أنا وأنت الهوى والليلُ والسهرُ |
وضحكةُ البدرِ للأمواجِ والسَّمرُ |
قصيدةٌ أنتِ. كم أخشى قراءتها |
أخشى يرددها غيري فتنكسِر |
حفظتها نغماتٍ حين أنشدها |
تتيه في خاطري الأفكار والصور |
ما بال هدأة هذا الليل تُرهقني |
صمتاً. ويطلبني إنشاده القمر |
يا مانحي نشوة الذكرى شقيت بها |
عند الرحيل. وكاد الصبر ينتحر |
مسافرٌ. كيف لا أحتاج تذكرة |
أحيا بها أملاً. إن طال بي السفر |
أأزرع الورد والأحزان تُذبله |
وأقطف الزهر والحرمان يعتصر |
تقول فاتنتي. ما سر فتنتنا |
قلت: الدلال وهذا الجيد والحور |
نار على وجنة المحبوب باردة |
ما بالها في دمي تغلي وتستعر |
نادى الرحيل فغنى الشعر في شجنٍ |
ورددت شدوه الأنهار والشجر |
أَراح قلت والأحزان تملكني |
كم راحلٍ حوله الأشباح تنتشر! |
فغالبت بسمة كادت تمزقني |
تناثرت عبرها الأنغام والدرر |
أتضحكين- لمن- والحزن متكئ |
على ضلوعي. وأُنسي ما له خبر |
قالت: تأملت في عينيك خارطة |
يزهو بها وطني والماء والمطر |
رأيت وجهي بها تزهو نضارته |
رأيت قلبين. عذراً. . إنني بشر |
يا أنتِ. يا تاسع العشرين في لغتي |
من الحروف تناهت دونه الفكر |
الآن أعلن أن الشعر في لغتي |
والسحرَ والفن والتاريخ تنحصر |
إن الهوى بيننا يأبى يكون هوى |
إلا إذا ضمنا في ناره القدر |