الرائد أحمد الصالح
|
عندما تلتفت الذاكرة إلى ما قبل أربعين عاماً لتحلق في آفاق الشعر في هذا الوطن تستدعي من أوائل من تستدعي الشاعر الكبير سعد البواردي من خلال ما كان ينشره في الصحف الصادرة آنذاك ومن خلال دواوينه التي صدرت في تلك الفترة (أغنية العودة) و(ذرات في الأفق) و(صفارة الإنذار) و(لقطات ملونة).
من خلال هذه التجربة الثرية والعمل الإبداعي الرائد يأتي سعد البواردي من أوائل الشعراء المجددين في الشعر السعودي في وطنياته وفي نظرته الفلسفية للحياة.
ومن خلال ديوانه (ذرات في الأفق) يختصر فلسفته للحياة في قول موجز في مقدمة الديوان بدعوته: (أن نقف جميعاً وجهاً لوجه أمام ذرات حياتنا نجلوها بالمجهر الفاحص لنحقق.. لنمحص ثم نختار الذرات الخيرة المشرقة..)
وعن حبه لوطنه من قصيدة (يا موطني) في ديوان (ذرات في الأفق) يقول:
يا موطني.. يا شعلة الأمل المقدس والأماني
يا بذرة زرعت وأينع في سنابلها.. كياني
وعندما يكون الحديث دافئاً يلامس شغاف القلب يكون حديثاً عن الحب .. يقول من قصيدة الحب القوي من ديوان (أغنيات من بلادي)
أخاف الحب؟؟ كيف أخاف حباً
وفي قلبي لجذوته.. انعطافُ
أهاب الدمع؟؟ كيف أهاب دمعاً
ومن أقداحه لفمي ارتشافُ
****
أخاف الحب..؟؟ أكره كل حبًّ
تلامسه على هون شفافُ
أحب.. وما أحب على ارتجاف
قضى حب مطيته ارتجافُ
وفي ديوان (إبحار ولا بحر) يكتب قصيدة عنوانها (شارون) وهذا قبل عشرين عاماً فكيف لو كتب عن شارون الآن؟ يقول من قصيدته (شارون):
شارون.. يا (نيرون)
يا لعنة التاريخ
والإنسان
والأديان
والأزمان
يا بؤرة الأوجاع
والأطماع
والأحقاد
والطغيان
والمجال ليس مجال استعراض لشعر الأستاذ سعد فالحديث عن شعره لا توفيه حقه عجالة كهذه ولكن هي نزهة قصيرة عشتها مع قصائده فكنت كمن يتنزه في بستان يحتار ماذا يقطف وماذا يشم من ورود ورياحين. إن شعر أبي عبد الرحمن يحتل مكان الصدارة بين شعراء الوطن.. إنها دعوة لدارسي الأدب والمشتغلين بالرسائل الجامعية في مجال الشعر أن يلجوا الكون الشعري لأبي عبد الرحمن فحسبه أنه سبق كثيرين في وطنياته وتأملات وهموم أمته العربية.
لقد كان مجدداً في الكلمة الشاعرة وفي تبني هموم وآمال عربية واسعة المساحة في وطننا العربي.. إنه شاعر كبير من الرعيل الذين لهم حق على دارسي الأدب ومحبي الشعر الجميل.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|