العزيزة الجزيرة بالآراء التي طرحت مؤخرا والتي كانت عناوينهاعلى التوالي: أما آن أوان التحديث والمعاصرة بقلم الاستاذ خالد باطرفي بتاريخ 1419/6/1ه
وتحرجنا النظرات الطفولية البريئة بقلم الاستاذ محمد راكد العنزي بتاريخ 1419/6/13ه ونلوم مناهجنا واللوم فينا بقلم الاستاذ عبدالمحسن المنيع بتاريخ
،1417/6/17ه ولقد تطرقت شخصيا الى هذا الموضوع ونشر في الجزيرة العزيزة بتواريخ سابقة خلال العام الدراسي المنصرم، ولعلني وجدتها فرصة مواتية لاوضح رأيي
حول هذا الموضوع الهام الذي درسته لطالبات الفرق الرابعة لجميع اقسام الكلية لاربع سنوات على التوالي تحت مسمى مناهج المدرسة الابتدائية ان المنهج
الحديث كما يعلم الجميع ينادي بضرورة تناول جميع جوانب نمو التلميذ كالناحية العقلية والنفسية والجسمية والاجتماعية ويلح بضرورة اكساب التلميذ المهارات
المختلفة ونحن اذ ندرس هذه المادة ونؤكد على الطالبات اهمية ملاحظة الفروق الفردية وتنوع الخبرات ومراعاة الميول والقدرات نجد انفسنا بأننا نحشو اذهانهم
بموضوعات نظرية غير معمول بها حاليا اذ ان المنهج الحالي وبكل المراحل مازال يتسم بالجمود ومازال الامتحان واجتيازه هو الهدف الاساسي الذي يتسم بالجمود
ومازال الامتحان واجتيازه هو الهدف الاساسي الذي تسعى اليه كل مدرسة مهما كانت مرحلتها وحتى الجامعة ولم يعتبر - وللاسف - لحد الآن الامتحان مجرد وسيلة
من وسائل التقويم، والسؤال هنا: هل وجدنا درجة او بضع درجات تخصص من ضمن درجة كل مادةعلى حسن تعاون الطالبة مع زميلاتها، حفاظها على النظام، دقة عملها،
المحافظة على نظافة البيئة المدرسية، مهارتها في الحديث والانصات، علاقتها باستاذاتها وبزميلاتها، احترامها للمواعيد وما الى ذلك من مهارات وقيم نطالبها
بها ولكن للاسف لانقومها على اساسها وهنا يظل الامتحان هو الهدف مما يؤكد للطالبة الجامعية ان ما يدرس لها مجرد كلام وافكار لم تجد الفرصة بعد لتطرح على
ارض الواقع,
لو القينا نظرة سريعة على بعض المقررات ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر كتاب المطالعة في احدى سني المرحلة الابتدائية للبنات لوجدنا فيه قصيدة بعنوان
المذياع تقول مخترع عجيب وامره غريب فهل مازال المذياع ذلك المخترع الغريب العجيب؟ اذا لماذا نقدم للاطفال امورا لم تعد بتلك الاهمية ولاسيما اننا نجد
كل يوم في الاسواق اجهزة جديدة ومخترعات قد نجدها عجيبة في بادئ الامر ولكن ماهو الا يوم او بعض يوم وتزول علامات التعجب لظهور ماهو اعجب منها,, نحن نريد
منهجا متطورا جذريا وكليا لا ذلك الذي تضاف اليه مادة او تحذف مادة ولا ذلك المقرر الذي يدرس في المرحلة الثانوية تحت مسمى المكتبات والذي لايخدم الطالبة
في اكتسابها مهارة استخدام المكتبة ولا يوضح لها تصنيفات الكتب مثل تصنيف ديوي وغيره ولا طرق البحث العلمي ولانظام الاستعارة ولا استخراج الكتب عن طريق
استخدام فهرس الموضوعات او فهرس المؤلف,, لماذا نصرعلى حشو اذهان الطالبات بالمعلومات دون الاصرار على اكسابهم مهارات في استخدام هذه المعلومات والاستفادة
منها في التطبيق,, لماذا نحدد موضوعات التعبير للطالبة فنضعها امام معضلة كبيرة,, وماذا يحدث لو تركنا لها الخيار في انتقاء اي موضوع تحب ان تكتب فيه وقد
تبدع,,
ان عملية التعليم امانة يجب علينا تأديتها بالشكل السليم لاعداد جيل واع متدرب قادر على مواكبة تحديات العصر,, واثق من نفسه مستعد للتفاعل مع الحياة,
لو القينا الضوء على جانب آخر من المنهج الا وهو النشاط فماذا حققت المدارس والكليات من النشاط اللاصفي؟ وماهي الخدمات التي قدمت للمجتمع من خلاله؟ وماهي
المهارات التي اكتسبتها الطالبات من خلال النشاط؟ انني هنا لا اريد ان اقوّم عمل النشاط لان ذلك ليس من اختصاصي ولكني اريد ان اتساءل عن الاهداف التي
حققها ويحققها النشاط الذي يخصص له من الوقت اسبوعيا مالا بأس به لنجد خلاله معظم الطالبات يتجمعن هنا وهناك لتبادل شتى اطراف الحديث بعيداعن النشاط الذي
يفترض ان يقام لأجل الطالبة بالدرجة الاولى,, لماذا؟ لانه لايقابل ببرامجه ميول الطالبات ولا يستغل قدراتهن وعلى سبيل المثال نجد ان هنالك ضمن النشاط ما
يسمى بأسبوع النظافة فألاحظ في الكلية مجموعة من الطالبات يقمن بحملة تتعلق بالنظافة وهذا شيء جيد ولكن هل للنظافة وقت محدد؟ ولماذا يخصص لها اسبوع لتبرز
الكلية بأبهى صورها اما يفترض ان تكون النظافة سمة تلازمنا في كل مكان وفي كل مناسبة؟ اين دور المنهج ابتداء من المدرسة الابتدائية من غرس القيم الاسلامية
الفاضلة في نفس التلميذة عن طريق المقررات الدراسية ومن خلال سلوكيات تمارسها التلميذة على ارض الواقع كتطبيق ما يقدمه المقرر عن طريق الممارسة كالمشاهد
التمثيلية او التجارب الحية والتي من خلالها تتعلم الالتزام بالقيم كالمحافظة على النظافة واحترام المواعيد والعمل الجماعي والتعاون واحترام الكبير واماطة
الاذى والكلمة الطيبه والحديث اللين الهادئ,, اضافة الى اكسابها المهارات اللغوية والحركية واكتشاف قدراتها ومواهبها وتعويدها على حل مشكلاتها وعدم التردد
في اتخاذ القرار والاستخدام السليم للاذاعة المدرسية وتعليمها فن التعبير الشفوي,, اضافة الى ربط المواد الدراسية فيما بينها وتسخير مادة لخدمة اخرى,,
ولعله من المناسب هنا ان اذكر مثالا حيا على ربط المواد اذ كنت ضمن الحاضرات في ندوة نحو مستقبل نسوي افضل التي اقامها قسم النشاطات الثقافية والاجتماعية
في الحرس الوطني يوم 6/6 ومما شد انتباهي تلك الكلمة التي القتها رئيسة قسم النشاطات الثقافية والتي كانت تستعرض من خلالها تاريخ محو الامية وتعليم
الكبيرات في المملكة العربية السعودية فقد ربطت مسألة ضرورة تعليم المرأة بما ورد من آيات بينات في كتاب الله العزيز لكنها لم تقرأ الآيات الكريمة قراءة
لتكون ضمن كلمتها بل كانت ترتلها ترتيلا جميلا يبعث على الخشوع ويؤثر في النفوس فنتذكر قول الله سبحانه وتعالى ورتل القرآن ترتيلا هكذا يجب ان نعلم
اطفالنا فنستخدم كل المهارات اللازمة ونربط المواد ببعضها ما امكن بغية زيادة حصيلة الطالبة,, لو يعاد النظر في النشاط اللاصفي فتوضع له الاهداف الواضحة
التي تخدم الطالبة وتخدم المجتمع وتعد المواطنة الصالحة التي تتمكن من مواجهات تحديات العصر وتكتسب المهارات التي تؤهلها لان تكون أما واعية وزوجة ناجحة
وسيدة مجتمع من الطراز الاول ومعلمة مدركة لمسؤولياتها مبدعة في مجال تخصصها وذلك باكسابها المهارات الضرورية وتعويدها على احترام القيم من خلال ممارساتها
للنشاط كالحفاظ على النظام واحترام المواعيد والنظافة والتعاون والمبادرة والعلاقات العامة والتركيز على العلاقات الانسانية باعتبارها الحجر الاساسي
لاعداد المواطنة الصالحة المسلمة والعلاقات الاجتماعية وتعليمها على نظام الخدمة الذاتية في الشراء والامانة والالتزام وغير ذلك مما يخدمها كانسان,,
ان ما تجدر الاشارة اليه هنا وما يستحق التنويه هو ان المدارس الابتدائية في الدول المتقدمة تهتم اول ماتهتم بربط المدرسة بالحياة وهذا مانريده بالفعل
فتعليم القراءة والكتابة والعلوم لم يعد مجديا لوحده مالم يكن هناك تطبيق في الحياة العملية,, فقد اتيحت لي فرصة زيارة احدى المدارس الابتدائية ابان
الاجازة الصيفية وذلك في احدى الدول المتقدمة فتمنيت ان يكون ما لمسته مطبقا في مدارسنا الابتدائية ولا سيما نحن نتفوق عليهم بأننا مسلمون والاسلام يدعونا
للعمل واتقان العمل ويوصينا بالحفاظ على الامانة وصونها والتعليم امانة والعمل المثمر واجب فقد قال سبحانه وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وقال الرسول الكريم عليه افضل الصلوات ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ولعل ما لمسته في تلك المدرسة الابتدائية اثار غيرتي على مدارسنا
الابتدائية التي مازالت تستخدم المنهج التقليدي بشكل او بآخر,,
ان المدرسة التي قمت بزيارتها كانت تمنح تلميذاتها كمثيلاتها من المدارس الاخرى شهادات تقدير في شتى المجالات وهذا هو النشاط اذ اطلعت على بعض هذه
الشهادات التي تنم عن اشتراك المدرسة في خدمة البيئة والتفاعل مع المجتمع وتشجيع الهوايات واكتشاف المواهب وصقل المهارات وعلى سبيل المثال لا الحصر تمنح
شهادات للتلميذات في الآتي: ممارسة الهوايات النافعة، اثبات المواطنة وحب الوطن عن طريق العمل، العلوم، الفنون، استخدام المكتبة، السلوكيات المحببة،
مكافحة المخدرات ، الحفاظ على البيئة ، استخدام وترشيد الطاقة الكهربائية، مهارات القراءة، مهارات الانصات، مهارات الكتابة، الابداع الكتابي، اسبوع
القراءة، اتخاذ القرارات، تنسيق المعارض الفنية، تنسيق الزهور، الخدمات العامة، خدمات العجزة والمسنين خدمات المعاقين، الاملاء ، مهارة الخط، شهادة تقدير
للطالبة التي تتبرع بأن تكون صديقة لتلميذات الصف الاقل من صفها ومساعدتهن ، العادات الحسنة في العمل، مهارة التلخيص ، طالبة الاسبوع، عضو في البيئة،
الرفق بالحيوان,
هذه نبذة عن مشاركات تلميذات المرحلة الابتدائية في النشاط ونحن اولى بأن نعد برنامجا وظيفيا للنشاط ابتداء من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالجامعة وذلك
وفق ما تسمح به عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع مسلم,
ان ما يدعونا على القلق هو ان طالبة المرحلة الجامعية يشتد قلقها في الوقت الذي تطالب فيه بالتطبيق العملي والتدريس في المدارس ذلك ان المدرسة الابتدائية
وما يلحقها لا تعد الطالبة لان تكون متمكنة من التعبير الشفوي والحديث للمجموعة بكل ثقة والابتكار والابداع، ذلك لان المنهج يغص بالمواد الدراسية التي
نجدها تتضخم بين الحين والآخر لكثرة المعلومات, نحن لانريد ببغاوات بل نريد خريجات متعلمات والتعليم لم يعد قراءة وكتابة بل واضافة الى ذلك مشبعة بالخبرات
والمهارات ومحترمة للقيم والعادات والتقاليد الحسنة,
السؤال هنا ماهو المطلوب لتحديث المنهج ككل ابتداء من المرحلة الابتدائية؟ والجواب على هذا السؤال هو الآتي:
،1- اعادة النظر من قبل لجان مختصة كل حسب تخصصها ولكل مقرر دراسي،
،2- عمل دراسة مستفيضة لوضع مناهجنا الحالية,
،3- وضع خطة للتطوير وتجريبها قبل التنفيذ لمعرفة مدى نجاح تطبيقها,
،4- اعادة النظر بوضع المباني المدرسية وتزويد كل مدرسة بمكتبة شاملة تحتوي على الكتب المناسبة وسن طالبة المرحلة,
،5- استحداث معامل لغة,
،6- استحداث صالات كبيرة للنشاطات والفعاليات المدرسية,
،7- تدريب المعلمات على استخدام الوسائل التعليمية الحديثة عن طريق برامج تدريبية فاعلة للاستفادة من الوسائل الحديثة وتسخيرها لخدمة الطالبات,
،8- تأليف مقررات دراسية حديثة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان حديثة بالمعلومات المطروحة، حديثة بربط الماضي مع الحاضر والاستفادة من تجارب السابقين من
العظماء والمشاهير، حديثة بطباعة كلماتها بحيث تناسب مستوى النمو العقلي للتلميذة وبالصور المطابقة للموضوعات، الاكثار من التمرينات والنشاطات في الكتاب
المدرسي ما امكن وتنويع تلك النشاطات لتقابل ميول التلميذات وتراعي الفروق الفردية,
،9- اعداد جهاز توجيه ورقابة للمساعدة لا لتصيد الاخطاء وعلى اساس تدريب سليم ومتكرر,
،10- تدريب المعلمات عن طريق دورات محكمة لتطبيق المنهج الحديث,
،11- تدريب مديرات المدارس وتوعيتهن بدورهن ازاء المنهج الحديث,
،12- اعداد برنامج مدروس واضح الاهداف للنشاط اللاصفي والاذاعة المدرسية ليساهم في صقل جميع جوانب التلميذة واعدادها الاعداد الجيد للحياة,
،13- تدريب مديرات المدارس على طريقة جذب الامهات والتواصل الدائم بين البيت والمدرسة عن طريق توزيع نشرات في بدء العام الدراسي على الامهات يوضح فيها
الجدول السنوي لنشاط المدرسة وبرامجها كالمعارض والامتحانات والنشاطات الاخرى مع ذكر تواريخها وتذكير الام فيما بعد وذلك حرصا على تواصلها الدائم مع
المدرسة ومشاركتها في اعداد المواطنة الصالحة,
،14- اضافة بعض المواد المفيدة للمواد الدراسية من المرحلة الابتدائية والتي يجب ان تدرس نظريا وعمليا كالطباعة ، والمكتبات،وفن الحديث والانصات,
،15- تزويد المدارس بالافلام التعليمية التوضيحية وتخصيص فترة لعرضها كدرس مستقبل,
اخيرا ان اهم مايدعم تطوير المناهج هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك بتوزيع المهام والمسؤوليات كل حسب تخصصه وبشكل واضح الاهداف عميق الدراسة,,
ان المملكة العربية السعودية تحرص جاهدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بتوفير فرص التعليم في كل بقعة من
ارضها ودعمه ماديا ومعنويا وبسخاء وذلك حرصا على ان يظل هذا البلد الامين شامخا واعيا قادرا على مواكبة التطور السريع المتلاحق لاسيما وان رقي الامم يقاس
بقوة التعليم وفاعليته وبلادنا ولله الحمد تنعم بتطور ملحوظ في جميع القطاعات ومنها قطاع التعليم الذي يرتكز والحمد لله على العقيدة الاسلامية التي شجعت
العلم والعلماء اذ قال جل من قائل اقرأ باسم ربك الذي خلق وقال سبحانه هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ,
نسأل الله التوفيق والسداد وارجو ان يلقى هذا الموضوع مردودا ايجابيا لدى ولاة الامر يحفظهم الله والله سبحانه وتعالى من وراء القصد
د,رافدة الحريري
كلية التربية لإعداد معلمات الابتدائي
الرياض