Friday 26th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 9 ذو الحجة


رسالتي الأخيرة
مدخل

اشاهد جميع الناس (تهديني ورودا) سوداء كقلوبهم,, اشاهد الناس يبكون علي ولكن دموعهم (دموع التماسيح),, اشاهد الناس تود عني (كمسافر) غريب لا تربطهم به علاقة,, اشاهد الناس يبددون (الأمل) الذي اعيش تحت ظله,, اشاهد في عمق الظلام صمتا مخيفا,, (وقبل الرحيل) هذه رسالتي الاخيرة,.
اطالع الدنيا وما يدور بها واقوم بربط احاسيسي بها لأجد ان الموت قد طرق جميع ابواب بيتي المهجور,, لاجد الموت قد تشبث ايضا بنوافذه,, لاجد ان الموت قد نصب تذكارا للحزن في فناء داري,, لاجد ان الموت قد عزم على الرحيل من موقفه ولكن ليس وحده بل بيده روحي,, اكتب لكل الناس,, لكل البشر,, لكل من ملك فؤادا بين اضلعه,, لكل من ملك عيونا قد حبست فيها الدموع منذ سنين,, عل من قرأ رسالتي يذكرني ولو فترة وجيزة,, وينعي للحزن الذي بعد رحيلي لن يجد من يكمل ترحاله معه,, لعل من قرأ رسالتي يبكي ولو لمجرد الرياء ,, لعل كل من ظلمني ونسي ظلمه لي ان يتذكر,, ليس لاقتص منه بل لكي يغرق في تأنيب الضمير,, كتبت هذه الكلمات وانا لاول مرة منذ ان ان رأت عيناي النور اكون متفائلا,, بالرغم من الدموع الحارقة التي تغرقني وبالرغم من الخوف الذي اعيش فيه ,, انا سعيد ,, سعيد جدا,, لاني اخيرا سوف انسى اعز اصدقائي وهو الحزن,, سعيد جدا لانني سوف احقق الحلم الذي كنت انسجه منذ سنين,, ولكن للاسف يبدو ان الحزن لن يتخلى عن صداقته لي حتى في هذه الفترة,, فهأنذا اضمه الى حضني كالطفل الرضيع,, حزنت,, حزنت حقا عندما تذكرت من سيفقدني ,, حزنت حقا عندما تذكرت من سوف ينتسون بعد رحيلي ,, قلمي,, دفتري,, جميع ما في غرفتي,, بكيت عندما تذكرت الليل ونجومه,, عندما تذكرت الدموع والجروح,, عندما تذكرت وردتي الحمراء,, كل شيء كان خاصا بي سوف ينساه الناس وسوف يبقى في بيتي المهجور بقايا لانسان,, معذرة بقايا لاحاسيس انسان جريح,, بقايا لمن لم يعرف غير الحب والخير في حياته,, بقايا لاصداء صرخته التي لم تسمع وهو يسقي الاشواك دما علها تعرف الخير,, ولكن بالرغم من كل ذلك سوف انسى الكل لكي ارحل وحيدا كما عشت.
رائع الشوق
ثرمداء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
الركن الخامس
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved