* الدمام - حسين بالحارث
الحناء زينة المرأة في الخليج كتاب جديد صدر مؤخراً للزميل الصحفي صالح غريب من دولة قطر الشقيقة ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول يتحدث في الاول عن الحناء في عدة عناوين,, في اللغة والقرآن والسنة والفرق بين الحناء والوشم والحناء في الشعر والادب وكذلك الحناء جغرافياً وتاريخياً والحناء عند الشعوب وانواع الحناء المتداولة في الخليج والحناء عند عامة الناس والحناء لكل الاشياء واستعمالاته طبيا وعلميا وليلة الحناء في منطقة الخليج وطقوسها واعداد الحناء الى جانب انواع الحناء وخضاب الشعر واشكال وألوان الحناء على الطريقة الشعبية, اما الفصل الثاني فيحتوي على مجموعة من الرسومات والنقوش المستمدة من البيئة المحلية والتي كانت تستخدم في السابق واختفت بسبب دخول الغرباء على هذا الجانب مما جعل النقوش التقليدية تختفي وتظهر مكانها نقوش اخرى غريبة على مجتمع الخليج وقد قامت بعمل الرسومات والنقوش السابقة للكتاب الفنانة موزة الكواري فيما اشتمل الفصل الثالث على صور طبيعية لواقع شجرة الحناء والحناء نفسه بدءا من تحضيره إلى صورته الجميلة على اكف النساء.
ويقول صالح غريب في حديث لشرفات لقد كانت فكرة الكتاب للباحث السعودي الاستاذ علي الدرورة في حديث عابر دار بيننا ونحن نتجول في معرض للكتاب في الشارقة حيث يهتم كثيرا بأمور التراث الشعبي ووضع العديد من الدراسات الميدانية حوله وهويعتقد ان الكتب الموجودة في السوق حول الحناء تأخذ الطابع التجاري وجميعها تحتوي على رسوم فنية سريعة غير معتمدة على اسس فنية وقد شاركته الاعتقاد واختمرت الفكرة في رأسي وهو شجعني على تأليف هذا الكتاب خصوصا انه لا توجد اية دراسات علمية عن الحناء وهو جزء هام من تراثنا الذي يكاد يندثر كما اندثر غيره بسبب غياب التدوين والتوثيق.
* وهل يعني ذلك ان كتابكم غطى الجوانب العلمية والفنية؟
- تقريبا حيث انه اشتمل على البحوث العلمية لجميع النواحي بدءاً من زراعة شجرة الحناء إلى التجارة بها إلى التداوي او التطيب بها عبر الحضارات حتى حضارة الغوص في الخليج وقد كان ذلك الفصل الاول, أما الثاني فهو عبارة عن نقوش فنية ابدعت فيها الفنانة القطرية موزة الكواري وهي احدى الفنانات القلائل ذوات الخبرة في هذا المجال.
* من أية زاوية ترون أهميةموضوع كتابكم؟
- اعتقد ان هناك ارتباطا وثيقا بين الحناء وبعض المعتقدات عند بعض الحضارات التي تركت آثارها عبر الاجيال المتلاحقة وارتباطها ببعض المعتقدات جعل للحناء بعض المميزات الشعبية التي لم تتركها اية مادة اخرى من مواد الزينة حيث تفنن القدماء في استعماله على يدي ورجلي المرأة ومن البديهي ان تترك كل حضارة آثارها للحضارة التي تليها فنلاحظ بصماتها واضحة في كل علم ساهمت فيه او فن ابدعته وكذلك فإن منطقة الخليج العربية تركت بصمات ملموسة من الفن والذوق الرقيقين المستهلمين من البيئة الخليجية وقد ظهرت في تراث الآباء والاجداد.
وقد قدم بعض الادباء المعاصرين آراءهم في هذا المجال وظهرت مجموعة من الكتب التي تبحث في استخدامات الحناء كخضاب له سمات فنية فكانت هذه الكتب بين تجارية ليس بها لمسات فنية وبين ما استطاع ان يعكس البيئة التي عالجت موضوع البيئة فيها بشكل واضح وشامل بحيث استجلى الجوانب الفنية وخصائص تلك البيئة في استعمال الحناء في الزينة وغيرها وان يسمو بهذا الفن الجمالي نحو تطلعات المرأة بكل ما تعنيه الانعكاسات الفنية وان يرتقي بالمنطقة وذوق بناتها وفنهن نوعا ما,, وهي القلة القليلة جدا التي استطاعت ان ترتفع باصدارها لتلك الكتب عن الربح المادي لتقدم مادة غنية مستوحاة من التراث الشعبي.
* اهتمامك بالتراث افرز العديد من النشاطات لديك فماذا انجزت؟
- هناك بعض البحوث عن الفلكلور والفن ومنها دراسة عن عادات وتقاليد القرقيعان المعروفة عند العرب وبخاصة في الخليج منذ القدم حتى اليوم، ذلك بالاضافة إلى نشاطي الصحفي مثل زاوية (مو معقول) في جريدة الراية القطرية وهي زاوية نقدية يومية تسلط الضوء على السلبيات في المجتمع في محاولة لتقويمه وكنت اعد صفحة كل الفنون بجريدة الراية وبرنامج كل الفنون في الاذاعة القطرية إلى ان توقفت مؤخرا بحثا عن افكار جديدة.
* بالاضافة إلى ذلك تتولون الاشراف على العلاقات العامة بمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه عام 1982 ولكنكم لم تصدروا دراسة عن المركز؟
- المركز عبارة عن قناة اعلامية لخدمة الموروث الشعبي لدول مجلس التعاون وهو مفتوح لجميع الدارسين وقد صدرت منه مجموعة من الدراسات لكتاب سعوديين منها دراسات لعبدالله حسن العبدالمحسن وعلي الدرورة وعبدالله الشايب وسعد الصويان وغيرهم وقد سدت دراساتهم تلك ثغرات في المكتبة الشعبية اما بالنسبة لنا كعاملين في المركزفليس شرطا ان نصدر دراسات عن المركز أو منه فنحن نتابع كل ما له علاقة بالموروث من تسجيل وتصوير وتوثيق الى جانب نشر البحوث القصيرة والمتخصصة في مجلة المأثورات الشعبية وهي مجلة دورية تصدر منها اربعة اعداد في السنة.