مخطوطات البواردي الإبداعية
حمد حميد الرشيدي
|
لا أزعم أني قد قرأت كل ما كتبه الأستاذ سعد البواردي، ولا حتى أكثره ولكن أظن ان ما قرأته له يكفيني لوضع تصوراتي وانطباعاتي عن أديب كبير بحجم (البواردي).
والحقيقة أن الحديث عن رائد من رواد الأدب في بلدنا كالبواردي حيث لا يمكن استيعابه في هذه العجالة التي خططت من خلالها هذه الأسطر عنه
لقد أتحف (سعد البواردي) المكتبة الأدبية العربية بكثير من اصداراته متعددة المناهل والمشارب والمآخذ في محتواها وشكلها، فقد كتب (الشعر) و(القصة) و(المقالة) و(النشر).
وهذا واضح من خلال نماذج كثيرة من أدبه المطبوع (شعراً ونثراً).
ففي الشعر قرأت له (أغنية العودة) و(أغنيات لبلادي) و(رباعيات).
أما في النثر فقد اطلعت على ما كتبه البواردي في (رسائل الى نازك) و(للسلام كلام) وغيره.
وقد امتازت كتاباته بالعمق والصدق ونضج التجربة، وكان في قصائده ميل واضح للوطنية والانتماء لوطنه وأرضه وشعبه، وهناك جانب آخر جميل في شخصية (سعد البواردي) كأديب لا يعرفه إلا قليل من الناس الذين يرتبطون به بعلاقات صداقة او معرفة شخصية.
وهذا الجانب هو جمال خطه، فهو ذو مهارة متميزة في الخط، ولا أستطيع ان أميز خط (البواردي) بحيث يمكنني تصنيفه طبقاً للخطوط العربية المعروفة (الرقعة، النسخ، الثلث، الديواني... الخ).
اعتقد أنه خط خاص به يمتاز بوضوح الحروف وصغرها نوعاً ما وانسجام حروف الكلمة الواحدة مع بعضها بحيث تبدو كأنها دائرية الشكل تقريباً او (بيضاوية).
كنت أول ما عرفت هذا الشيء عن (سعد البواردي) عندما التقيته في مهرجان (الجنادرية) عام 1415هـ في الرياض، وكنت حينها قد أجريت معه لقاءً صحفياً لصالح جريدة (المسائية) التي كنت أعمل فيها محرراً ثقافياً في ذلك الوقت.
واستقبلني (البواردي) في الفندق الذي يقيم فيه ضمن ضيوف المهرجان بمدينة (الرياض) بشفافيته وتواضعه وبساطته المعهودة، ووعدني بأن يجيب على اسئلتي التي كتبتها له خلال يومين، وذلك نظراً لانشغاله عني بالإجابة عن أسئلة كثير من الصحفيين ممن سبقوني اليه في المهرجان.
وفعلاً جئت اليه في الفندق بعد يومين كما وعدني وسلمني ظرفاً فتحته فوجته قد أجاب عن أسئلتي في بضع ورقات بخط يده، حينها نسيت نفسي كصحفي، وتحركت في داخلي مشاعر الفن والأدب وسرحت خواطري في آفاق جمالية بعيدة مع خطه.
والآن.. وبعد مضي ما يقارب عشر سنوات على لقائي ذلك ب(البواردي) منذ عام 1415ه فإنني مازلت احتفظ بتلك الورقات التي كتبها لي إجابة عن اسئلتي بخط يده لجمالها وروعتها مع العلم انني قد اتلفت كثيراً من الأوراق (المطبوعة) التي كتبها لي كثير من الأدباء والمثقفين الذين التقيتهم كصحفي، بعد ان تم نشر محتواها في الصحف التي تعاملت معها في مطلع حياتي الصحفية، وبعد ن أصبح وجودها لدي لا فائدة منه ولم احتفظ إلا بالنادر منها كأوراق سعد البواردي (المخطوطة) بيده.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
