفسه كريمه
اللي لها مع بسمة العيد معياد
وتقول شاعرة المليح: نورة الشبيلي: عندما حل عليها العيد فحل التلاق محل الفراق وحل الفرح محل الحزن وسبب ذلك كله أنها التقت بمن تحبه وتعزه وتوده
هلحين صار العيد عندي سعيد
بيوم اهتنى قلبي بشوفة حبيبه
شفت الغلا لي في اعيونه أكيدي
بدد سلامه كل شك وريبه
إلى أن قالت
مبروك يا عيد علينا جديدي
مع هلتك أهديت قلبي حبيبه
وقبل الختام يتساءل شعراء الفصيح والمليح، سؤالا حير الجميع ألا وهو:
هل العيد الحقيقي تلك الابتسامات المصطنعة في بعض الأحيان؟!
هل العيد الحقيقي كثرة الاسراف في المأكل والمشرب؟؟
هل العيد الحقيقي إظهار تلك الابتسامة الكاذبة التي تخفي وراءها الكثير الكثير من أمور شتى؟ أم ماذا؟
علامات الاستفهام والاستفسار والتعجب آنفة الذكر أجاب عليها الشاعر الأديب: سليمان العتيبي بقوله
العيد,, ما هو بس رزة وتشخيص!!
وكلمات كيف الحال عيدك مبارك!
العيد حس بحب من غير تخصيص
يشمل بني عمك وربعك وجارك
حب حقيقي صدق ما فيه تنقيص
يرفع عملك ويرتفع به وقارك
وتخلص فؤادك من الكره تخليص
وتخلى البسمة بوجهك شعارك
ما تقعد تخبص فالأعياد تخبيص
هذا على اليمنى وهذا بيسارك
وقال كذلك
العيد يبغى له قلوب جديدة
قلوب فعل الخير دايم تزيده
تزيد مثل الماء,, ليا,, زاد فالحب
ماهو يبغى قلب مثل الحديد.
وأطلق الشاعر متعب بن زراق العتيبي، عنان فرسه في الإجابة على ذلك الاستفهام وذلك الاستفسار بقوله
والعيد ما يحسب بحجم الوليمه!
ولا مستوى التحضير باللبس والزاد!
العيد نخوة واعتزاز وعزيمة
ونشر المحبة والصخا بين الأجواد
والعيد في نجدة يتيم ويتيمة
ورملا يوريها العوز مر الأنكاد
والعيد في نبذالسلوك الذميمة
وعلى الفضيلة يجتمع جمع وأفراد
والعيد في مد اليدين الرحيمه
للعاجز اللي للعطيات يعتاد
والعيد في رفع العنا والظليمه
عن كل مضيوم شكا ضيم الأنكاد
والبعد عن فتح الجروح القديمة
من خوف لا يكثر عناها وتزداد
ومجانبة راع الردا والنميمة
اللي لغرات الأجاويد ينقاد
إلى أن قال
نبي نهار العيد روح حميمة
حتى يدوم الفضل وتزول الأحقاد
مشبب السابر
وادي الدواسر - اللدام الشمالي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved