رسالة ضائعة د. راشد عيسى
|
يرجى ممن يعثر على هذه الرسالة أن يسلمها إلى عبد الله نور.. مشكوراً.
مع تحايا
أيها العَذْبُ لن تعتكر
مثلما كنتَ كُنْ
قمراً سارياً تحت إبطِ الكثيبْ
نخلةً نسيتْ أن تشيبْ
ضحكةً باكيةْ
دمعةً عاليةْ
لا تغبْ عنكَ يا صديقي وعنا
قد عرفناك أصدق من حبة التمرِ
أوفى من الزعفران إلى الدلّةِ الساهيةْ
أيُّهذا البعيدُ عليهِ الجريحُ البهيُّ
المعنّى
فلنا أن تنادي عليكَ فناجيننا
آن أنْ نلتقيكَ على جسرِ جرحٍ
جديدٍ وما حان أنْ تعتذر.
أيها العَذْبُ لن تعتكر
مثلما كنت كُنْ
لن يغادرك الطفلُ يا سيّدي
لم يزل عطرُكَ الصعبُ يحنو على وردةٍ ذابلهْ
أنتَ كالليل أنَّى نَعِسْتَ تنامْ
تفرش الشِّعْرَ فوق السرير القديمِ
وتبكي قليلاً على حالنا المائلةْ
وتذهب في الحلْم أبعدَ من حزنِكَ المنتصر.
أيها العذبُ لن تعتكر
لا تهاجر إليكَ لتتركنا
خارج الماء والشمس والفلسفةْ
فيكَ فنُّ الحياة الذي ضاع مِنا
دُلّنا كيف تمشي الجبال على مهلها
كيف تبكي البيوت على أهلها
كيف يسري شميم العرار بسنّ القلمْ
ويضحك عود الخزامى بنصفِ شفةْ
لم نزل ننتحي فيك أنفاسنا
مثلما غبتَ عُدْ
بمزاج الرمالِ وسهْو النَّمِر.
أيها العذبُ لن تعتكر
فعصافيرنا خانها ريشُها
والغبار أضاع مناقيرها للسدى
فتعال إلينا ولو ساعةً
لتغني العصافير أحزانها
قبل يرحل عنها المدى
قبل نشرب من عين (أم السليك)
دموعاً تؤجل أحلامنا
ما تبقى لنا
غير حفنة ماءٍ على قبر (عروةْ)
ما تبقى لنا
غير عشر دقائق أخرى لفنجان
قهوةْ
وبيتٌ من الشِّعر ما زال في البالِ
منذ ثلاثين جرحاً نحاول تصحيحهُ
قبل أن ينكسر.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|