Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


في الهدف
الأيام المعلومات
الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر

الحمد لله وحده وبعد: فقد قال الله تعالى: (اذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون).
* الايام المعدودات هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة وهي ايام التشريق فهي ثلاثة ايام بعد يوم النحر.
فاليوم الاول منها هو الحادي عشر ويسمى يوم القَر لان الناس يستقرون فيه في منى فلا يفكرون فيه في النفر الى اهليهم لان اعمال المناسك لم تكمل بعد وكانوا يسمونه (يوم الرؤس) لان من الحجاج من كان يشتغل فيه برؤس الهدي وتشريق اللحم - اي تقطيعه قطعا دقيقة مستطيلة -.
واليوم الثاني هو الثاني عشر ويسمى يوم النفر لأنه رخص لمن رمى الجمرات فيه بعد الزوال ان ينفر من منى الى مكة قبل غروب شمس ذلك اليوم فيطوف الوداع ثم يتوجه الى بلده.
اما اليوم الثالث عشر فهو يوم النفر الثاني لان الافضل لمن تيسر له من الحجاج ان يقيم في منى بقية يوم الثاني عشر وليلة الثالث عشر ثم يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال من ذلك اليوم ثم ينفر من منى لطواف الوداع ثم التوجه الى بلده.
فتلكم هي الايام المعدودات وهي ايام التشريق ثلاثة ايام بعد يوم النحر فليس يوم النحر منها كما قد يفهمه بعض الناس.
* وذكر الله تعالى فيها انواع:
فمنه التسمية والتكبير عند ذبح الهدي وكل هذه الايام بلياليها وقت لذبح الهدي حتى غروب شمس يوم الثالث عشر.
ومنه رمي الجمرات في تلك الايام الثلاثة بعد الزوال ومن لم يتيسر له الرمي نهارا رمى في الليل عن اليوم الذي قبل تلك الليلة لا عن اليوم الذي بعدها عند جمهور اهل العلم.
ومنه التكبير المطلق في تلك الايام في قول جمهور اهل العلم والمقيد بأدبار الصلوات في حق الحجاج في قول جماعة من اهل العلم, وكان الصحابة -ر ضي الله تعالى عنهم - يكبرون في تلك الايام ويرفعون اصواتهم بالتكبير في منى حتى ترتج الجبال من صدى اصواتهم.
وقوله تعالى: (ومن تعجل في يومين فلا اثم عليه) اي من تعجل النفر الى اهله يوم الثاني عشر بعد رميه الجمرات بعد الزوال وطواف الوداع بعده فلا اثم عليه اي فلا حرج عليه في الترخص في النفير اذا اتقى الله تعالى بأداء ما عليه من نسكه على الوجه الشرعي واتقى الله في جميع الامور بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه فقد رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس في النفير من منى ذلك اليوم.
وقوله سبحانه: (ومن تأخر فلا اثم عليه) اي من تأخر فبات في منى ليلة الثالث عشر ورمى الجمرات الثلاث يوم الثالث عشر بعد الزوال ثم نفر بعد ذلك من منى فلا اثم عليه في الترخص في التأخير وهو افضل عملا واكثر اجرا وهو فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وخصوصا اصحابه - رضي الله تعالى عنهم - وقوله: (فلا اثم عليه) اي اذا اتقى الله تعالى في اداء نسكه على الوجه الشرعي واتقى الله في جميع الامور بامتثال اوامر واجتناب نواهيه.
وقوله سبحانه: (واتقوا الله) وصية لجميع الحجاج بالتقوى وهي وصية الله للاولين والاخرين لانها سبب للخير في الدنيا والآخرة ووقاية من الشر في العاجلة والآجلة قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) وقال عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال الله تعالى: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا) وقد ضمن سبحانه للمتقين النجاة من النار بقوله تعالى: (ثم ننجي الذين اتقوا) وضمن سبحانه للمتقين دخول الجنة بقوله: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) وكل من كان في التقوى اكمل كان اعلى منزلة في الجنة وافضل قال تعالى: (ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
وقوله تعالى: (واعلموا انكم اليه تحشرون) تذكير لهم بيوم الحشر والنشور فان جمعهم في تلك المشاعر ثم تفرقهم منها ما بين مقبول ومردود ومنقوص من اعظم المذكرات ب(يوم يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم) وحث لهم على الاستعداد بخير الزاد والتوبة اليه قبل المعاد ولا سيما انهم يستقبلون مخاطر السفر فقد يكون انصرافهم من تلك المشاعر الى المقابر فيرتهنون بما عملوا ويتبين ذلك: (يوم تبلى السرائر) نسأل الله تعالى للجميع حسن الختام وتكفير الآثام والنجاة من النار والفوز بالجنة دار السلام.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved