Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


علم له معاييره الثابتة
التقويم المستمر في الميزان

تلمساً للنهوض بالعملية التعليمية، لتقف على قدمين ثابتتين كما خطط لها، فقد أُوعز إلى معلمي اللغة العربية في مدرستنا لنحظى بمرئياتهم حول تلك الطريقة الجديدة (التقويم المستمر) للتلاميذ، وما قد يعيق تلك العملية ويقف في طريقها من صعوبات او عقبات، مع طرح الايجابيات التي لأجلها أُوجد ذلك التقويم.
وقد أنسنا منهم بما يلي:
- يكاد يتفق الجميع على اهمال تلك الطريقة لجانب مهم وأساس، لجانب جدير بتثبيت المعلومات النظرية في ذهن التلميذ من خلال ممارستها وتجريبها تطبيقا، ألا وهو جانب الواجبات المنزلية, الكفيلة بإشراك الاسرة في عملية المتابعة والتعليم والتوجيه عن بُعد وليس هذا مجال الحديث عن أهمية الواجب المنزلي!
- عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ في مواضع التقويم، بل ان المعلم قد يهمل الموضوع السابق، ويضرب عنه صفحا لعدم توافر الوقت الكافي للمراجعة، او تقويم الجميع في موضوع واحد!
- هناك بعض الحقول استأثر بقدر كبير من الدرجات مما يملأ جعبة التلميذ المقصر الخامل بكيل وافر من الدرجات التي لا يستحقها، وذلك لعدم دقة عنصر التقويم في تحديد المستوى اللائق بذلك التلميذ، فلا مناسبة بين الحقل والدرجة المرشحة له أو سأذكر مثال ذلك في المقترحات.
- العشوائية لدى العديد من الميدانيين في كيفية تنفيذ تلك الاجراءات نتيجة لعدم استجلاء كنهه، وتوضيح مراحله بدقة من قبل المنظرين قبل تطبيقه بوقت كاف حينما كان في طور التجربة اوقبل ذلك! لهذا وذاك لنحاول التحرر من تلك السلبيات بالمقترحات التالية:
- إضافة حقل خاص بالواجبات المنزلية وخاصة في مادة القراءة.
- تقليل عدد مرات التقويم في المادة الواحدة، للاستفادة من اكبر وقت ممكن ليتسنى للمعلم تقويم الجميع في موضوع واحد - ان امكن - أو على أقل تقدير تقريب نسبة التكافؤ بين الجميع، إضافة للحد من الاخطاء المتكررة، من البعض في اخراج المعدل او الجمع.
من المقترحات أيضاً:
- تقليص الدرجات في بعض الحقول التالية: المحادثة والتعبير، طلاقة القراءة، استنتاج الافكار، والاستفادة من تلك الدرجات في حقل جديد للواجبات.
- التفسير الدقيق في كيفية التقويم في بعض العناصر، وشرحها بطرق عدة من خلال التمثيل عليها، وما يحتمله كل سؤال من الدرجات وابراز الكيفية المثالية لتقويم كل عنصر وحقل، في شتى الصفوف ليكون المعلم على دراية وعلم ويقين، وليتمكن من تنفيذ تلك الخطوات كما أعدَّ لها في أذهان المنظرين الكرام.
- كذلك من المقترحات: عقد الدورات واللقاءات بين المعلمين والمنظرين وبين المعلمين انفسهم، في سبيل تبادل الخبرات وتلافي المزالق والسلبيات.
- منح المعلمين دليلاً مفصلاً واضحاً يشرح الخطوات المنطقية السليمة في كيفية التقويم وليكن بيد المعلم دائما يهديه لأنجع السبل في تحقيق ذلك الغرض السامي، وذلك لان دليل التقويم الحالي هو اشبه بالنقاط الكبرى والخطوط الرئيسة ليس إلا.
- التوسع في نشر الوعي وترجمة اهداف هذا التقويم في وسائل الاعلام ليهب المجتمع ككل من اجل مواكبة تلك النقلة النوعية وليكون على علم بكيفية تحقيق النجاح في ذلك.
وأنا لم أقدم السلبيات والمقترحات على ما يحظى به (التقويم المستمر) من ايجابيات إلا لاجل التشويق، لان الظمأ يسبق الري، والتعب يسبق الراحة، والعاصفة تسبق المطر، ولن يطيب ويلذ طعام من غير جوع, والمجال يطول في تعداد بعض الايجابيات التي يرمي لها هذا التقويم من قريب او بعيد، ولو لم تظهر فوائده ويغلب نفعه لما اقر وطبق في تعليمنا النظامي، فللتقويم المستمر القدح المعلى في القضاء على رهبة الاختبارات وما يسبقها من فترة استنفار وإرجاف - إن صح التعبير - ينهك قوى المؤسسة التربوية والعاملين بها، ويسبب التذبذب والاضطراب لادارة المدرسة في تعاملها مع الاوراق والمستندات من جهة ومع التلاميذ والمدرسين من جهة اخرى كما لا ننسى ما يخلفه ذلك التقويم من الاهمية والاستعداد الدائمين للطالب وللاسرة طوال الوقت، تحسبا لقياس وتقويم ذلك الطالب في اي وقت، كذلك يستشعر التلميذ مدى المتابعة المستمرة من قبل مدرسيه واسرته وانه محاسب على كل شاردة وواردة سلبا او ايجابا، داخل الفصل وخارجه,, كذلك الغاء النظرة الخاطئة في تعليمنا للاختبارات وارتباطها بالنجاح او الرسوب فقط، واستخدامها لتحقيق الهدف التصنيفي منها، حيث اهملت أهداف اكثر اهمية وجدوى لقناعة الجميع ان الاختبارات هي السبيل الانفع لتحفيز الطلاب على التحصيل، وللتحقق من جدوى تعليمهم! فكانت نتائجها معاقبة المقصرين وإجبارهم على اعادة الدراسة في صفهم بصرف النظر عن اسباب تقصيرهم, لذلك تولد الخوف من الرسوب واصبح هذا الخوف هو الدافع للنجاح! لا حب النجاح نفسه! لذا فإن للتقويم المستمر قصب السبق في اجتثاث مثل تلك السلبيات القاتلة وزرع ايجابيات هادفة وترسيخ ذلك.
ويظل التنظيم ووضع البرامج عديمي التأثير إذا لم تتوافر لدى المعلمين المهارات الاساسية في التنفيذ والاعداد، والادراك التام للآثار التربوية والنفسية لذلك التنظيم.
لذا يجب ان ينطلق الجميع من مسلَّمة مؤداها ان (التقويم المستمر) بجانب كونه (فناً) فيه مجال الابداع الشخصي، فهو ايضا - وهذا الاهم - علم له معاييره الثابتة بالبحث العلمي، لابد ان يتفق الجميع على قواعد محددة تصف كيف يكون الحد الادنى في التقويم ليحتكم الجميع في اعداد تلك القواعد إلى الملاحظة والدراسة والبحث والتجربة ثم يذاع في جمهور التربويين مستويات الاداء الممكنة في الشفهي, وليكن ذلك المعيار المحدد هو أدنى الكمال، او بمثابة خط الصفر في تلك العملية، ليحتذي به من هو دون المستوى الابداعي، وليرتفع منه ذوو الابداع والجدة إلى اي زاوية شاؤوا,, وفق الله الجميع لمرضاته.
لجنة متابعة التقويم المستمر في مدرسة عباد بن بشر الابتدائية
عنهم/ فهد بن علي الغانم

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved