أورَدها سعدٌ وسعدٌ مُشْتمِلْ ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبل
|
الأستاذ سعد البواردي: اسم شاعر كبير ينتمي إلى الرعيل الثاني من شعراء المملكة. درسناه في مقرراتنا الدراسية شاعراً لا ناقداً ولا منظّراً ولا محللاً أدبياً، حتى فوجئت به يكتب عن ديواني: (نبض الضفائر) في المجلة الثقافية التي تصدر عن جريدة الجزيرة، بتاريخ 11 رمضان، حيث بدأ متسائلاً بشيء من السخرية والتهكم: عن معنى نبض الضفائر، وهل للضفائر نبض؟!
كلام لا يصدر إلا من ساخر متهكّم!
ثم يمضي الأخ سعد في تورطه في كثير من الأخطاء اللغوية والنحوية التي لا تخفى على طالب في المرحلة المتوسطة! يقول الأستاذ لا فض فوه: (إن لفظة شجن لا تأتي إلا بمعنى الحزن والألم)!!
رأي عجيب غريب، لو اطلع الأستاذ على (اللسان) وبحث عن مادة (شجن) لوجدها تعني: الحزن والحرمان، ووَلَه النفس أيضاً.
وهذا ما يتضمنه معنى البيت.. فالشجن هنا يا أخانا سعد ليس الحزن وإنما هو وله النفس، والجمع أشجان، يعني اللفظة في محلها اللغوي!! وفي النحو واللغة يقول الأستاذ سعد: لا بد من إبدال لفظة (عن) ب(من) في البيت الآتي:
فأنست بالصداع
عن لغْوِه المشاع.
كأنّ الأخ سعد لا يدرك أن حرفي (عن ومن) يتبادلان المنزلة والمعنى في علم اللغة والنحو.. ولو كان لدى الأخ سعد شيء من الذكاء، لأدرك أن المعنى لا يحتاج إلى اجتهاد منه.. فالمعنى في البيت:
أنست بالصداع، أي رضيت به عن سماع لغوه المشاع.
ويمضي الأخ سعد في أخطائه، فينقل عنوان القصيدة مغلوطاً، فيقول: (شاعر المسمار)، مع أن عنوانها، وبالحرف الكبير المشكول في الديوان (الشاعر السمسار)!!! فسوء القراءة والنقل من الأخ سعد البواردي: سمحا لنا باستعمال ما شاء من أدوات التهكم والسخرية، إذ قرأ القصيدة: (الشاعر المسمار) فراح يسأل عن هذا المعنى، فيقول: شاعر المسمار، وربما شاعر المفك، وربما شاعر المسحاة.. فاستعمل أدوات النجارة التي ترضي تهكمه وسخريته دون أن يدرك أنه نقل عنوان القصيدة خطأ، وكان أجدى به التريث والأمانة في النقل!
ثم يمضي الأستاذ سعد في أخطائه فيقول: (كل) لا تأتي إلا للجمع!!
بخ بخ لك يا سعد.. لو نظرت إلى كتب اللغة لوجدت أن (كل) تؤكد المجموع والمفرد المضاف إليها أو المفرد المجزي مضافاً إلى ضمير المؤكد: فيحذف في المضاف إليه وتبقى (كل) منوّنة. راجع المصباح المنير أو أياً من كتب اللغة.
ويستمر الأخ سعد في أخطائه الفاضحة، فيقول: إن لفظة (التأميل) غير صحيحة وغير سليمة.. وهنا حق لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه!!
إن طلبة القسم المتوسط يدركون تمام الإدراك: أن الفعل الثلاثي مضعّف العين يكون مصدره على (تفعيل)، فتقول مثلاً: أمَّل يؤمِّل تأميلاً، أجْل تأجيلاً، أخَّر تأخيراً، ألَّه تأليهاً، أرَّخ تأريخاً، وأطَّر تأطيراً.
أما عن قوله: إن الدنيا لا تسير، فهذا جهل بأبسط قواعد علم الفلك والفضاء.. الدنيا تسير وتسير يا أخ سعد ولها وجهان سواء بسواء.. فرحتها مثل حزنها، وبسمتها مثل عبسها.. فكلاهما متساويان!!
ترى.. هل أدركت معنى البيت؟!
آمل ذلك..
أما ما يراه في بعض قصائد الديوان أنها تنتمي إلى (التقريرية)، وأنها إلى النظم أقرب منها إلى الشعر.. فهذا رأيه أحترمه، وليس لي حق الوصاية عليه مع أنني على ثقة لو اطلع على الديوان ناقد حاذق مُنصف، لخالف الأخ سعد في رأيه، ولوجد في بعض القصائد ما يوحي بالاستجلاء في المعاني الشعرية، خاصة في التأملات الإيمانية في المخلوقات من سماء وأرض، ونجوم وليل ونهار!
كل هؤلاء: لم يَردِوا مجرَّدين من عواطف الشاعر ومحسَّاته.
مع كل تقديري واحتراماتي لأخي وصديقي الأستاذ سعد البواردي، سلمه الله وحفظه من كل شر.
أخوك
محمد إسماعيل جوهرجي
2191425هـ
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|