إبراهيم طالع الألمعي المحتفى به«*» أحمد علي آل مريع
|
صوت أليف معتق بالمعاناة.. لكنه يأتي من بوابة الحب..
لأنه قادم من عمق هذه الأرض.. التي تمتاز بخصوبة عجيبة..
الحياة.. التباين.. الذات.. الآخر.. أنا.. هو.. نحن.. هم..
كلها مفردات عرفتها بيئته.. وعاشتها: حضارة وممارسة..
حتى وهي تتجرع شظف العيش.. ومسغبة الفاقة..
ف(أنا نحن) لا يمكن تصورهما دون: هو وهم..
كوجيتو فلسفي جديد نسجه التهاميون.. دون صخب التنظير:
ما دمت موجودا.. فالناس بالضرورة موجودون..
ذاك منطق الحياة المتمردة على مظاهر الإقصاء والتخلف..
وتلك القصيدة التي ظلت تترنم بها التهائم عصورا وعصورا..
وذاك ما وعاه شاعرنا قبل أن ينطق ببنت شفة..
كتب إبراهيم طالع واختلف.. وقال ثم قال.. شعرا ونثرا..
وافقناه تارة.. وخالفناه أخرى.. عانقناه.. ثم هجرناه..
لكنه مضى في نشيده الساخر..
وتستوي في السخرية دموعك ضاحكا أو باكيا..
ألم يقل المتنبي لحظة تجل: إنه ضحك كالبكا..
لم تكن المناسبة لإبراهيم طالع أكثر من سبب.. ليقول ما يعرف وما يريد..
قدس المعرفة.. واستحال إلى عقل يمشي في أودية الشعر..
يؤثر أن يفكر حتى عندما يعشق..
صعب أن تقرر عليه نظاما.. أو تفرض عليه قانونا..
أو تحاكمه بمواد النقد الأكاديمي.. لأنه لا يعترف بذلك..
تحتاج فقط أن تمنحه الحق في أن يكون..
وستذهلك تلك اللغة القادمة من غيابة الماضي..
وتلك التراكيب المقدودة من الألماس..
ها نحن اليوم نزدان به.. نحتفي به لأنه أتحفنا.. واحتفى بها..
«*» ألقي بمناسبة تكريم الشاعر: إبراهيم طالع الألمعي، ضمن فعاليات ملتقى ألمع الثقافي الأول، المقام في (حسوة) بمحافظة رجال ألمع، 23121425هـ.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|