الأمن ,, أولاً
د, إبراهيم بن محمد العواجي
اكاد أرى أطياف مسرح الخوف والنهب والسلب الذي كان سائدا قبل مائة عام، تغرس في اعماقي حالة من الرهبة والانقباض حين اتصور كيف كان الناس يعبرون حياتهم
اليومية عبر جسر مزروع بالالغام والقدر المجهول,, ويوم انطلق صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ليصنع تاريخ امة ويبدأ مشوار الالف ميل نحو بلوغ
الذروة التي نتربع عليها جيلا مترفا لم يجرب معنى الخوف والجوع، كان هاجسه الاول هو الامن، يرفع سيفه بيد ويدعو بالقلب واللسان: اللهم آمنا في أوطاننا,
ولأن عبدالعزيز يدرك ان لا حياة بدون امن ولا بناء مع الخوف فقد اعلنها مطلقة ان لا حكم الا حكم الشرع وان لا مكان للفوضى وسلطان القوي على الضعيف وحقق
حلمه واحلام شعبه فقامت دولة ترفل بالامن والاستقرار وتنمو افقيا ورأسيا في اطار مؤسسات حديثة حيث اصبح الهاجس الاكثر الحاحا هو اعادة التلاحم للجسد
الواحد وترسيخ النظام وتحقيق انجاز التعليم والصحة والغذاء ورسم احلام وآمال الصغار على لوحة الغد المشرق,
كان الملك عبدالعزيز حكيما، محكناً، بعيد النظر مدركا ان المفتاح لبناء الدولة العظيمة هو الامن فحققه باقل امكانات مادية معتمدا على قوة ايمانه ورجاله
وقوي به، وعلى تطبيق احكام الشريعة بشكل مطلق بحق الجميع ، وها نحن نقطف ثمار ما غرسه وما قام به أبناؤه من بعده وفقا لمنهجه الواضح ويبقى علينا ان نحافظ
على هذا الانجاز لا بالتمني ولكن بالعمل المجرد من اي غاية الا الأمن للجميع وان نرى ما حولنا لندرك كم هي ثمينة هذه الكلمة وكم تخلفت شعوب حولنا رغم
ثرواتها المادية والبشرية لانها تفتقد الامن والاستقرار, والله من وراء القصد,
المعنى


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved