بحر الكلمة المسالمة إبراهيم محمد شحبي
|
منذ بدايات قراءتي في المرحلة الثانوية كان اسم سعد البواردي حاضراً بكثافة في الشعر بداية بديوانيه (أغنية العودة) 1381هـ الى (قصائد تخاطب الإنسان) وبينهما العديد من المجموعات الشعرية، الى اخر ما صدر له، ومع أنه بدأ قاصا بمجموعة (شبح من فلسطين) إلا أن الغناء الشعري التلقائي ظل متدفقاً مناسباً كالنهر، إضافة الى غزارة الكتابة المقالية.
ويمثل سعد البواردي نموذجاً في نمطية الغناء الشعري الغزير والمتدفق الذي يعني الشعور بأهمية الاستمرار والحضور المؤمن بأهمية القصيدة كحالة مرادفة للحزن، ان لم تكن نتيجة حتمية له عند شاعر لا يجد بداً من نثر القوافي على كل حال. وإذا اعتبرنا البواردي حالة متميزة في ناحية التدفق الكتابي الشعري والنثري الذي تحتاجه مرحلة جاء في حينها فقد ظل يزاوج في شعره بين العمودي والحر منذ فترة الستينيات الميلادية، ونجح الى حد كبير في تحقيق الحضور لدى القارئ.
إلا أن طبيعية كلماته المسالمة لم تجعل منه شخصية أدبية صاخبة ومثيرة للجدل، بل ساهمت في جعله الأديب النمطي برغم غزارة إنتاجه ما يجعلنا نتساءل حول أهمية المنطقة الوسطى التي يقفها بعض الأدباء مركزين على تدفق الإنتاج دون ملل، حيث نجد ما يقرب أو يزيد على سبعة وعشرين مؤلفاً في الشعر والمقالة والقصة بين مطبوع ومخطوط باسم البواردي يعني وجود رجل غير عادي.
شخصياً كقارئ كنت اقف أمام بعض النصوص، لكن ذلك يعني ان البواردي ليس ظاهرة كتابية لها تاريخها وشعبيتها، لكن المساحة الكبيرة التي شغلها لا يمكن الحديث عنها في موجز بسيط، خاصة وانه جايل الكثيرين وتتلمذ في مدرسته الشعرية الكتابية آخرون، ومع ذلك لم تكن الدراسات الأدبية القادرة على وضعنا أمام الكثير من جوانب منجزه الأدبي حاضرة، شأنه في هذا شأن الكثيرين من أدباء المملكة.
ويبقى الأديب سعد البواردي كشاعر مستعصياً على التصنيف؛ لأنه شاعر سبح كثيراً بين التقليدية والحداثة، وظل كاتباً مسالماً مع كثير ما تناوله قلمه في شتى شؤون الحياة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|