Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


بمناسبة عيد الأضحى
الذبح في المسالخ البلدية يجنبنا المخاطر

عزيزتي الجزيرة
يعتبر الذبح في المسالخ غير النظامية واقعا ملموسا وظاهرة قائمة رغم ما ينطوي عليه من الجوانب السلبية التي تساهم بشكل كبير في انتشار بعض الامراض، وفي احيان اخرى عدم امكانية السيطرة على العديد منها على الرغم من اتخاذ كافة التدابير والاجراءات الوقائية لذا فإن ظاهرة الذبح في هذه الاماكن المشار إليها لها آثار سلبية عديدة على الاصحاح البيئي, ولا يخفى على الكثيرين ان هناك العديد من الامراض الوبائية المعدية المشتركة التي تنتقل من الحيوان الى الانسان والتي يزيد عددها على 200 مرض وتسبب للانسان تأثيرا صحيا سلبيا مؤقتا او مستديما، هذا بجانب الخسائر المادية والاقتصادية الفادحة التي قد تنجم عن عدم الالتزام بالضوابط الصحية او المعايير الفنية البسيطة في سبيل تحقيق الاصحاح البيئي, ويعتبر من المهام الرئيسية للعاملين في مجال صحة اللحوم العمل على حفظ اللحوم بكل وسائل الحفظ المتاحة كافة، وان تكون صالحة للاستهلاك اطول فترة ممكنة ويؤدي العاملون في مجال صحة اللحوم ومنتجاتها دورا فاعلا في الاشراف على المسالخ، وذلك لتحقيق كثير من الاهداف المنوطة بهم في ذلك المجال الحيوي، حيث انه حين تبلورت ونفذت فكرة انشاء المسالخ البلدية تمكنت تلك المسالخ من حماية الانسان من اخطار بعض الامراض الفتاكة في ذلك الوقت، ثم تدرجت عملية انشاء المسالخ حتى وصلت إلى المسالخ الآلية الحديثة والتي تدار بأحدث النظم وأدق التقنيات لتذبح بها مختلف الحيوانات، وبما ان المسالخ البلدية لها دور كبير في المحافظة على الصحة العامة وصحة البيئة وصحة المستهلك فإنني أوجزوها بعجالة بالنقاط التالية:
1- ذبح الحيوانات بصورة جيدة حسب أحكام الشريعة الاسلامية والتخلص من الحيوانات المريضة.
2-يتم بالمسالخ البلدية تجميع الناتج الضخم من عمليات الذبح كما يتم احكام السيطرة على التعامل مع مخلفات هذه العملية حيث يتم التصرف فيها خلال القنوات الاقتصادية والصحية مما يترتب عليه تسهيل حل بعض المشاكل مثل مشكلة تلوث البيئة.
3- تقوم المسالخ البلدية بدور هام وحيوي في تجارة اقتصاديات اللحوم بما تقدمه من احصائيات وبيانات هامة تساعد على رسم الخريطة الاقتصادية لهذه السلعة الهامة يؤدي بالتالي الى نموها وانتعاشها اقتصاديا.
4- يتم بالمسالخ البلدية الكشف عن الامراض التي تنتقل من اللحوم إلى الانسان ومنها مرض السل والبروسيلا المالطية والديدان الشريطية وكذلك الكشف على الامراض المعدية والوبائية التي تصيب الحيوان والتخلص من معدومات الاعضاء والذبائح بالطرق الصحية.
5- وقاية الانسان من لحوم فقدت صلاحيتها كأن تكون هزيلة او مذبوحة بعد النفوق من خلال فحص الحيوان قبل وبعد الذبح.
6- تعتبر المسالخ البلدية حقلا هاما تجرى فيها كثير من البحوث العلمية المتعلقة بصحة الانسان والحيوان.
7- يتم بالمسالخ البلدية معالجة الاسقاط والمخلفات وتجهيزها ومنها الجلود والشعر حتى تتم الاستفادة منها.
8- المحافظة على القيمة الغذائية للحوم لمد المستهلكين بأعلى قدر من البروتين الحيواني العالي الجودة.
9- المعاملة السليمة للحوم للمحافظة على مذاقها واستساغتها لإمداد المستهلك بلحوم سليمة خالية من الامراض.
10- في المسالخ البلدية يمكن للقائمين على عملية فحص اللحوم القيام بدورهم على خير وجه لان التقنية الحديثة مكنت فاحصي اللحوم من سرعة الفحص ودقته وسهلت لهم ايضا تبريد الذبائح لاجراء مزيد من الفحوص بعد التبريد.
11- فحص وتقييم الذبائح من قبل الطبيب البيطري المسئول عن صحة اللحوم بالمسلخ وذلك بختم الذبائح لتميز الفصائل الحيوانية المختلفة كما يساعد على تميز اعمارها علاوة على دلالتها الواضحة بأن اللحوم خالية من مختلف الامراض والعيوب وصالح للاستهلاك وهي من الامور الهامة التي تريح المستهلك، حيث تدخل عليه الطمأنينة والارتياح, والاختام المستخدمة هي اختام خاصة وتحتوي على علامات توضح اسم المسلخ ونوع الحيوان وتاريخ الذبح اضافة إلى علامات سرية والصبغة المستعملة في الاختام مأمونة الاستخدام, ومن هنا يتضح اهمية ذبح الانعام في المسالخ البلدية لمنع ذبح الحيوانات المريضة واجراءات الاعدام الكلي او الجزئي في الحالات التي تستدعي ذلك، والتأكد من اتمام عمليات الذبح والسلخ، والإعداد بطريقة صحية تمنعها من التلوث حفاظا على صحة وسلامة اللحوم ومن ثم حفاظا على الصحة العامة.
تلك نبذة مختصرة عن دور المسالخ البلدية في المحافظة على الصحة العامة وانصح المستهلكين بذبح ضحاياهم في المسالخ البلدية والتي أنشئت من اجلهم سواء لمنازلهم او لولائمهم حفاظا على صحتهم وصحة اسرهم وحرصا على حصولهم على لحوم خالية من الامراض حيث ان المسالخ البلدية يتوفر فيها جميع مستلزمات المحافظة على صحة المستهلك, وأخيراً أناشد المستهلكين بالاستفادة من هذه الخدمات والتي يقصد بها خدمة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم وصحتهم ولا نجد عذرا لمن يتعامل مع المسالخ غير النظامية التي لا تتوفر فيها الاشتراطات الصحية والتي من خلالها يعرض نفسه وأسرته للخطر، وأوجه الدعوة لهم بالذبح في المسالخ البلدية الخاضعة لاشراف البلديات، وقد أكملت جميع المسالخ البلدية استعداداتها لهذه المناسبة, وكلمة حق يجب ان نقولها وهي ان الانجازات في قطاع خدمات المسالخ البلدية وصلت لأعلى مستوى من الخدمات نتيجة لاهتمام المسؤولين بوزارة الشؤون البلدية والقروية وعلى رأسهم معالي الوزير الذي لا يدخر وسعا من اجل اسعاد ورفاهية كل مواطن وما برح يعمل على فعالية المسالخ البلدية عن طريق تحديثها وتطويرها بما يتوافق مع المرحلة الحالية، كما عرف بتواصله المستمر مع رؤساء البلديات بهذا الخصوص ومن حقنا ان نفتخر بهذه الخدمة المقدمة في المسالخ البلدية في بلادنا والتي تضاهي ما يقدم في الدول المتقدمة, آمل ان اكون قد وفقت في توضيح دور وفعالية المسالخ البلدية في المحافظة على الصحة العامة, وبودي في ختام هذه المقالة ان اعرب عن بالغ تقديري لصحيفة الجزيرة لاهتمامها بقضايا المستهلك, وأقدم شكري لها على تبني مثل هذه المواضيع والتي نحاول من خلالها رفع قدر مجتمعاتنا صحيا وتحياتي ودعواتي لها بالازدهار والاستمرار.
طبيب بيطري
حمد عبدالرحمن العبودي
القصيم - بلدية الخبراء والسحابين

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved