Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج لالجزيرة
القلق والاغتراب والخوف من الزحام أبرز الحالات النفسية للحجاج
قلة الوعي بمخاطر الاحتشاد تؤدي للحوادث عند الجمرات

جهود كبيرة تقدمها كافة القطاعات الأمنية والمدنية لحجاج بيت الله الحرام ومن هذه القطاعات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى بمكة المكرمة والذي له جهود كبيرة وخاصة في مجال الدراسة والبحث وعلاج بعض المشكلات التي قد تقع في الحج وفي المشاعر المقدسة ومن ذلك مشكلة الازدحام ومشكلة التدافع لرمي الجمرات والافتراش بالاضافة الى العديد من المهام المناطة به,, حول هذا الموضوع استضافت الجزيرة عميد المعهد الدكتور أسامة البار:
حيث أكد ان الموافقة السامية على مسمى المعهد تتضمن تشريفه بالانتساب الى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والتنويه بجهوده وما يناط به من آمال في تيسير أداء المناسك لحجاج بيت الله الحرام، بما له من امكانات في مجال البحث العلمي، وبما قدمه من دراسات وأبحاث افادت في تنظيم أمور الحج ووجهت جهود المسؤولين في بعض المشاريع بما تميزت به من تقديرات صحيحة ونظريات مستقبلية صادقة وخبرات علمية وميدانية.
كما توجه الموافقة السامية الى العمل على تطوير المعهد بما يحقق الاستفادة المثلى من قدراته وامكاناته في بحث قضايا الحج وتوفير خدماته وعلاج مشكلاته على أسس علمية مستنيرة.
* كيف تقيمون النتائج التي حققها المعهد من خلال مهامه التي يقوم بها في خدمة حجاج بيت الله الحرام؟.
- لقد كان للمعهد مشاركة فعالة مع كافة الاجهزة المعنية في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية, في التوصل الى علاج مشكلات هامة، منها مشكلة الازدحام والتدافع للرمي على جسر الجمرات وماكان ينتج عنه من حوادث واصابات، وقد كان حلها نظاميا بمنع الافتراش وهندسيا بتوحيد الاتجاه وتعديل المخارج، وقد أعيد بحثها، بعد حادث الموسم الماضي، وتم التعرف على الأسباب التي أدت اليه والتخطيط مع الجهات المعنية لتلافيها، ومنها مشكلة ازدحام السيارات واحتشادها للدفع من عرفة الى مزدلفة في لحظة واحدة بعد غروب الشمس، وما كان ينتج عنه من تجاوز الطاقة الاستيعابية للطرق وتوقف الحركة فيها وارهاق الحجاج باحتباسهم في المركبات عدة ساعات، وقد تم حلها بتطبيق نظام النقل بالحافلات الترددية وبدأ تنفيذه تدريجيا بنقل الحجاج التابعين لمؤسسة تركيا، ومنها مشكلة الذبائح من الهدي والاضاحي التي كانت تهدر دون انتفاع بها ويتسبب تركها في أضرار صحية، وقد عولجت بتطوير مشروع المملكة للافادة من لحوم الهدي والأضاحي.
* ماذا عن الاستعدادات لإقامة ندوة الحج الكبرى وما هي الأسباب التي أدت الى تأخير موعد اقامتها؟.
- منذ صدر الأمر السامي الكريم رقم 429/م في 9/6/1419ه بالموافقة على الندوة العلمية الكبرى عن الحج في مائة عام 1319-1419ه التي اقترحها المعهد ضمن فعاليات الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة وهو يعد لهابكل طاقاته بمشاركة من وزارة الحج والأمن العام لتكون بالصورة اللائقة بهذه المناسبة الكريمة، وبحيث تتجلى فيها لعامة المسلمين بالمعايير والبحوث العلمية، جهود المملكة في تيسير الحج وتأمينه والعناية بمناسكه ومشاعره وتوسيع امكاناته، ورعاية الحجيج وتوفير كل ما يلزم لهم لراحة العيش وطيب الاقامة حتى يعودوا الى بلادهم.
وقد تم تشكيل اللجان التي تناط بها كافة المهمات وحددت محاور البحث وما يندرج تحتها من موضوعات، وتم الاتصال بالجهات المعنية للمشاركة بالأبحاث وأوراق العمل، من الوزارات الداخليةوالمالية والمعارف والشؤون الاسلامية والحج والمواصلات والتجارة والاشغال العامة والصحة وامارتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وأمانة العاصمة المقدسة وادارات الدفاع المدني والأمن العام والجمارك والجوازات والجامعات في المملكة بالاضافة الى افراد من الشخصيات المتميزة.
وذلك نظرا للأهمية البالغة لعقد هذه الندوة في الديار المقدسة التي اختصها الله بالقيام على بيته واستقبال وفده واكرام ضيفه، وفي مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة التي قامت على احياء الدين وتطبيق شريعته وانفاذ احكامه وحدوده وتعظيم شعائره.
وأما عن موعد اقامتها والأسباب التي أدت الى تأخيره، فإن موعدها كان قد اختير ليوافق موسم الحج كي تتاح الفرصة لمن يعنى بها من الحجاج ورؤساء بعثات الحج للتعرف على الجهود الخيرة لهذه الحكومة السنية منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وابنائه الميامين حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في رعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتوفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن.
ونظرا لعدم استكمال الأبحاث وأوراق العمل المطلوبة لتغطية محاور الندوة بسبب اشتغال بعض الباحثين المكلفين بالمشاركة في مؤتمرات وندوات أخرى ضمن فعاليات الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، فقد رأى تأجيلها الى ما بعد الفراغ من اشغال الحج وانقضاء موسمه.
* ما هو دور المعهد في مجال سلامة حجاج بيت الله الحرام والعمل على راحتهم؟.
- ان المعهد بحكم ما يناط به من مهام في بحث قضايا الحج وعلاج مشكلاته يضطلع بدور رئيسي في بحث المتطلبات اللازمة لتوفير السلامة للحجيج وقد أسهم بمشاركة فعالة مع الأجهزة المعنية في علاج بعض المشكلات التي كانت تتسبب في وقوع حوادث واصابات.
وفي الفترة من 12/11 الى 14/11/1418ه عقد المعهد بمشاركة المديرية العامة للدفاع المدني ندوة عن السلامة في المشاعر المقدسة برعاية صاحب السمو الملكي وزير الداخلية لبحث المخاطر المحتملة والمتكررة في منطقة المشاعر المقدسة ووضع الحلول الكفيلة بحسم اسبابها ومبادرتها حين ظهورها لتوفير السلامة للحجيج وتمكينهم من تأدية شعائرهم في يسر وطمأنينة، وقد دارت الموضوعات والمباحثة فيها على محاور هامة منها: وسائل الطبخ الآمنة في منى، وتجهيزات الغاز الأكثر أمانا في منطقة المشاعر، ومنها الامطار والسيول المتوقعة وأنظمة تصريف المياه وحماية المشاعر من أخطار السيول، ومنها: ادارة الطوارىء والأزمات بالتخطيط لمكافحة الحرائق وغيرها من الكوارث، ومنها: الحرائق وطرق الوقاية منها واستخدام التقنيات الحديثة في مكافحتها، ومنها: سلامة المنشآت الخرسانية بمنطقة المشاعر مثل مباني سكن الحجاج والجسور والخزانات، ومنها: المخاطر الصحية وتشديد الرقابة على الأطعمة لضمان سلامتها وحفظ المياه من التلوث ومنها التدابير الضرورية لتوفير المخزون الاستراتيجي من المياه اللازمة لسقيا الحجيج، ومنها: التحقق من توفر السلامة في التنقل بين المشاعر بنظام الحافلات الترددية والسلامة في الانفاق.
كما اقيمت ضمن فعاليات الندوة ورشة عمل مشتركة من وزارة الحج ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والدفاع المدني لمناقشة معايير السلامة لوسائل الايواء في مكة المكرمة وانتهت اعمال الندوة الى قرارات وتوصيات هامة، يرجىبتنفيذها ان تساهم مساهمة فعالة في توفير الراحة والطمأنينة للحجيج في المشاعر المقدسة والمحافظة على سلامتهم بتأمينهم من الحوادث بحول الله تعالى ووقايتهم من الأخطار.
* هل تحدثونا عن دور المعهد في دراسة الازدحام عند رمي الجمرات والحلول المقترحة؟
- ان تكرار حوادث الاصابات والوفيات المصاحبة لتكدس الحجاج وتدافعهم لرمي الجمرات في السنوات الماضية، رغم التعديلات الكثيرة التي تم اجراؤها، يعود بصفة أساسية الى عدم وعي الحجاج بخطر الاحتشاد واصرار البعض منهم على الرمي عندالزوال رغم ان الوقت المتاح شرعا يمتد الى غروب الشمس والى تصرف الحجاج عندما يتجاوز بهم الزحام والاحتشاد حد الاحتمال، ومع اكتمال الحلول الهندسية والتشغيلية للجسر فإن الأخذ بالعملية التنظيمية واكمال التوعية على وجهها الأمثل سيحققان -بمشيئة الله- تمكينا لأداء نسك الرمي بسهولة وأمان.
وقد قام المعهد بتوجيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية دراسة شاملة عالجت اسباب التكدس في يوم الثاني عشر من ذي الحجة الذي تقع فيه حوادث الرمي، وأوصت من الناحية الشرعية بالاستفادة من الرخص التي اجازها الفقهاء، في بعض المذاهب ومن الفتوى بجواز الرمي قبيل الزوال من يوم الثاني عشر لمن أراد ان يتعجل، ومما يراه العلماء لتخفيف العناء عن الحجيج ودرء المخاطر المتوقعة من احتشادهم في منطقة الجمرات انتظارا لوقت الزوال، وأوصت من الناحية الادارية والتنظيمية بالتنسيق بين الجهات المعنية لتوزيع نفرة الحجاج من منى على يومي 12، 13 من ذي الحجة على حد سواء لتجنب الذروة التي تحدث من احتشاد الكثرة الغالبة منهم للنفرة من منى في يوم 12 من ذي الحجة، والزام المسؤولين عن الحجاج بتفويجهم من منى على دفعات تمتد طيلة الوقت المتاح للرمي، والابقاء على جميع الخدمات المتاحة للحجاج بمنى من ماء وكهرباء وتموين ونظافة وصحة وادارة وأمن وغيرها بأعلى كفاءة ممكنة الى نهاية يوم الثالث عشر من ذي الحجة ووضع التنظيمات الكفيلة بالحد من تكرار الحج من الداخل للمواطنين والمقيمين للمساعدة في خفض اعداد الحجيج وتخفيف حدة الازدحام، ومن الناحية الارشادية اوصت الدراسة بتوعية الحجاج للأخذ بمتطلبات السلامة وتعريفهم بالأوقات المناسبة للرمي وموالاة ابلاغهم،
أولا بأول بمستوى الزحام في منطقة الجمرات وفي الدور العلوي والسفلي من جسر الجمرات قبل مغادرتهم محالهم واثناء توجههم حتى وصولهم الى منطقة الجمرات لمساعدتهم على تجنب أوقات الذروة والاستفادة من الأوقات التي يخف فيها الزحام.
كما أوصت الدراسة باتخاذ اجراءات هندسية وتنظيمية وادارية وارشادية وتدريبية وتشغيلية لرفع الطاقة الاستيعابية للجمرات، وتحسين كفاءة تشغيل الجسر، وتطوير خطط الطوارىء.
وقد قوبلت هذه التوصيات بالعناية والاهتمام البالغين من كافة الجهات المسؤولة والمعنية واتخذت الاجراءات الكفيلة بحول الله تعالى بتلافي أسباب الحوادث وتوقي أخطارها.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved