فهد العتيق في (كائن مؤجل): الرواية هجس بالتفاصيل الدقيقة للحياة من حولنا عبدالحفيظ الشمري
|
(كائن مؤجل) رواية جديدة للكاتب فهد العتيق الذي عرف قاصاً متميزاً، تتشكل أعماله بعفوية تتكئ غالباً على الحكاية، إذ ينبش العتيق ومن خلال أعماله ولاسيما هذه الرواية ذاكرة الحكاية ليخرج لنا خيطاً طويلاً من العلاقات الإنسانية المعبرة بينه وبين عوالم المجتمع من حوله.
العتيق يصر دائماً على أن لغة السرد المباشرة هي الكفيلة بتقديم النص الناجح.. ذلك الذي يبعد العمل عن تهويمات اللغة المقعرة.. حتى أنه يقيم من خلال هذه العلاقة لغة سردية مناسبة تحقق شرطية العمل السردي.
في رواية (كائن مؤجل) يصحو البطل على منغصات كثيرة ضجيج الحياة في مدينة الرياض التي تحولت مع ما تحول نحو السرعة والترامي، وتداخل الأهواء، ليصبح (البطل الراوي) مأخوذ بأمر هذه العلاقة التي نشأت بين الإنسان وبيئته، ليصطاد لنا من بين عشرات الحكايات أبرز ما يؤجج هذا الصدام في العلاقة التي لا تتطلب فيما يبدو هذه الشفافية التي تزيد من آلام هؤلاء البسطاء العفويين الذين يفسرون الأشياء وفق منظور مباشر وتلقائي.
الكاتب العتيق ومن خلال هذه الرواية يستنتج العديد من الأمور التي قد تكشف جزءاً من الحقيقة التي لا يعرفها الكثير.. تلك المتمثلة في نتائج التحول غير المدروس في حياتنا الاجتماعية حيث جعل الرابط بينهما حالتين للبيوت ، بيوت الإسمنت والزجاج والحديد، وبيوت الطين والأخشاب وسعف النخيل.
ويميل الكاتب في هذه الرواية إلى رسم الصور الكاريكاتورية التي تعكس قدرة العتيق على اقتفاء حساسية وخصوصية ما يقدمه لنراه وقد برع في تصوير رغبة الأب حينما قرر دعم أساسات البيت القديم بحجارة صلدة وهي إشارة قوية إلى أن الأساس مهم في مثل هذه العلاقة بيننا وبين التاريخ الذي نصنعه اليوم.
فالعلاقة التي يرى أن تقوم في ظل هذه المفارقات الاجتماعية هي الصدفة، حيث تصنع من المواقف حالة من التخاطب الوجداني، أو التراسل بين المشاعر في صيغ يكتشف حتى قليل الخبرة أنها مغلوطة وملفقة ولن يقيم موقفاً جاداً من الأشياء، لذلك نلمح الكاتب وقد عمد إلى العفوية في تقصي أخبار هذه العائلة المثال.. تلك التي تكتشف ومن واقع ممارسة إنسانية حقيقية أن هناك أو هنا خللا كبيرا يصعب علينا إصلاحه إلا أن حاولنا ان يقيم علاقة هادئة وعفوية مع الحياة التي تسير دائماً نحو التبدل والتحول في وقت يجهد الكاتب في تقديم الحس النبيل.. ذلك الذي نصبح جميعاً بحاجته كلما حاولنا أن نمد جسور تواصلنا مع الماضي قريبه وبعيدة.
تسير فعاليات السرد في الرواية على ما يستعيده البطل من قصص وحكايات تتقاطع مع بعضها البعض مشكلة هذه اللوحة البانورامية عن مدينة اليوم التي يقضم أهلها الماضي الجميل.. بل نرى العتيق في النهاية وقد برع في توجيه سهام نقده الاجتماعي إلى الأسرة التي تخلت عن واجباتها في محيط العائلة والشارع والحي والمدينة.
إشارة:
* كائن مؤجل (رواية)
* فهد العتيق
* المؤسسة العربية بيروت 2004م
* تقع الرواية في (132 صفحة)
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|