كل مناطق بلادنا الثلاث عشرة تضم كل واحدة منها جمعية وأحيانا اكثر من جمعية خيرية فهناك جمعيات نسائية خيرية وهناك جمعيات للبر خيرية وهناك جمعيات للمعاقين واخرى للايتام وثالثة للمسنين وهناك جمعيات خيرية مخصصة لفئة معينة ولاعمال خاصة مثل جمعية اصدقاء المرضى وهناك جمعيات عامة مثل مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية للاعمال الانسانية بشكل عام ومؤسسة الملك فيصل الخيرية هذه الجمعيات الخيرية فيها دلالة واضحة على حب الخير والسعي لفعله وتشجيعه بين ابناء هذا الوطن وهو امر تعلمه الصغير قبل الكبير من السعوديين بل إن الجميع رضعه مع حليب امه عندما كان في المهد.
والاعمال الخيرية حثت عليها تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وجاءت في اشكال مختلفة فمنها ما هو ركن من اركان الاسلام مثل الزكاة ومنها ما هو دون ذلك مثل الصدقات بأنواعها.
الا ان ما ينقص بعض الاعمال الخيرية في بلادنا هو عدم النظرة بعيدة المدى اذا استثنينا بعض المؤسسات الخيرية الكبيرة، فان معظم الاعمال الخيرية مؤقتة وتقوم بعض المؤسسات الخيرية او الجمعيات بانفاق ما تحصل عليه في نفس العام او بعد عام واحد على الاكثر بينما المطلوب هو انفاق مثلا ثلاثين في المائة على الاكثرهذا العام واستثمار السبعين في المائة في اعمال تجارية تعود على الجمعية الخيرية بايرادات سنوية ومن خلال هذه الايرادات يتم الانفاق على الاعمال الخيرية وصيانتها.
اذا تصدق فاعل خير بثلاثة او خمسة ملايين ريال لعمارة مسجد فلماذا لا ينفق على تعمير المسجد نصف المبلغ والنصف الاخر يبني به عمارة سكنية او مجموعة من المحلات التجارية ومن خلالها عن طريق التأجير يتم صيانة هذا المسجد واعادة فرشه وتأثيثه,,.
حتى نضمن استمرارية ما تقوم ببناه الجمعيات الخيرية من منشآت (مساجد، او مدارس او مستشفيات او مساكن لايواء المحتاجين او مساعدة على الزواج,, او غيرها من الاعمال الخيرية فلابد من ضمان دخل منتظم لهذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية وهذا بالتأكيد لن يحصل دون استثمار جزء من اموال الجمعية في بعض مجالات الاستثمار الشرعية.
ان النجاح واستمراريته لن يتحققا لاي جمعية او جماعة خيرية دون استثمار جزء من اموالها في مشروع تجاري مستمر يحقق ارباحا على المدى الطويل وهذه الارباح يصرف في اعمال الخير جزء منها والباقي يتم تدويره باعادة استثماره وهكذا,.
ان الاستثمار الجيد والمخطط باسلوب اقتصادي علمي سوف يحقق للاجيال القادمة مؤسسات خيرية عملاقة تظلل بخيرها الآلاف من المحتاجين في طول البلاد وعرضها وسنرى انه يمكن اقامة مؤسسات وجمعيات خيرية تعود بالفائدة ليس على المحتاجين فحسب بل وعلى تنمية الوطن من خلال اقامة المشاريع الاستثمارية العملاقة.
ان اقامة مدينة ترفيهية او جامعة اهلية من قبل مؤسسات خيرية او نحو ذلك من المشاريع سيجعل في الامكان استمرارية دعم الايتام او المسنين او المعاقين وفي نفس الوقت اقامة مشروع ترفيهي او تعليمي يستفيد منه الوطن والمواطن.
د, محمد بن سليمان الأحمد