يستحب لمن يريد نكاح امرأة ان ينظر اليها قبل ان يخطبها من اهلها، لان هذا النظر ادعى الى حصول الالفة بينهما ويباح للمرأة ان تنظر الى خاطبها الذي يريد نكاحها فهي صاحبة الحق في قبول الخطبة ورفضها فمن مصلحتها ان يكون قبولها ورفضها بعد نظر اليه لان النكاح بعد تقديم النظر تتحقق فيه غالبا دوام العشرة والرابطة الزوجية وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الى المغيرة بن شعبة: حين اراد ان يتزوج امرأة: اذهب فانظر اليها فانه احرى ان يؤدم بينكما (والمرأة يعجبها من زوجها حسن الصورة والخلقة، كما يعجبه منها حسن الصورة والخلقة ولهذا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا تزوجوا بناتكم الرجل الدميم) فتنظر المرأة الى الرجل اذا عزمت على نكاحه، لانه يعجبها منه ما يعجبه منها.
ولا بأس ان يكون نظر المرأة المخطوبة الى خاطبها خلسة دون علمه او دون اذن منه ولكن دون خلوة معه لان الخلوة بالاجنبي محرمة,, الا اذا كان معهما محرم للمرأة.
والذي يبدو ان ما يباح للمرأة المخطوبة النظر اليه من بدن الخاطب هو ما يظهر منه عادة وهو الوجه والرأس والرقبة والكفان ولا يقال: انه يجوز للمرأة ان تنظر الى وجه الرجل سواء كان خاطبا لها او غير خاطب فاي استثناء في رؤية المخطوبة لخاطبها؟ لان بعض الفقهاء ذهب الى تحريم نظر المرأة الى وجه الرجل، ومن الافضل للشابة ألا تنظر الى وجه الرجل الاجنبي خوفا من اثارة الشهوة، ومجرد الخطبة لا يجعل المخطوبة زوجا للخاطب، بل تبقى اجنبية منه، بالرغم من رضاها بخطبته، وعدم رفضها فيحرم عليه وعليها شرعا الخلوة بينهما ولو بحجة انه يريد ان يراها وتراه جيدا وينظر إليها وتنظر إليه في هذه الخلوة قبل عقد النكاح كما لا يجوز ان يصاحبها ويخرج معها الى الاسواق بحجة انها خطيبته ورضيت بخطبته، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون احدكم بامرأة الا مع ذي محرم).
واذا تعذر على الخاطب ان يرى من يريد خطبتها فله ان يرسل امرأة ثقة امينة لتنظر اليها وتخبره بما تراه منها من محاسن ومعايب فقد روى ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يتزوج امرأة، فبعث بامرأة تنظر اليها، وقال لها: شمي عوارضها، وانظري الى عرقوبها.