نزاعات الحدود العربية
|
تأليف: عبدالقادر رزيق المخادمي
القاهرة: دار الفجر، 2004م
***
أصبحت الحدود دقيقة ومؤكدة بعد تبلور القوميات داخل الحدود الحاجزة وظهور الدولة القومية الحديثة في نهاية العصور الوسطى.. وارتباط هذه الدولة بملكية الإقليم والسيادة عليه.. ولأن الحدود ترتبط بالملكية، لذا فإن المنطقة التي تسودها الدولة يجب أن تكون معلومة ومعينة بخطوط حدية دقيقة.
والحدود بمفهومها المعاصر، عبارة عن مصطلح يستخدم للإشارة إلى الخطوط الحديثة التي تعين النطاق الذي تمارس فيه الدول ما لها من اختصاصات وسلطات.
وهذه الفواصل لا تعين إقليم الدولة على اليابس فقط، ففي الدول الساحلية، تمتد هذه الفاصل في خطوط مستقيمة نحو البحر، لتعين النطاق البحري الذي يخضع لسيادة هذه الدولة. وقد عرفت المنطقة العربية متغيرات سياسية وتاريخية عديدة، كان لها أثر بالغ في تعيين الحدود الفاصلة بين دولها في الوقت الحاضر. والمنطقة العربية كانت جزءا من الدول العربية الإسلامية التي تمتد إليها ولاية المسلمين، دون حدود سياسية، فقط حدود إدارية تعين الإقليم والولايات، التي لم يكن لها شكل الدولة الحديثة، وترتبط بين شعوبها الأخوة الإسلامية، وتحكمها القواعد والأحكام الشرعية الإسلامية. وتولى الأتراك حكم الدولة العربية الإسلامية باستثناء الأطراف البعيدة كمراكش وموريتانيا وأريتريا والصومال، وذلك في القرن السادس عشر، ومنذ أوائل القرن الثامن عشر تقريبا بدأت تظهر ملامح الضعف على الدولة العثمانية، وأصبحت هدفا للتوسع الاستعماري خاصة من جانب بريطانيا وفرنسا.
وبعد هزيمة تركيا وتفكيك أوصالها في الحرب العالمية الأولى، جرى تقسيم المنطقة العربية بين الدول الحليفة، بعد تنازل تركيا عنها بموجب اتفاقية لوزان عام 1924م.. وأسفرت عن حصول بعض الولايات على استقلال منقوص كمصر والسودان ونجد والحجاز، ووضع البعض منها تحت الانتداب البريطاني كالعراق وفلسطين، والبعض الآخر تحت الانتداب الفرنسي كسوريا ولبنان.. وخضع البعض لنظام الحماية الفرنسية كتونس ومراكش ومشيخات الساحل، كما وضعت جنوبي شبه الجزيرة العربية وعدن تحت الحماية البريطانية.
كما ظلت الجزائر وموريتانيا والصومال الشرقي (جيبوتي) خاضعة للاستعمار الفرنسي، وليبيا واريتريا والصومال الجنوبي خاضعة للاستعمار الإيطالي.. فضلا عن خضوع الصومال الشمالي للاستعمار البريطاني.
وقامت الدول المنتدبة بتحويل الحدود الإدارية في المنطقة العربية إلى حدود لها صفة سياسية، تفصل بين مناطق الانتداب.. وذلك بموجب معاهدات لتوزيع مناطق النفوذ، كمعاهدة سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا وروسيا.
ثم بدأت الدول العربية تحصل على استقلالها بدءا من 1941م حين حصلت لبنان على استقلالها ثم عام 1943م حين حصلت سوريا على استقلالها.. وتتوالى بعد ذلك الاستقلال حتى عام 1976م حين اسنحبت إسبانيا من إقليم الصحراء الغربية.
والحدود السياسية العربية حدود سابقة وبالتالي، فإن نشأة هذه الحدود بمفهومها القانوني السياسي سابقة عن نشأة الدول العربية وظهورها في شكلها المعاصر مع ملاحظة أن هذه الحدود السياسية مفروضة كأمر واقع على الدول العربية التي لم تشارك في تعيينها وتخطيطها.. وبما أن الحدود مفروضة في واقع معين لم يعد لأكثره وجود، فمن الطبيعي ألا تتفق الحدود مع الوضع الجديد.. ومن هنا ظهرت الخلافات على الحدود بين الدول العربية وبعضها البعض.
وهذا الكتاب يتناول النزاعات الحدودية التي ظهرت بين الدول العربية المتجاورة. تحدث الكتاب عن النزاعات على الحدود في دول المغرب العربي فتوقف أمام النزاع بين الجزائر وتونس، ثم النزاع بين الجزائر وليبيا، ثم النزاع بين ليبيا وتونس، ثم النزاع بين الجزائر والمغرب، والنزاع بين المغرب وموريتانيا.. وأخيرا النزاع بين المغرب والصحراء الغربية.
وعن النزاعات على الحدود في دول المشرق العربي، توقف المؤلف عند النزاع بين قطر والبحرين ثم السودان ومصر ثم إيران والعراق، وإيران والإمارات العربية ثم العراق والكويت، وأيضا إسرائيل ودول الطوق ثم بين السعودية وقطر وأخيرا بين السعودية واليمن.
وتوقف المؤلف عند ما أسماه النزاعات الساكنة للحدود في الدول العربية فتوقف عند النزاع بين البحرين وإيران، وكذلك الكويت وإيران، وتوقف الوضع عن النزاع بين الكويت والسعودية، وبين العراق وتركيا، ثم تعرض للنزاع بين سلطنة عمان والسعودية، وسلطنة عمان والإمارات العربية، والنزاع بين سوريا وتركيا، والنزاع بين سلطنة عمان واليمن، والنزاع بين المغرب وإسبانيا، وأخيرا النزاع داخل الإمارات العربية، ويقع الكتاب في (200) صفحة من القطع الكبير.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|