وميض الذي يريده التشكيليون عبد الرحمن السليمان
|
يتفق الفنانون التشكيليون عموماً على أن ساحتهم الفنية لم تزل بحاجة إلى العديد من المتطلبات المهمة والضرورية لتحقيق المزيد من الإنجازات الكفيلة بدفع مسيرتهم. هذا الاتفاق أو الالتقاء صرَّح به وبعفوية الفنانون التشكيليون المشاركون في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين. هذا الالتقاء وجدناه فيما طرحوه من أفكار وتصورات وأماني، بمعنى أن الساحة التشكيلية تعاني نقصاً في عدد من الجوانب الأولية، وأن ما يمكن أن يتحقق في ظل إشراف وزارة الثقافة والإعلام هو من الأمور الأساسية.
عانت الساحة التشكيلية نواقص تكمل الاندفاع في تنظيم المعارض وتوالي ظهور الموهوبين، لعل من أهمها تهيئة صالات عرض مجهزة وتدار ضمن برنامج واضح لكافة العروض الممنهجة أو المستضافة، وتشجيع المعارض الفردية للفنانين والفنانات ودعمها مادياً ومعنوياً، والاقتناء منها بما يحفِّز ويشجع الفنان أو الفنانة على التواصل في إقامة المعارض، وكذا الانتقال بها إلى خارج البلاد وعلى حساب الدولة، خاصة إذا رأت فيها مستوى متقدماً، وتشجيع التأليف ودعمه بكل الوسائل التي تشجع أصحاب المحاولات الجادة على طبع إنتاجهم بما يخدم الساحة التشكيلية والفنان التشكيلي السعودي الذي عانى لعقود من عدم تضمينه مؤلفات بعض الكتَّاب والفنانين العربية في مجال الفن التشكيلي، واستكمال مشروع متحف الفن التشكيلي السعودي الذي بدأته الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمعرض المسابقة الأولى، ودعم المشروع بالاقتناء من معارض الفنانين الجماعية والفردية، وإصدار مجلة تُعنى بالفن التشكيلي، ولدينا في المملكة أكثر من تجربة لم تستكمل في هذا المجال، والعمل على تصنيف جديد للمعارض، والنظر في نظام الجوائز والاقتناء، وتشجيع الناشئين والناشئات بمعارض خاصة يُقتنى منها ما هو مميز، وهو ما يدفع للتنافس والاجتهاد والعمل بحماس واندفاع، والعمل على استحداث نظام لإجازة الأعمال الفنية والمعارض بحيث يتم ذلك عن طريق الوزارة نفسها أو ممثِّليها، ولا يمنع من أن تُكوَّن لجانٌ لذلك من فنانين مشهود لهم، وإصدار نظام لتضمين المباني والمنشآت الحكومية والعامة كالفنادق والمستشفيات وغيرها أعمالاً للفنانين التشكيليين السعوديين، وقد وجدنا مثل ذلك في بعض المطارات أو الوزارات، وأهمها الداخلية، أو المنشآت كمكتبة الملك فهد بالرياض وغيرها، وتيسير فرص العرض الخارجية، وتكثيف انتداب الفنانين وإرسالهم لحضور المناسبات الخارجية المهمة للاحتكاك والتعريف بما يُقدَّم على مستوى الساحة العالمية، وكذا منح الفنانة التشكيلية نفس الفرص المتاحة للفنانين لحضور المناسبات الخارجية، والعمل على تخصيص العمل التشكيلي كما هي الأندية الأدبية التي تضطلع بالأدب ورجالاته وإصداراته، أعني بتأسيس جمعية للفنانين التشكيليين السعوديين تقوم بالدور والعمل التشكيلي بإشراف الوزارة.
العقود السابقة من عمر الحركة التشكيلية في المملكة شهدت العديد من الإنجازات، كانت المعارض أبرزها، كما تمت المشاركة بأعمال الفنانين التشكيليين والتشكيليات في العديد من المناسبات العربية والدولية، وحقق بعض الفنانين والفنانات مستويات متقدمة في بينالي الشارقة وبينالي القاهرة الدوليين وفي بعض المناسبات الأوروبية، لكن النشاط الداخلي وإن تكثف بالمعارض التي عمَّت معظم مدن ومناطق البلاد إلا أن ذلك وإن كان الأهم كان يتطلب استكمالاً لتنظيم العمل التشكيلي ليتخذ شكله الطبيعي.
الأمنيات والطموحات والتصورات كثيرة، ومع أننا لن نكون خياليين بأن يتم تنفيذ طموحاتنا في يوم وليلة، لكنا ننتظر تنفيذاً فعلياً لما يمكن تنفيذه أولاً بأول، وبأن يكون للقطاعات الخاصة دور في هذا الأمر. لقد رُفعت توصيات للوزارة تم قراءتها في آخر أيام الملتقى، لكن التشكيل لم يجد المباشرة التي حظي بها الأدب على سبيل المثال، وبالتالي فإننا نعقد الأمل على أوراق العمل التي تقدَّم بها المشاركون وكانت مليئة بالتصورات التي سعت الوزارة إلى طرحها في أول لقاء جمع أصحاب كل الاهتمامات الثقافية وتقديمها للعمل في مرحلة جديدة أراها الأهم من عمر الثقافة في المملكة.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|