Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


الحلم اليتيم

حلمي انت,, ولأنك الاهم فأنت الاكبر,, والوالد على بقية احلامي انت وهم تجملون العمر,, وتباهون بتواصله,, لأنه امتداد للنجاح, ايها الحلم الرئيس,, يصعب علي احتواؤك,, وتناولك ,, ما اكبر حجمك حين اراك ,, وما اصغرني عندما التقيك,, لا اعلم ان كنت قادرة على الامساك بطرف ردائك,, بيدي الصغيرتين يوماً ما,, ولا أظن انه مهما بلغ كبر حجمي سوف امسك بيديك وأمضي,, بشموخ الى الامام!! ولأنك شامخ وكبير,, تشعرني بقزميتي امامك,, وتذيب في الامل الذي يمدني بالعتاد,, تحريضاً منه لي بالسطو على مملكتك وامتلاكها ولأنني اردت ان اكون سيدة هذه المملكة,, والتي هي الآن لك! تزودت بقوى اشد من ان تقرها قوتك,, هي اكبر منها حجماً وأشد باساً,, وأعلى منزلة,, ومكانة,.
لاتسألني ماهي,, فهذه حرب قائمة بيننا,, والكتمان من اسس النصر,, ما اريدك ان تعرفه هو انني امتلك العدة التي تريك عجزك امامي,, رغم قزميتي امامك,, لا اريد ان اقول ان القوة وحدها لاتكفي,, لأنك سوف تقولها في النهاية وعن اقتناع!!
وليكن ذلك اعترافاً منك بالفشل,, ودليلاً على ملكيتي لك ولمملكتك واذا لم استطع قهرك والتغلب عليك,, فتأكد ان ذلك وحده يكفي لتدميري حتى لولم أُصَب لأن تحقيق النصر عليك هو الحياة,, والفشل في ذلك الموت ولاغير!!.
ايها الحلم اليتيم,, سوف احتضنك وأرعاك سوف ارقبك وأنت تكبر,, وتكبر,, لن ادعك تنتصر علي وتهرب,, فليس هناك مكان يليق بك,, غير قلبي,, صدقني انك اذا ذهبت,, وابتعدت عني ستموت مثلما يموت كل المشردين,, لن اتركك تفارقني,, لن اتركك,, انا بدونك يتيمة,, وحيدة,, وتائهة,, ارجوك لاتأبه بلهجة التحدي تلك,, التي أسمعك اياها,, ولاتقف كثيراً على عبارات السخط التي يطلقها لساني,, فهي من الخوف مصنوعة وعلى جدران الحيرة مطبوعة,, هي عبارات خوف على رحيلك,, هي صرختي حين يشتد الجرح,, ارجوك ابق معي,, لاتهرب,, كماهرب من بين يدي كل شيء,, ابق معي فلعلي برفقتك اتماسك,, انا هنا باقية لأجلك,, استمد قوتي وصمودي من وجودك الى جانبي,, في زمن ندر فيه الوفاء,, وضاع تحت مسمياته الصدق,, ارجوك,, وقد ضعف رجائي,, من عنادك,, ان تبقى,, ان تخلد في هذا القلب الدامي,, لعلك توقف نزفه وتهدىء رعشته,, اعرف لاشيء يجبرك على البقاء,, ولاشيء يحقق لك النماء,, هنا ولكنك حتماً ستبقى, لأنك الاوفى الاصدق,, المخلص,, وبقليل من وفائك وتماسكك,, وصبري سوف تحلق حراً,, مباهياً,, في فضاء لم تعرف اجواؤه,, اسرار الهزيمة,, وضعف الاقوياء,, سوف تكتمل,, وتكتمل لي السعادة,, فلاترحل ,, ايها الحلم اليتيم.
***
أين أنتِ
اين انت يا حلمي الضائع؟ ياترى اين استقر بك الحال واين تقع تلك الديار التي تحتويك؟,, انا ابحث عنك منذ زمن طويل,, في وجوه الناس,, في عتمة الليل,, في اشراقة النهار,, ابحث ,, وأبحث ولكن؟
دون جدوى فانت ابعد ما تكونين عني, سافرت في فضاءات الامل ابحث عنك,, مع خيوط الشمس لعلي اجدك ,, تنقلت كثيرا عبرت المحيطات ,, وجبت الصحارى,,, سافرت مع النسيم سكنت الشتاء تلحفت هجير النهار,,
ابحث عنك ايتها السعادة الضائعة عن مكانك فانا أحوج الناس اليك, واكثرهم ولعا وعشقا لك ,, صديقني لن ولم تجدي من هو احوج مني للقائك والعيش بين احضانك اتوسل اليك ان تدليني طريقك,, لكي امتلكك لي وحدي لا ينازعني احد فيك,, لا تحبطي عزيمتي التي صنعها لي الصبر وقواها لي الامل وجددها لي التفاؤل ,, اجيبيني ؟ يا أثمن! ما في الدنيا.
لا احد منهم يعرف قيمتك الا عندما يفتقدك,, انا التي عشت احلم بك,, اتامل حضورك, ازهو فرحا وارقص طربا لمجيئك ,, ولكنك لم تجيئي ولن تجيئى نعم اعرف,, لانك لست بحاجة الي لايدفعك شيء للقدوم الى قلبي الذي تكسر قبل ان تتكون معالمه, مازجه الحزن قبل ان تسكنيه,, وخالطه اليأس قبل ان تدركيه,, آه,, ما أصعب الندم,, على ايام مضت وكأنها ظلام سرمدي,, تكسر فيها كل شيء جميل,,
وتحطمت على اعتابها اجمل الامنيات,, ورحلت وانا,, هنا مازلت انتظر مقدمك بلا يأس ولاتخاذل فانا امرأة تكونت من امل .
عاشقة المستحيل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved