Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


رأي الجزيرة
الحرب حينما تبدأ يصبح صعباً إيقافها

من اجل فرض السلام يصبح استعمال القوة امراً شرعيا والى هذا استند الحلف الاطلسي عندما بدأت قواته عملياتها العسكرية ضد يوغسلافيا فسقطت الصواريخ العابرة للقارات والموجهة بالاقمار الصناعية وقنابل الطائرات على قواعد الصرب في كوسوفو وصربيا والجبل الاسود,, وما بدأ امس الأول ما هو الا البداية فالحرب حينما تبدأ يصبح صعبا ايقافها الا حين تحقق اهدافها.
والاهداف المعلنة لعمليات الحلف الاطلسي ذات محاور ثلاثة وهي بالاضافة الى اظهار حزم الحلف الاطلسي في مواجهة اعتداءات الصرب في اقليم كوسوفو تهدف أيضا الى وقف فوري لهجمات الرئيس سلوبودان ميلوسفيتش ضد المدنيين الالبان والمحور الثالث اضعاف قدرة الصرب على الحرب في كوسوفو من خلال شل قدراتهم العسكرية.
هذه الاهداف وفي ظل التحدي الذي يرفعه الرئيس اليوغوسلافي واصراره على المضي في تنفيذ خططه في اقليم كوسوفو ومواصلة اعتداءاته داخل الاقليم وتشريد المدنيين وسفك دماء الابرياء من ألبان كوسوفو الذين تعرضوا في الايام الاخيرة الى ما يشبه حملة ابادة رافقها تدمير متعمد لمنازلهم وقراهم كل ذلك يجعل امد الحرب طويلا وانهاءها في فترة وجيزة صعب المنال.
إذ في ظل تمادي ميلوسفيتش في العدوان والتحدي السافر لافشال المساعي الدبلوماسية الاوروبية والامريكية وحتى الروسية حليفة الصرب لا تظهر اية بارقة امل في استجابته لنداءات السلام فالذين على شاكلته من الصعب عليهم التراجع بعد ان يبدؤوا اولى خطوات الانحدار وسماح ميلوسفيتش بضرب بلاده بعد سلسلة من التحذيرات والتهديدات هو الخطيئة الكبرى وبالتالي فإن المسؤولية بأكملها تقع على كاهله وكاهل اركان نظامه الذين سمحوا له بجر يوغسلافيا بشقيها (صربيا والجبل الاسود) الى حرب مدمرة ويخشى ان تقود منطقة البلقان بأكملها الى حرب طويلة لا يعلم الا الله ابعادها اذ ان منطقة العمليات التي تشهدها ساحات المواجهات الحربية بين قوات الحلف الاطلسي وقوات الصرب تحاذي بلدانا ومناطق تشهد توترا وتعاني من قلق مزمن وتهديدات لم تخمد بعد وبالذات من الصرب,.
فبالاضافة الى البوسنة والهرسك هناك مقدونيا وسلوفونيا وكرواتيا واذا ما جرّت هذه الدول الى الحرب الدائرة الآن فستحرق نار الحرب كل دول البلقان التي ستشعل بدورها حربا عالمية ثالثة ليست بعيدة الاحتمال بسبب الارتباطات الروسية والتخوفات الاوروبية من انفلات الامن في القارة التي تريد ان تنعم شعوبها بالأمن والسلام ويأبى الصرب الا ان يشعلوها حربا متواصلة.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved