وجوه شامية من أصدقاء العمر الجميل بقلم: د. صباح قباني
|
سعيد الجزائري
إذا أحبك سعيد الجزائري فقل إنك أصبحت أنت سعيد الجزائري.
أصبحت أيامه ولياليه، وينبوع أحاديثه.
أما إذا لم يحبك.. فيا لطيف!
صحافي عريق.. عرف الناس كما لم يعرفهم أحد، ودرسهم كما لم يدرسهم أحد. وقف على علاقاتهم وصلات القربى بينهم.. صداقاتهم.. خصوماتهم.. كُلها لديه مطبوعة في ذاكرة عجيبة مدهشة. وفي أيام الانتخابات، أية انتخابات، كانت هذه الذاكرة المتوقدة تصول وتجول فسعيد كان يعرف كيف يحرك الصداقات ويوجهها بنكتة ذكية أو تعليق ساخر أو قصة لاذعة فلا يملك من يستمع إليه إلا أن يدلي بصوته لمن رشحه له سعيد.
أديب مرهف كان يرتشف اللفظة الأنيقة كما تُرشف الراح، ويأسره بيت الشعر الجميل مثلما كان يأسره الوفاء.
حمل إلى الشهرة أدباء ما حلموا قبله بمجد، زاحم من أجلهم المناكب وشقّ الصفوف وما إن أوصلهم إلى المسرح حتى انسحب وعاد إلى صفوف المتفرجين مكتفياً بلذة التصفيق لهم مع المصفقين. ولكن كثيراً ما نسيه الذين أوصلهم إلى المسرح وبخلوا عليه حتى بأوتوغراف.
ومع ذاك كان سعيد يعود دائماً ليحمل من الصفوف الأخيرة مواهب جديدة آمن بقدرتها فيزاحم من أجلها المناكب ويوصلها إلى المسرح ثم يعود أدراجه ويصفق لها مع المصفقين.
أتعرفون الطفل الذي ينفخ البالونات ثم تنفجر في وجهه؟
هكذا كان سعيد الجزائري.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|