Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


القوات الأمريكية تراقب العالم من فوق جبل من الغرانيت

* شيان ماونتن - الولايات المتحدة - أ,ف,ب
على سفح جبل من الغرانيت الاسود وفي اطار يشبه افلام جيمس بوند يقع احد أهم المراكز العسكرية الامريكية حيث يراقب خبراء البنتاغون بواسطة الرادارات كل ما يدور في العالم بما في ذلك كل بلدان البلقان حيث تدوي الانفجارات في يوغوسلافيا.
وفي احدى القاعات الكبرى في مركز المراقبة الذي يبدو معلقاً على ارتفاع 550 مترا تحت قمة جبل فريد من الغرانيت الاسود في ولاية كولورادو الامريكية (وسط الولايات المتحجة) تتوزع شاشات الكترونية عملاقة تتوهج باستمرار وهي تنقل ما يجري في اجواء دول البلقان او العراق اضافة الى متابعة سير محطة مير الروسية.
وفي القاعة ايضا مجموعة من الساعات تشير الى الوقت على الشواطىء الشرقية والغربية للبلاد وكذلك الى التوقيت في موسكو وكثير من بقاع العالم الاخرى الى جانب جدول يبين بوضوح اين يوجد القادة العسكريون اصحاب القرار في العالم وبينهم الرئيس الامريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الكندي.
والواقع ان المركز كان أنشىء في البداية لغرض محدد وباتفاق امريكي كندي من اجل الحفاظ على اجواء شمال امريكا في وجه اي صواريخ معادية او قاذفات يمكن ان تعبرها.
لكن مهمات مركز المراقبة توسعت كثيراً خلال السنوات الماضية لتشمل نشاطات اخرى بينها مراقبة كل انواع الصواريخ بما فيها القصيرة والمتوسطة المدى والاقمار الصناعية في الفضاء وحماية الانظمة المعلوماتية الامريكية وادارة العمليات الهجومية لتخريب الانظمة المعلوماتية المعادية.
والمركز الذي يطلق عليه العسكريون الامريكيون اختصارا اسم الجبل بدأ مهماته فعليا عام 1966 وهو يضم 15 مبنى بعضها بارتفاع ثلاثة طوابق متصلة فيما بينها بانفاق وقد بنيت فوق نوابض عملاقة لتخفيف اثر الزلازل الطبيعية او تلك التي تسببها الانفجارات الذرية.
ويعمل في المركز بصورة دائمة بين 800 و900 عكسري من الامريكيين والكنديين من مختلف الاسلحة ويتوزعون على فترات مراقبة متواصلة على مدار الساعة ويمكنهم ان يبقوا معزولين عن العالم لمدة ثلاثين يوماً على الاقل.
والجبل الذي فرضته الحرب الباردة مع المعسكر الشيوعي في الحقبة السوفياتية مستقل في توفير احتياجاته من الماء من ابار حفرت خصيصاً لا لتوفير مياه الشرب فقط بل لتوفير المياه الكافية لتبريد الكمبيوترات القديمة الضخمة ومولدات الكهرباء الخاصة والحفاظ على درجات حرارة ثابتة.
وهناك منفذان فقط للوصول عبر الانفاق الى الجبل احدهما كبير بحيث يتسع لمرور شاحنة وفي نهاية النفق ابواب مصفحة تقاوم الانفجارات الذرية وتحمي مركز العمليات الذي يتصل بالعالم الخارجي بواسطة الالياف البصرية وبعض الاسلاك.
الكولونيل الامريكي توماك هامر المسؤول عن احدى وحدات المركز يلخص ما حوله بالقول اننا نعيش في عالم افتراضي ويضيف قد يكون من السهل ان نحس اننا خارج المكان والزمان ولكننا لسنا ابداً كذلك فنحن ندرك اهمية ما نقوم به من عمل .
ويتابع هنا لا يسعنا ابداً ان نرتكب اي خطأ عندما يتعين علينا ان نقرر خلال دقيقتين ما اذا كان الصاروخ الدي نرصده على سبيل المثال يشكل خطراً ام لا على الولايات المتحدة او القوات الامريكية في الخارج.
ويرصد المركز في الاحوال العادية إطلاق صاروخ واحد في اجواء العالم كل ست وثلاثين ساعة تقريبا ويتولى المركز الى جانب مسألة رصد الصواريخ مراقبة حولاي 600 قمر صناعي تدور حول الارض اضافة الى الاف الحطام والمخلفات التي يمكن ان تشكل خطراً على الملاحة للاقمار في الفضاء الخارجي.
ويقول الكولونيل ماك هامر الذي كان في الخدمة ورصد تحطم طائرة سويسرية قبالة السواحل الكندية في ايلول سبتمبر الماضي اننا من هنا نراقب العالم بأسره وقد احسست في حينه انني الشاهد الوحيد على المأساة التي ارتسمت فوق الشاشة العملاقة .
فرنسيس كورتا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved