الجهيمان يتذكر علاقته بالبواردي في وزارة المعارف ابتدأت علاقتنا .. ووالده شاعر وحكيم
|
عندما علم الأستاذ عبد الكريم الجهيمان بأن المجلة الثقافية تنوي فتح ملف احتفاء بالأستاذ سعد بن عبد الرحمن البواردي كعادتها في تقدير وتكريم الرواد ، أقول عندما علم بذلك رغب في المشاركة ولكن ضعف بصره حال دون ان يكتب شهادته ، فاتفقت معه على ان اسمع منه واسجل ما اسمع ، حتى ولو لم يتطابق الكلام على طريقة (الحاضر على الحاضر) كما يقولون. وهكذا ففي مساء يوم الاثنين 259 1425هـ وفي ليلة رمضانية مباركة التقيت مع بعض الاخوان في منزل الأستاذ الجهيمان وكان هذا الحوار : أستاذنا أبو سهيل متى تعرفت على الأستاذ سعد البواردي ؟ ومتى التقيت به لأول مرة ؟ وهل عندما كنت تصدر أخبار الظهران في الدمام ، وهو يصدر مجلة الاشعاع بالخبر ، صحيح أن أخبار الظهران قد توقفت عام 1377هـ بسبب نشرك مقالاً يطالب بتعليم البنات ، وفي نفس الوقت الأستاذ البواردي يصدر مجلة الاشعاع ، واذكر انك رحبت بالاشعاع في افتتاحية أحد أعداد أخبار الظهران. فأجاب الأستاذ الجهيمان قائلاً : إنني لم ألتق بالأستاذ البواردي في المنطقة الشرقية ، رغم انني قد سمعت بوجوده بالمنطقة الشرقية وعرفت بصدور مجلته (الاشعاع) ، فأعجبت بروحه ونشاطه وحيويته والمواضيع التي يتحدث فيها .. وعندما استغربت عدم لقائهما رغم قرب المسافة بين الدمام والخبر .. اجاب بأن التواصل المطلوب غير متوفر بسبب ضعف المواصلات ، وكل مشغول بظروفه الخاصة. وهل كانت الاشعاع مواكبة لأخبار الظهران أو صدرت بعد توقف الثانية ، فقال: إنها صدرت في أيام النصر أيام أخبار الظهران وأنهم رحبوا بها واشادوا بهذا الخطوة المباركة وانها جاءت بعد توقف الفجر الجديد. الغريب أن صحبة أخبار الظهران استمرت قرابة الثلاث سنوات ومجلة الاشعاع حوالي السنتين وكلكم في المنطقة الشرقية ، وكل منكم لم يكتب في مطبوعة الآخر .. فعلل ذلك بأن أخبار الظهران في أيامها الأخيرة قبل إيقافها والاشعاع مع بدايتها وأنه مجرد أن فك أسره واوقفت جريدته عاد إلى الرياض ، وأن علاقته الصحيحة بالاستاذ البواردي لم تبدأ إلا بوزارة المعارف عند عملهم عام 79 1380هـ بعد ان اوقفت مجلته ونفي إلى شقراء وحددت إقامته بها لمدة سنة. والكلام للأستاذ الجهيمان .. كنت اعمل مديراً للتفتيش الإداري بالوزارة والأستاذ البواردي يعمل في العلاقات العامة ويخطط مع آخرين إلى إصدار مجلة المعرفة ، وكانت وزارة المعارف وقتها حصنا للمثقفين وملتقاهم. وكل طالب علم لديه قدرة وكفاءة ينتسب إلى هذه الوزارة عندما كان خادم الحرمين الشريفين وزيرها. واذكر من بين هذه المجموعة من الأدباء عبد الله أبو العينين وحامد دمنهوري و عبد الله الوهيبي ومحمد الفريح ومحسن باروم وحمزة عابد وغيرهم ، ويقول ان علاقته بالبواردي قد توثقت بعد ذلك من خلال عملهم بالمعارف ، ومن خلال لقاءاتهم بالشيخ حمد الجاسر مع صحيفة اليمامة .. ويذكر أنه قد سافر مع الجاسر لحضور زواج البواردي بالطائف خلال هذه الفترة وكان ولله الحمد زواجا موفقا وما زالت آثاره موجودة. وتطرق الحديث إلى والده أمير شقراء عندما كان سعد طفلا وكان من الشعراء المشهورين ، ويذكر له قصيدة كان بعض الاخوة الفلسطينيين يكتبونها بلوحة يعلقونها في منازلهم عندما كانوا يدرِّسون في مدارس نجد. والقصيدة رغم انها شعبية إلا أن فيها حكما وموعظة قوية وهي قريبة من الفصحى .. ففيها يقول :
يا هل الديرة اللي طال مبناها | ما بلاد حماها طول حاميها | ان كان ما تفزع اليمنى ليسراها | فاعرف ترى اللي وطى هذيك واطيها | ديرة صار داها اليوم برداها | ما تصح المباني وعيبها فيها | المباني تهاوى كل من جاها | ما يفك المباني كود أهاليها |
وكان حاضراً بالمجلس الأستاذ إبراهيم بن عبد الله التركي أبو قصي فقال ان هذه القصيدة قد كتبها عبد الله السالم الصباح في مدخل مجلس الأمة بالكويت .. الى جانب الحكمة التي تقول (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك). | وعند سؤاله عن أطرف موقف له مع البواردي .. اعتذر بأن المعلومات قد تبخرت ، واستدرك بأن علاقته بأسرة البواردي قديمة وان فيهم شباباً ورجالاً أكفاء ، وانهم أناس طيبون وان علاقتي بالبواردي مستمرة ، وان الشيء الذي لا يزال يذكره ان الأستاذ البواردي عندما هموا بإيقاف مجلته (الاشعاع) فتشوا منزله فلم يجدوا إلا بندقية والده التي علقها بالمجلس كتذكار له من والده .. وهي البندقية التي كان يحارب بها والده إلى جانب الملك عبد العزيز في توحيده للمملكة ، هي الأثر الوحيد الذي تركه له والده قبل وفاته. | ثم تطرق الحديث او الدردشة إلى ما ذكره الأستاذ سعد عندما كنتم في ضيافة الأستاذ عبد الرحمن البراهيم البطي بعنيزة في بداية صيف هذا العام ، فقد ذكر انه قد درس في عنيزة في السنة الثانية او الثالثة ابتدائية ، بسبب سوء تفاهم أو خلاف بين والديه مما اضطر والده إلى إبعاده عنهم حتى لا يؤثر ذلك في نفسية الطفل سعد فقال ان هذا دليل رجاحة عقل الوالد وروعة الأب في هذا الوقت ، وان هذا الموقف او هذا التصرف كفيل بإبعاد الطفل عن أماكن التوتر والخلاف بين الأبوين كي لا يسبب للطفل انحرافا أو ينطبع في نفسه انطباعات تسيء إلى نفسه وإلى مستقبله. | واختتم كلامه بالتطرق إلى الألقاب او (المعايير) كما يطلق عليها في نجد .. فكان لكل واحد اسم او لقب ينادى به ، منه ما هو للتمليح ومنه ما هو للتصغير ومنه ما هو للتحقير .. وكان لا يكاد يعرف واحد إلا بلقبه ينادى به .. فكان هناك بشقراء شخص مختل العقل وله معيارة لا يرغب ان يدعى بها .. وكان الأشقياء من صغار السن يتبعونه في السوق وهم يصفقون خلفه وينادونه بمعيارته ، فحاول ان يصدهم او ينهرهم ولكنهم لم يرتدعو ، فما كان منه إلا أن أخذ حجراً وقذفهم به ليفرقهم فوقع الحجر على رأس احد ابناء الذوات ، فطلع دمه ولطخ ثوبه فأخذه والده إلى الأمير عبد الرحمن البواردي مشتكياً من ضربه .. فأرسل الأمير خوي الإمارة ليحضر المشكي. فذكر له الواقعة فرد عليه الأمير وهل تضرب من كان يتكلم بلسانه والكلام يذهب بالهواء ..! |
| محمد القشعمي | طالع ملف البواردي |
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|