الاسلام يأمر المرأة ان تحتجب عن الرجال ولكن في ظروف خاصة يتغاضى عن ذلك قليلا، فمثلا في الحج نجد ان الرجال والنساء يطوفون ويذهب الرجال والنساء للرمي، ومن ذهب الى الحج فهو يريد ان يكمل اركان اسلامه بمشقة وتعب فمن الذي يذهب الى بيت ربه والى المشاعر المقدسة ثم بعد ذلك يصرف نظره الى ما حرم الله، كل واحد مشغول مع ربه لأنه قادم كي ينفض عن نفسه غبار الذنوب الأولى، ولذلك تجد الواحد يطوف، ويلتفت ليرى امرأة بجانبه ولا يشعر بها، لأن كل واحد منهما في هيام مع ربه، باله مشغول بالحق باله مشغول بذنوبه السابقة، إنه يدعو بدموع ان يغفر الله له، فإذا جئنا نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا السابقة، أنأتي في ساحة الله ونرتكب ذنبا جديدا؟.
كذلك الجهاد في سبيل الله الانسان عندما يكون مجاهدا في سبيل الله قد يرى هناك في ساحة القتال جرحى وهناك عطشى وهناك محاربين مصابين، وفي هذه الحالة ليس هناك مانع ان تقوم المرأة بعملها، لأن هذا ظرف لا يدع للعاطفة فيه ان تنحرف، فمن الذي يرى مقتولا أمامه في سبيل الله يصب دمه وهذا مقطَّعة أوصاله ثم يفكر في المسائل الأخرى بين الرجل والمرأة ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يقوم بغزوة إلا ومعه نساء، السيدة أمينة الفغارية أبلت بلاء عظيما يوم خيبر ولذلك قلدها الرسول صلى الله عليه وسلم قلادة ظلت تلبسها طوال حياتها فلما ماتت أمرت وأوصت ان تدفن معها، إذن هذه مسألة ذات مظهرين في الحج والجهاد المظهر الأول: منظر أناس في بيت الله يناجون ربهم ونفوسهم كلها مخلوعة عند ذنوبهم الماضية فلا أظن أن أحداً يفكر الأفكار الساقطة، المظهر الثاني: الجهاد في سبيل الله، المعركة دائرة والدم يسيل والأشلاء ممزقة فمن يفكر في شيء من هذا.