Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


لمحة موجزة حول تكوين الإنسان وجعله خليفة في الأرض

اخترت لكم هذه القصيدة وهي للاستاذ مناور الجنفاوي لانها تتوافق ونصاعة هذه الايام الغر المباركة,.
والقصيدة لم تنشر من قبل,.
خاطب الله تعالى الملائكة في انه سيخلق في الأرض خليفة وتوجهت عنايته جل شأنه الى التراب الذي جبل منه (آدام) عليه السلام فصيرته بشرا سويا وجعلته مظهرا لأسرار حكمته وقدرته وعلمه الواسع.
فافاض عليه من العلم والمعرفة ما اقر اقرب خلقه اليه بالعجز عن ادراكه,, حيث اودع فيه من السر ما لم يودعه في الملائكة,, واختصه بعلم ما لا يعلمون,, فأدركوا انه خلق كريم يجب اجلاله وتعظيمه لشرف مواهبه فسجدوا طاعة للخالق لا عبادة للمخلوق.
اوجد الله تعالى (آدم) من مختلف الوان وجه الارض وعناصر الطبيعة لكي يتأقلم معها ويتكيف,, واسكنه مسكناً رغداً لا يجوع فيه ولا يعرى ولا يظمأ ولا يضحى,, وجعل انسه من نفسه - وليمضي قضاء الله وقدره على خلقه - انطواء ابليس على الكبر فامتنع عن السجود,, ثم ضمر الحقد والحسد لادم فوسوس اليه وازله.
ثم اخرج الله تعالى آدم من مسكن الرغد والتقى الى مسكن الكد والشقى,, قيل ان الارض قالت له يا آدم قد جئتني بعد ما ذهبت جدتي ونضرتي وشبابي وقد بليت وفنيت.
حمل آدم الامانة بعد ان ابت السموات والارض والجبال ان يحملنها لينال وذريته جزاء الثواب والعقاب فتكاثر النسل وتشعبت السلالة ودبت بينها عقارب الحسد وسفك الدماء بين الاخوة الاشقاء وتفشى مرض,, الجهل والضلال.
مرت قرون واجيال وتعاقب رسل وانبياء برسالات سماوية وكان اعتماد الناس قائما على وسائل الشر اكثر من وسائل الخير وعاشت امم تحت وصاية الكهنة الذين اقاموا انفسهم وسطاء بين الانسان ومعبوده ولا يؤذن له الا بالنضار وان ضن عليهم اقصوه - وحبسوا الرحمة عنه,, فلم يكن الولاء الا لمن هم اشد صيحة في اصلاء نيران الحروب والمعارك,, وكانت القوة الوحشية هي السائدة - حتى جاء الاسلام وحرر الانسان من عبودية الانسان وعبادة الجماد,, كان مجيء الاسلام في مبعث محمد صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل وانقطاع الوحي والعرب على حال من الفرقة والانحلال فجمع متفرقها وقوم معوجها ووفق بين الدين والدنيا,, واطلق للعقول حريتها الفطرية لاستجلاء غوامض الوجود واستطلاع خافيات النواميس فيه.
التفت الامة حول قيادة (الاسلام) وثبتت جذورها في اطيب بقاع الارض واشرفها,, ثم امتدت فروعها ونهضت بمقوماتها المتاحة لها الى مراقي الكمال حتى وصلت الى ما نراه اليوم من النهضة المستمرة في عالمي العلم والعمل,,
ويمثل ذلك القصيدة الشعرية التالية والتي منها
ابدي بذكر الله خزا كل شيطان
واصوغ نظمٍ ما دخل فيه تضمين
سليم من غث القوافي ونقصان
للفظ بالجوهر فواصل وتنوين
ما وحي الضمير وكان للطرف مذعان
سبكٍ عقد سلكه معان وموازين
للعقل في عين التبصر والامعان
احكام يارا غير ما تبصر العين
وللناس بالعبرة غذا نور الاذهان
واخذا العبر من معجزة كل تكوين
واقول بالحرف اقوم القول سبحان
من كوّن الكاين وكونه بحرفين
في كن يكون الله جعل كون الانسان
قبضة اديمٍ في مراحل بعد حين
بالعلم والهيبه بلغ عظمة الشان
له عالم النور السماوي مقرين
اسكن نعيم وخادعه مارج الجان
وجاله هوى نفسه وانسه عدوّين
واستخلف الارض الوسيعه وما كان
فيها لها راعٍ على حرثها امين
اقام وانجب وانتشر نسله الوان
بالجنس والبشرة حسب نسبة الطين
ضاق الفضا في متسع فسح وديان
ودب التنافر ما صفا ود الاثنين
نودي بتحريك الفتن والهوى ران
على القلوب ولا عرض مصلح البين
ورث الضغاين صيّر الاسر شتان
داب الذوات ايحا قريع السلاحين
رغم تعاقب باللغة رسل واديان
الشر ناره عالقه بين الاخوين
وجا صفوة الامجاد من صلب عدنان
بأمرٍ من الخالق قوي البراهين
بالقيمه هيمن على كل طغيان
دين العداله ما سواه ابتغا دين
بالعروة الوثقى رجح كل ميزان
بالحق شرع لامة الهدي تبيين
مناور الجنفاوي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved