Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


تراث الشعوب
ملحمة الرامايانا,, الإندونيسية

إنها الملحمة الاشهر في اندونيسيا، وهي تحكي قصة الامير (راما) الوريث الشرعي لعرش ايوديا الذي اجبر على العيش - فنفياً - مع زوجته الجميلة (سيتا)، وأخيه الصغير (لاكسامانا).
وذات يوم مشرق وجميل، تلمح سيتا الجميلة، غزالا ذهبيا يركض بين المروج، فيغريها بجماله الاخّاذ، وتطلب سيتا من زوجها راما، ان يسعى وراء هذا الغزال من اجل ان يقبض عليه، ويهديها اياه.
وينصاع الامير راما لرغبة زوجته في اقتناء الغزال، فيخرج للصيد طالبا الغزال، بينما يترك زوجته الجميلة - سيتا - في رعاية اخيه الصغير (لاكسامانا).
ولا يلبث إلا قليلا، حتى يصرخ راما، طالبا النجدة من بعيد، فترسل سيتا اخاه الصغير لاكسامانا لنجدته، لتبقى وحيدة، فتغدو فريسة سهلة للمكيدة المدبرة من قبل الداهية - ماريكا - الذي تخفّى بزي الغزال الذهبي، من اجل خطف سيتا الجميلة، واحضارها - سبية - إلى سيدة في قصر روانا.
وإذ يدرك الامير - راما - المكيدة التي وقعت زوجته - ضحيتها - يستعين بجيش من قرود الغابة، من اجل استرجاعها وتحريرها من ربقة الأسر.
وقبيل وصول راما، على رأس جيش من القرود، إلى القصر الذي احتجزت فيه زوجته الجميلة سيتا، يرسل إليها زعيم القرود رسولا، الذي يتسلل إليها خلسة، ويعطيها خاتم راما، ليثبت لها انه رسوله إليها، فتطمئن إليه، وتزوده بالمقابل، برسالة إلى زوجها الامير راما، تخبره فيها انها حية ترزق، وانها تنتظر مساعدته في اطلاق سراحها بفارغ الصبر.
لم يطق راما صبرا بعد قراءة الرسالة، فانطلق على رأس جيشه من القرود، ليقتحم القصر الملعون,, وهناك، وأثناء دوران رحى المعركة، يصاب راما الذي استبسل ، من اجل تحرير زوجته سيتا الجميلة، بسهم تحول في ذات اللحظة الى - ثعبان - عظيم، رح يلتف حول جسده، ويقيد حركته، تمهيداً للبطش به، أو أسره، وعندئذ يستنجد راما بحليفه طائر الجارودا، الذي يحضر للتو بعد سماعه لاستغاثة صديقه المحب راما، ويشرع في نقر الثعبان المخيف في عينيه، فيقضى عليه، ويموت.
وما إن ينجلي غبار المعركة، حتى يعود الامير راما سعيدا برفقة زوجته الجميلة سيتا، وحراسة جيش القرود، إلى الغابة، لينعما بالنصر المؤزر، والسيادة المطلقة على مملكتهما الهادئة في ربوع الغابة الساحرة, وفي الواقع ان شهرة هذه الملحمة، تنبع من كونها تؤدى رقصا في الهواء الطلق، وعلى مسرح يحيط به جمهور من كل انحاء العالم، وهذا المسرح المندمج بالجمهور إلى درجة الذوبان به، يدخلك مباشرة في الجو المتجلى الذي تدور فيه احداث ملحمة الراميانا، والتي مازالت تستعيد عروضها منذ عام 1930 وحتى اليوم في جو يعبق برائحة البخور والغناء ورقص السانغي الذي يمهد لظهور شخصيات الملحمة، وكأنها تبعث من جديد,.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved