رفيق درب وزميل قلم عبد الله بن إدريس
|
الأستاذ سعد البواردي بالنسبة لي رفيق درب وزميل قلم.. عرف بعضنا بعضا منذ نصف قرن بالتمام والكمال.. ولا زالت تلك المعرفة.. (فوق الشخصية) تؤطر علاقاتنا الاخوية بأريج الاخلاص والتفاني في خدمة الدين والوطن والأمة.. بقدر المستطاع والمتاح، من خلال ما سكبته أقلام ذلك الجيل في عهد شبابه المتحمس.. والذي ربما دفعه حماسه الى ارتكاب شيء من (الرعونة) أحياناً.. حرصا على ضخ ما يمكن ضخه في الوعي الوطني للتحرك النهضوي المأمول ولعل تلك الأقلام قد حققت بعض ما كانت تصبو الى تحقيقه.. مما يمس المصلحة العامة.
كان ابو عبدالرحمن البواردي من أكثرنا نشاطا.. نحن ذلك الجيل.. الذي قاد سفينته التوعوية الوطنية، والاجتماعية والأدبية وسط أمواج كادت.. ولمرات عديدة ومريرة.. ان تغرق، لولا لطف الله جل وعلا.. ثم وسطاء الخير الذين كانوا يهددون غضب وثورة المعنيين من الجهات المسؤولة.. بما كاد يقصف أعناق تلك الأقلام.
وكان أبرز وسطاء الخير الذين أعنيهم هو (اللواء الركن سعيد كردي) مدير عام الاستخبارات في زمانه رحمه الله رحمة واسعة فقد كان يلتمس الاعذار لأصحاب تلك الأقلام.
ولقد لقي أخي سعد كما لقي زملاؤه كثيراً من متاعب القلم.. ومع ذلك بقيت شعلة الحماس الوطني متقدة في أقلام ذلك الجيل حتى اليوم..!!
تزاملنا في صحيفة (اليمامة) كتابة.. ونيابة تحريرية.. أثناء
أسفار صاحبها أستاذنا الكبير حمد الجاسر رحمه الله وكتابة في الصحف الأخرى كجريدة (البلاد السعودية) على عهد رئيس تحريرها الأستاذ عبد الله عريف رحمه الله .
وتزاملنا كذلك في تحرير مجلة (المعرفة) في عهدها السابق، حينما كنا نعمل جميعاً في وزارة المعارف ولا تزال تجمعنا همومنا الوطنية والدعوة للتطور والإصلاح حتى يومنا هذا.
الأستاذ سعد البواردي شاعر معروف.. وكاتب مألوف.. له صولات وجولات مشهودة معروفة في دنيا الشعر الوطني.. والنثر الاجتماعي. وهو أحد شعراء كتابي (شعراء نجد المعاصرون).
وقلت عنه في ترجمتي له (ميزة شعره المزاوجة بين الرومانتيكية والواقعية.. وهو مع إحداهما حسب مقتضيات الحال وقوة الدوافع المؤثرة أما أغراض شعره فتكاد تنحصر في الهم القومي والاجتماعي وتطرقه الى الموضوعات الأخرى قليل جداً) (شعراء نجد من 153 154)، وهو قال عن نفسه في الترجمة (إنني أكفر بكل أدب ذاتي، ولا أرى أدباً إلا ما يخدم الحياة فقط) نفس المرجع.
ولا أدري هل مازال أبو عبدالرحمن على هذا الرأي في الأدب الذاتي أم غيره؟ ذلك ان الادب الذاتي بقدر ما هو تعبير عن ذات إنسان ما.. فهو تعبير عن كل إنسان عاش هذه التجربة او تلك.. يقول الشاعر الفرنسي الكبير فيكتور هيجو: (يصبح الناس أحدثنا عن أنفسنا.. وا أسفاً.. حينما اتحدث عن نفسي إنما اتحدث عنكم.. فكيف لا تشعرون؟) (نفس الكتاب ص 44).
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|