التعليم الإلكتروني: مشروع جامعة المدينة العالمية - قصة نجاح (1-2)
|
*تحرير وإعداد -قسم الشؤون الثقافية بـ(جمعية الحاسبات السعودية) :
قال الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة بن على التميمي المشرف العام على مشروع جامعة المدينة العالمية، في إطار المحاضرة التي ألقاها خلال المؤتمر الوطنى الثامن عشر، وهي بعنوان (التعليم الإلكتروني: مشروع جامعة المدينة العالمية - قصة نجاح): في عصر أصبحت فيه تقنية المعلومات هي القوة المهيمنة على شتى جوانب الحياة، الأمر الذي قلص المسافات، واختصر الزمان، ووحد المكان، بحيث أصبح العالم قرية واحدة.
وفي ظل الحاجة المتزايدة لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة، أصبح لزاماً على المؤسسات التعليمية أن تأخذ بأحدث تقنيات الاتصال والمعلومات، وأن توظفها لخدمة التعليم، وتحقيق أهدافه، على غرار ما تحقق من نجاحات باهرة لهذه التقنية في مجالات الحياة المتعددة.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، سعينا في مشروع جامعة المدينة العالمية - بعون الله وتوفيقه - إلى تحقيق التكامل والتفاعل المطلوب بين التقنية والتعليم، بما يخدم التعليم ويحافظ على متطلباته وأساسياته ويضمن جودته، وبما يوفر في الوقت نفسه أفضل الخدمات التقنية ويسخرها في خدمة البيئة التعليمية الجامعية. وفي هذا الإطار قام فريق من المطورين والمصممين التعليميين الذين يتمتعون بمستوى عالمي، يساندهم عدد من الكوادر التقنية، ببناء منظومة متكاملة تجمع بين العناصر الأساسية لهذا النوع من التعليم ومن أهمها:
- عنصر الجودة التعليمية: وهو الأساس الصلب الذي تقوم عليه برامجنا، والذي راعينا فيه التوافق والأخذ بأكبر قدر ممكن من متطلبات الاعتماد والاعتراف في البرامج التعليمية، بالإضافة إلى التركيز على عنصر التميز والأصالة.
- عنصر الجودة التقنية: والذي سعينا فيه إلى امتلاك أحدث وأقوى التقنيات العالمية في المجال التقني والفني، كما طورنا في هذا الإطار عدداً من الحلول الإلكترونية التي ستضمن - بعون الله- تحقيق الوصول إلى الأهداف المنشودة.
- عنصر شؤون الإدارة التعليمية: والذي سعينا فيه إلى استخدام أفضل الأساليب الإدارية الحديثة وأكثرها احترافية في جميع المجالات المتعلقة بالمشروع، ساعين في ذلك إلى الوصول إلى الرقي والتقدم المنشود في هذا المجال. وفي كل هذه العناصر راعينا العنصر الأساسي وهو قيام هذه العناصر على أساس التوافق مع الأساليب الإنسانية التي تلبي حاجاته ورغباته وفق المنهج السليم، وذلك لأن الإنسان هو المحور الأساس لمشروعنا. كما راعينا في ذلك الأخذ بالجوانب النفسية والسلوكية والتربوية والاجتماعية للطالب، مما يوفر له بيئة متكاملة تهتم بجميع الجوانب التي يحتاجها، وتراعي الجانب الآخر من شخصيته. كما سعينا - بتوفيق من الله - إلى الأخذ بعوامل النجاح اللازمة للمشروع، والتي من أهمها:
أولاً: أن تكون أول جامعة في العالم الإسلامي تعتمد على التعليم الإلكتروني المتكامل.
ثانياً: التسويق المتخصص القوي من خلال استهداف الأسواق التالية: دول منظمة المؤتمر الإسلامي، والأقليات الإسلامية، والهيئات الإسلامية، والجهات التعليمية، والمؤسسات والشركات، والأفراد.
ثالثاً: مواكبة الأساليب المتقدمة في مجال التعليم الإلكتروني.
رابعاً: الخدمات المميزة للدعم الطلابي.
خامساً: البرامج الأكاديمية الملائمة للطلب العالمي.
سادساً: الأخذ بالأسس والمعايير المتعارف عليها وفق أحدث الطرق والأساليب.
ومن خلال هذه الرؤى والتوجهات، نأمل أن نكون قد قدمنا لأجيال القرن الحادي والعشرين، جامعة القرن الحادي والعشرين.
الرؤية العامة للأنظمة والتقنية
في القرن الحادي والعشرين، حيث ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات بحيث أصبح العالم كالقرية الواحدة، وفي عالم اليوم الذي أضحى فيه التوجه إلى استخدام التقنية الحديثة في شتى مجالات الحياة سمة من سماته، برز مبدأ التعليم الإلكتروني والافتراضي، الذي يعتمد على تقنية المعلومات الحديثة والاتصالات والبيئة الإلكترونية الافتراضية، ليفرض نفسه كمتطلب هام من متطلبات هذا العصر، ولهذا كان التوجه نحوه مشهوداً على صعيد الأفراد والمجتمعات.
لا شك أن التعليم الإلكتروني فكرة رائدة جداً، ومما لا شك فيه أيضاً أنه يعاني من بعض المعوقات خاصة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا التي تتطلب تكويناً معرفياً كبيراً للطالب، ومن أبرز تلك المعوقات المعضلة هو كيفية التحقق والتمييز بين هويات المستخدمين لهذا النوع من التعليم، والتأكد من شخصياتهم بما فيهم (الموظفون - الطلاب - أولياء الأمور- الشركاء.. وغيرهم). مما يتطلب جهداً مضاعفاً لابتكار حلول وطرق لمواجهة هذه المشكلة. ومن هنا طورنا نحن في مشروع جامعة المدينة العالمية نظاماً متكاملاً متطوراً للتعليم الإلكتروني، هو نظام إدارة الحرم الجامعي (Campus Management) لتلبية تلك الحاجات، وقد تم تطوير هذا النظام بناءً على التقنيات الحديثة المستخدمة عالمياً في هذا المجال ومن أهمها تقنية (مايكروسفت دوت نت). (Microsoft. NET). تلك التقنيات التي ستضمن -إن شاء الله- استمرارية وحماية وجودة الخدمات الجامعية المقدمة عبر الشبكة العنكبوتية. ومن أبرز التطبيقات لهذه التقنية في هذا المجال:
أولاً: نظام التحقق من هوية المستخدمين: ويشتمل على الأمور الآتية:
1- تقنية البصمة عبر الإنترانت والإنترنت: بحيث يتم التحقق من هوية المستخدم سواء كان المستخدم طالباً أو أحد أولياء الأمور، أو أحد الموظفين أو الإداريين بالجامعة، ويتم عن طريقها أيضاً التمييز بين الصلاحيات الممنوحة كل بحسبه.
2- تقنية البطاقة الذكية: وهي التقنية التي يستخدمها جميع منسوبي الجامعة والطلاب للاستفادة من الخدمات الجامعية في شتى المجالات.
3 - تقنية تسجيل الدخول لمرة واحدة: وذلك نظراً لتعدد البرامج التطبيقية والأنظمة المختلفة والتي يتطلب كل منها التعرف على المستخدم، فقد تم تطوير هذه التقنية ليتم عن طريقها الدخول لمرة واحدة ومن ثم يمكن الاستفادة من جميع البرامج في آن واحد، دون الحاجة للدخول مرة أخرى في حال تغيير البرنامج.
4 - التعرف على الهوية بواسطة الترددات الراديوية: بحيث يمكن السيطرة عن طريقها على جميع ممتلكات ومحتويات الحرم الجامعي.
ثانياً: الحماية الأمنية للبنية التحتية: إن التعليم الإلكتروني بحاجة إلى إيجاد حماية متميزة لجميع البرامج والاستخدامات والبيانات التي يتم التعامل معها، وبناءً عليه فقد قام المشروع ببناء بيئة أمنية متكاملة لحماية أنظمة وبيانات الجامعة. كما طبقت الجامعة في هذا المجال أفضل وأشهر الوسائل المستخدمة لحماية وسرية المعلومات والبيانات والأنظمة، وذلك على غرار الأنظمة المستخدمة في الشركات العالمية الشهيرة كشركة سيسكو وميكروسوفت.
ثالثاً: طرق عرض وتطوير المحتوى التعليمي: عمل الفريق التقني بالجامعة على بناء وتأليف نسيج متكامل من الأدوات والبرمجيات، التي توفر بيئة تعليمية متكاملة. واعتمد فريق التطوير أشهر وأفضل البرمجيات العالمية المناسبة لأغلب المستخدمين على اختلاف مستوياتهم وتجهيزاتهم، معتمدة في ذلك على بناء تطبيقات تتميز بسهولة الاستخدام، وقوة الأداء، وتعدد الإمكانيات والخدمات.
وتجدر الإشارة إلى أن أسباب تعدد وسائط العرض وطرقه، ترجع لسعينا الدؤوب لأن تكون العملية التعليمية أكثر متعة وترغيباً في التعلم، وللتأكد من تحقيق العملية التعليمية لأهدافها، وجعل العملية التعليمية أكثر تفاعلاً وإيجابية. كما قامت الجامعة بإيجاد فريق تقني متكامل، يعمل على تطوير وإنتاج البرمجيات اللازمة التي توفر أكبر قدر ممكن من التفاعل والمتعة في التعليم، إضافة إلى المحافظة على أسياسيات طرق تحصيل العلوم، والعناية الفائقة بالمادة التعليمية وأصالتها. وحرصت الجامعة منذ بداية عملها، على تخطيط وتنفيذ مشاريعها وفق أفضل وأحدث المقاييس والمواصفات العالمية المتعارف عليها في هذا المجال، ومن أبرز تلك المعايير العالمية التي تعتمدها الجامعة في بناء وتطوير وإدارة مشاريعها:
1- معايير SCROM: لتطوير وبناء المحتوى التعليمي.
2- معايير IMS: لإدارة العملية التعليمية.
2- معايير SIF: لإنشاء البنية التحتية التعاونية مع الجهات التعليمية.
4- معايير API: لبناء الأنظمة وفق إمكانيات ومنافذ الاستخدام والتنفيذ الممكنة.
رابعاً: التنفيذ والتطوير: قامت الجامعة بإيجاد فريق متميز يضم عدداً من المصممين التعليميين، ومهندسي الشبكات والصيانة، والمبرمجين والفنيين، الذي يحملون أرقى المؤهلات العالمية من شتى أنحاء العالم، والذين يعملون كوحدة متكاملة تحت إشراف مستمر واستشارة كاملة من اللجان الأكاديمية والعلمية، ولجان المناهج والمقررات، والأساتذة المتخصصين. ويخضع هذا الفريق للتطوير المستمر من خلال الدورات وورش العمل، والتطوير الذاتي، بالتعاون مع كبريات الشركات في مجال الحاسب الآلي والبرمجة، ويتم ذلك وفق أسلوب ونهج علمي واضح ومدروس ومستمر يبدأ بالتخطيط وصولاً إلى التقويم ثم التطوير، وذلك في إطار سعينا الحثيث لمواكبة التطور التقني العالمي والتنامي المعلوماتي.
طريقة الدراسة
تتميز طريقة الدراسة في جامعة المدينة العالمية بعدد من المزايا، من أهمها أنها تنفرد بأسلوب دراسي يحقق جميع متطلبات التعليم العالي على الوجه الأمثل، ويجمع بين الأسلوب الذي تتبعه الجامعات الموجودة على أرض الواقع، وبين المزايا التي توفرها التقنيات الحديثة، مما يحقق تفوقاً نوعياً لا مثيل له بفضل من الله وتوفيقه، ومن المزايا التي تتميز بها:
حقيبة المقررات الدراسية: وتحتوي على مجموعة من أقراص المقررات الدراسية، المتضمنة لمحاضرات المواد الدراسية المقررة على الطالب، وتشتمل كل محاضرة من المحاضرات التي تلقى على النوافذ التالية:
أولاً: قاعة الدرس: التي يتوفر فيها إلقاء المحاضرة بصوت المحاضر مسجلاً بشكل مسبق، مع تقسيمها على عناصر المحاضرة، وتوفير ملخص مكتوب لكل عنصر من عناصر المحاضرة، وبهذا يتحقق عنصر التلقي من المحاضر بشكل متكامل، مع إمكانية استماع المحاضرة في أي وقت، مع وضع المحاضرة داخل إطار سبوري يربط ذهن المتلقي بواقع الفصل الدراسي.
ثانياً: مراجع المحاضرة: ويتحقق فيها ربط كل عنصر من عناصر المحاضرة بالمراجع العلمية التي تخص ذلك العنصر مع توفير نص المادة العلمية التي أخذت منها تلك المعلومة، مما يسهل على الطالب الارتباط بالكتاب بشكل ميسر وسريع.
ثالثاً: الأسئلة والتدريبات: بحيث يتمكن الطالب من دخول امتحان قدرات في كل محاضرة لاختبار قدراته، والتأكد من استماعه الجيد للمحاضرة واستيعابه لمضمونها.
رابعاً: الدروس المساعدة: التي تعين الطالب على استيعاب الدروس، وتتضمن الشروح والتطبيقات العملية، والقواميس المساعدة التي يحتاجها الطالب في فهم بعض الجوانب المتعلقة بالمادة الدراسية.
في العدد القادم بإذن الله سوف نقوم باستكمال ما طرحه الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة بن علي التميمي المشرف العام على مشروع جامعة المدينة العالمية عن طريقة الدراسة حيث يتم استعراض المكتبة الرقمية التي تعتبر المكتبة جزءاً مهماً من الدراسة الجامعية حيث توفر إمكانية البحث العلمي. واللقاء المفتوح الذي من خلاله يُتاح للطالب التفاعل المباشر مع المحاضر أو مشرف المادة، والتحاور معه صوتياً وكتابياً ومرئياً. والاستفسارات التي هي جزء من العملية التفاعلية بين الطالب والمحاضر، يتمكن الطالب من خلالها من طرح ما أشكل عليه أثناء استماع الدرس. وكيفية اختبار أعمال السنة، وشؤون الإدارة التعليمية.. الخ.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|