صار للروح والقلب مئذنة من ظمأ
شعر: عبدالله الزيد
مشرق,,
مثلما تشرق الشمس,,
في ليلها السر مدي
مورق
مثلما يورق الليل,,
في ضوئه الأبدى,,
سارح
مثلما يسرح النجم في صمته الأزلي
مشرع روح قلبي هنا,,
مثلما يشرع الباب في قيظه
الباذل الأريحيّ
غير أن زماني
أتاه النبأ
فتكدّر,,
ثم,, تضوّر
ثم,, تصحر,,
ثم,, انتضاه الصدأ,,
فكتبت على رفَّة لصباحي الندي:
ارتحل عن مكاني,,
فقد صار للروح,, والقلب
مئذنةٌ
من ظمأ,,
حسرة لا تجفُّ,,
واجهاشة لا ترفُّ,,
وعين لها قبل تمتمة الدمع,,
ذاكرة في الخلي,,
عبرة لا تكف,,
وفي الصدر محزنة لا تخف,,
وبوح ,, له فتنة بالشجي,,
والذي جن قبلي,,
وصارت له سكرة بَعد بَعدي,,
أغادره الآن,,
لم يقترف مثل حرفي
واسمي,, وفعلي,,
ولم يحترف نبرة,
تستدلّ به
في منافي الخطأ,,
،(صوت)،
نهاري نهار المقت حتى إذا صفا
لي الليل أغراني جنون القصائد
وأشعلت من وجدي قناديل عاشق
تبتّل حتى بان في كل شاهد
تذكّرت من يهفو الى حيث احتفي
بكلّ حقيقيٍّ بهيٍّ المقاصد
وقلبت كفي,, ثم قلبت خاطري
وناشدت همّ الروح في كل وارد
فما عاد لي صوتي وما عاد شاردي
بلى عادلي وهمي وهمّي وعائدي
عرفت الذي ما كان يندى بهاجسي
وطاولني ما تجتويه موردي
مددت على حدِّ الأسى صبر قامتي
وكفكفت ما يغري جبيني وماردي
ثلّة,,
قلت: يعرفهم عرفي المعرفي
ثلّة,,
قلت: تشتد في بوحهم أحرفي
ثم إذ ينجلى الليل,,
أفتِل في خطبهم موقفي
ادركتني عهود الردى,,
وافقت على صقرة في الوعود,, ووجه المدى,,
وتبدد عطر المواثيق
أمس الصدى
ثاويا في الصدى,,
كان لي مشهد
يستبُُّ بما أرتدي من صوابي,,
وما استبدّ به من خطابي,,
رأيتهمو رأي عيني التي لا تُرى,,
واحدا,,
واحدا,,
واحدا,
يتفلّت منهم رفيف الذي في القلوب التي تُشتري,,
يتلفت فيهم شديد الذي في الوجوه,,
ويسلبهم مابهم صفصف
في السدى,,
يالِسوء الذي لا يطاق
وياللفدا
واحدا,,
واحدا,, واحدا,,
ثم إذ أيقنت موجعات الصمود بما قد بدا,,
بالذي لا يعود,,
أرقت الذي لا يراقُ
وكنت أنا
الواحدا,,
وطنٌ,,
صار مثلي,,
وصرت أنا مثله,,
قلت أو سعه بمنابت عشقي,,
فأوسعني بمنابع شعري,,
وغنيت فيه ومنه,,
بأغلى نشيد,,
ثم,, إذ,,
صار لي خطر,, ووعيد,,
لم أجد فيه ما استعيد,,
ولا ما اعدّ,,
ولا ما أعيد,,
هربت كل تلك الوجوه,,
وشاهت,,
وأوصدت الباب,,
بابي الوحيد,,
وتلفتُّ,,,
أنشد ساعده,,
لأشدّ به ازر ذاك الرجاء العتيد,
صفّقت كل اجنحة غاب فيها النداء,
ولاذت بما تشتهي,, وبما لا أريد,,
غير صمتي,, ولوني اللدود,,
وجناحي,,
الذي ضمّ ما ضمّ من ضيم هذا الجحود,,
فرّ طعم الزمان,,
ولون المكان
وعطر المواعيد,,
فرّت اغاني الوجود,,
لم تجد شدة الحول والحيل,,
في وجه ذاك البلاء,,
سوى ضمة من وجوم
وماء,,
تحدّر من مقلة لا تهون,,
ولا تستكين لما لا تريد,,
صار للمقت زلزلة حرة تستعاد
وجمرة غيظ طريُّ,,
صار للروح والقلب,,
مئذنة,,
من ظمأ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved