قال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الجمعة ان الولايات المتحدة تعتزم القيام بما يقترب من التعتيم الاعلامي عندما يلتقي الرئيس الامريكي بيل كلينتون
والفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن الاسبوع المقبل,
وافادت الوزارة ان اقصى ما يمكن ان تفعله هو ان ترتب لقاءات مع الصحفيين من حين لآخر لابلاغهم بتطورات المحادثات, ويأتي ذلك على نمط محادثات كامب ديفيد
بين زعيمي مصر واسرائيل عام 1978,
وقال جيمس فولي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان مصلحتنا هي تعظيم فرص النجاح الى اقصى قدر,, ولذلك سنناضل من اجل ادنى اسلوب لابلاغ وسائل الاعلام ,
واضاف نحن لم نحدد بعد هل يكون هناك نوع من التعتيم والى اي مدى او يكون هناك نوع محدود من الابلاغ الذي يمكن ان يعطي فكرة عن الجدول والاجواء, لا يمكنني
ان اتوقع الكثير وراء ذلك وربما يكون الامر اكثر تقييدا ,
ولن يسمح لرجال الاعلام بالدخول الى مكان المحادثات في منتجع واقع على مسافة 90 دقيقة بالسيارة من وسط العاصمة الامريكية واشنطن,
والاستثناء الوحيد سيكون السماح بوجود محدود لتغطية مناسبات للتصوير مثل افتتاح المحادثات, وستكون اقرب نقطة يسمح للصحفيين بالوصول اليها هي مركز صحفي على
بعد اميال قليلة يتسع لنحو 200 شخص,
وافاد مسؤول بالبيت الابيض ان كلينتون سيجتمع مع نتنياهو وعرفات في اليوم الاول من المحادثات ثم يعود كلما اقتضت الضرورة,
على صعيد آخر جدد اريل شارون قوله بعدم مصافحة عرفات عندما يلتقيان في القمة ويعتبر ارييل شارون وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد بلا شك من اكثر الشخصيات
السياسية اثارة للجدل، فهو اما موضع حب او كراهية بالنسبة لمعظم الاسرائيليين ومن النادر ان يشعر احد بالحياد تجاهه,
والمثير للعجب للوهلة الاولى هو انه في الوقت الذي يقول فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه يريد التوصل لحل مع الفلسطينيين فانه اختار ان
يضع عملية التفاوض معهم في يد نفس الشخص الذي لم يتورع عن القول علنا منذ ايام انه حتى ولو عين وزيرا للخارجية فانه لن يقبل وضع يده في يد الرئيس
الفلسطيني ياسر عرفات حتى ليصافحه,
وفضلا عن ذلك فشارون من اشد المؤيدين لاقامة المستوطنات الاسرائيلية في المناطق المحتلة ومن اشرس معارضي انسحاب اسرائيل المقترح من 13,1 في المائة من
اراضي الضفة الغربية ومن غلاة المتمسكين بنظريات الامن الاسرائيلية الى الحد الذي يطلق عليه مؤيدوه فيه اسم المستر السيد أمن ,
ويعرف شارون كذلك بين الاسرائيليين باسم اريك وكان شخصية طاغية على مسرح السياسة الاسرائيلية منذ عام 1974 حيث تمكن عدة مرات ليس فقط من النجاة من مآزق
سياسية كفيلة بالقضاء على الكثيرين من الساسة بل والخروج منها ايضا وهو اكثر قوة,
فبعد ان تم تجاوز دوره في شغل منصب رئيس هيئة اركان الجيش ما لبث ان اصبح وزيرا للدفاع، وبالرغم من انه أجبر على الاستقالة من تلك الوزارة عام 1983 وانتهى
سياسيا بعد غزو اسرائيل لجنوب لبنان الا انه ابى ان يتلاشى كغيره من المحاربين القدامى,
وبقي شارون عنصرا مركزيا في يمين الافق السياسي الاسرائيلي ، حائزا على دعم ضخم من القواعد الشعبية ومقتربا في اوقات كثيرة من الوصول الى زعامة معسكر
اليمين وهو مالم يتحقق حتى الان,
ويقول معارضو شارون- الذين يفوق عددهم معارضي اي سياسي اسرائيلي اخر- انه غير مستقر وانتهازي سياسي ذو نزعات عسكرية خطرة,
وحتى رئيس الوزراء الاسبق مناحيم بيجين الذي اعتاد على وصف شارون بالجنرال الوحش والذي عينه وزيرا للدفاع قال يوما ان شارون كفيل بتطويق مكتب رئيس
الوزراء بالدبابات اذا رفضت مطالبه,