الغربال أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش
|
قال ابن الإطنابة مفتخراً:
إني من القوم الذين إذا انتدوا | بدأوا بحق الله ثم النائل | المانعين من الخنا جيرانهم | والحاشدين على طعام النازل | والخالطين فقيرهم بغنيهم | والباذلين عطاءهم للسائل | لا يطبعون وهم على أحسابهم | يشفون بالأحلام داء الجاهل | القائلين ولا يعاب خطيبهم | يوم المقامة بالكلام الفاصل(1) |
لا غرو فصاحب هذه الأبيات هو: عمرو بن عامر بن زيد مناة الكعبي الخزرجي القائل في بيته المشهور: |
ابت لي عفتي وأبي إبائي | وأخذي الحمد بالثمن الربيح(2) |
قلت: أما الأبيات الخمسة الأولى فهي وعاء للمكارم، ومباءة للمجد، والسمو تنطوي على كثيرٍ من الخصال، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت متمماً لمكارم الأخلاق)، أو كما قال عليه الصلاة السلام، ألا ترى قوله في الأبيات جملة، وهو يستجمع المحامد كلها تجاه الله ثم خلقه سبحانه في: معاشهم، وجيرتهم، وفقيرهم وسائلهم ومحروميهم، إلى جانب ما هم عليهم من الحكمة والفصاحة، وقوة الشكيمة، وهذا مبنى مناسب رفيع، يصدق على مجتمعنا الذي نعيشه اليوم فما الذي يبغيه أعداؤنا، ولِمَ البخس تجاهه، ونحن أيضاً كما قال القائل: |
مَنْ يأتنا لجليل أمر خائف | أو قاصداً لسماحة وتكرّم | يجد النّدى والعزّ حول بيوتنا | والخافقات وكلّ طرف مرجم | وعديمنا متعفف متكرم | وعلى الغني ضمان حق المعدم |
الحواشي: 1 المرزباني، (معجم الشعراء)204 | 2 الزركلي ، الأعلام 580 |
| * جامعة الملك خالد أبها |
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|